واشنطن تجرب لقاحات على البشر لمواجهة كورونا

العراق 2020/03/07
...

بيروت / جبار عودة الخطاط / عواصم / وكالات

تزامنا مع تصريح منظمة الصحة العالمية، بأن عدد المصابين بفيروس كورونا في العالم وصل إلى 100 ألف، بدأ العمل على تطوير لقاحات، لكنها أشارت الى عدم توقع أن يختفي الفيروس في الصيف، كما اعلنت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون»، البدء في إجراء تجارب على لقاحات جديدة داخل مختبرات تابعة لقيادة القوات البرية ضد فيروس «كورونا» المستجد، مستعينة بعدد محدود من البشر لتجربة اللقاح، في وقت طالب نواب لبنانيون بإعلان حالة الطوارئ في البلاء لمواجهة خطر الفيروس.

وقال مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي: إننا ننتظر نتائج اختبارات نحو 20 لقاحا لفيروس كورونا، داعيا إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهته.
وأكدت المنظمة أن حظر السفر هو إجراء احترازي متبادل بين الدول في حالات الوباء، مشيرة إلى أن أمامها عملا كبيرا حول العالم لمواجهة فيروس كورونا.
وأملت المنظمة في أن تؤدي الإجراءات في إيران إلى تراجع انتشار الفيروس، مشيرة إلى أنه من غير المتوقع اختفاء فيروس كورونا في فصل الصيف.
 
تجارب جديدة
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون»، البدء في إجراء تجارب على لقاحات جديدة داخل مختبرات تابعة لقيادة القوات البرية ضد فيروس «كورونا» المستجد، وأوضح متحدث باسم الوزارة، أنه من المنتظر في القريب العاجل أن تبدأ تجربة اللقاحات المحتملة على عدد محدود من البشر.
ووفقا لبيان القائد العام للبحوث الطبية بالقوات البرية الأميركية، العميد مايكل تالي، تم البدء في إجراء تجارب اللقاحات على فئران تجارب بالتعاون مع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وعقب الانتهاء من إجراء التجارب على الفئران، سيتم إجراء الاختبارات على الحيوانات القريبة من التشريح البشري مثل القرود.  
في الوقت نفسه قررت واشنطن فرض حجر على أوراق العملة الأميركية العائدة إلى البلاد، بعد استخدامها في دول قارة آسيا، في محاولة لمنع انتشار فيروس «كورونا».
وقالت متحدثة باسم البنك المركزي الأميركي أمس السبت:  إن «الأوراق النقدية تبقى محتجزة 60 يوما»، وأضافت: «كتدبير احترازي جرى تغيير إجراءات التعامل مع الأوراق النقدية التي ترسل من آسيا».
 
الاسطول السادس
في الوقت نفسه، وضع الأسطول السادس للبحرية الأميركية حجرا ذاتيا على سفنه خلال الفترات التي تفصل بين زياراته للموانئ الأوروبية بسبب مخاوف من إصابة بحاريه بفيروس «كورونا».
وقال كايل رينز، المتحدث باسم الأسطول: إن «السفن ستبقى في البحر لمدة 14 يوما على الأقل بعد زيارة أي ميناء في أوروبا، من أجل تلافي انتشار الفيروس التاجي كورونا»، وأضاف رينز: « بالاشتراك مع الأساطيل الأخرى، حددنا فترة 14 يوما قيد التنفيذ بين زيارات المونئ للسماح للأطباء بمراقبة الطواقم».
   
مأساة رحلة سياحية 
إلى ذلك أعلن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، إصابة 21 شخصا من ركاب السفينة السياحية «غراند برنسيس» بفيروس «كورونا»، وأكد أنه سيتم اتخاذ خطط حقيقية لحجر السفينة.
وقال بنس في مؤتمر صحفي: «في ما يخص السفينة السياحية غراند برنسيس الراسية قبالة ساحل ولاية كاليفورنيا منذ ليلة الأربعاء الماضي، أظهرت التحاليل إصابة 21 شخصا بفيروس كورونا»​​​، مؤكداً أن «صحة الأميركيين وسلامتهم على رأس أولوياتنا».
وأعلن بنس، أنه سيتم توزيع المزيد من معدات الكشف عن الفيروس في مختلف الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن «خطر فيروس كورونا للأميركيين لا يزال منخفضا، ونحن بصدد تطوير اختبارات للكشف عن الفيروس».
ووجد آلاف المسافرين أنفسهم عالقين على متن هذه السفينة السياحية، بعد ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وقررت السلطات الأميركية وضع السفينة قيد الحجر الصحي وفحص جميع ركابها. 
 
اصابات جديدة
وضمن تصاعد اعداد الاصابات بالفيروس أعلنت السلطات الصينية، تسجيل 28 حالة وفاة و99 إصابة بفيروس «كورونا» خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وقالت لجنة الصحة الوطنية بالصين في بيان :إن «اللجنة الحكومية لشؤون الصحة تلقت اليوم بيانات من 31 مقاطعة، تؤكد أنه منذ انتشار فيروس كورونا في البلاد أصيب بالفيروس 80 ألفا و651 شخصا، وهناك حاليا 22177 مريضا، (من بينهم 5489 في حالة صحية حرجة)، وفارق الحياة 3070 شخصا جراء العدوى، وغادر المستشفيات 55 ألفا و404 أشخاص بعد شفائهم»​​​.
أما في كوريا الجنوبية فقد أعلنت السلطات الصحية هناك عن 174 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» امس السبت ليرتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 6767 حالة، مؤكدة أن عدد حالات الوفاة ظل دون تغيير منذ امس السبت عند 44 حالة.  
من جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية، وفاة نحو 100 شخص بفيروس كورونا، حول العالم، وذلك خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وقالت المنظمة في بيان: «تم تسجيل خلال الـ24 ساعة الأخيرة 2873 إصابة جديدة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، وفارق (في نفس الفترة) 99 شخصا الحياة بهذا الفيروس».   
 
أوضاع كارثية
وضمن تداعيات ازمة كورونا العالمية عبر غلام علي جعفر زادة النائب بالبرلمان عن مدينة رشت، مركز محافظة جيلان شمالي إيران، عن قلقه الشديد إزاء الأوضاع التي تشهدها مشافي المدينة مع ازدياد أعداد المصابين بفيروس كورونا.
وحذر نائب مدينة رشت من مواجهة كارثة إنسانية في المدينة في حال عدم اتخاذ إجراءات سريعة.
وقال غلام علي جعفر زادة: إن «الوضع في المدينة اضطراري وخطير وأن ما يحدث مخيف للغاية»، ودعا النائب وزير الصحة إلى زيارة المدينة، حيث صرح بأن أعداد المصابين بالفيروس مخيفة وأنها في تصاعد مستمر، مؤكدا حاجة مدينة رشت إلى إنشاء مشاف ميدانية وأن المشافي الحالية ممتلئة بالمصابين ولا تستوعب أي مصابين جدد.
من جانبه أعلن محمد حسين قرباني، ممثل وزارة الصحة الإيرانية في محافظة جيلان بعد ساعات من قرار تعيينه، عن أن الحرس الثوري والجيش سيبدآن بإنشاء مشفى ميداني في المحافظة.
ويأتي ذلك بينما بدأت السلطات بمنع المواطنين من خارج محافظتي جيلان ومازندران السياحتين بدخولهما، وهو ما ووجه بمعارضة المواطنين الذين توجهوا إلى المدن الشمالية الإيرانية بقصد السياحة على الرغم من تحذيرات وزارة الصحة.  
 
حالة طوارئ
في لبنان، طالب النائب بلال عبد الله بإعلان حالة الطوارئ الصحية في البلاد والاستعانة بالجيش لمراقبة المطار والمرافئ والحدود وضبطها وإنشاء مراكز عزل وعلاج في المحافظات، وتعزيز الترصد الوبائي بشريا وماديا، وتأمين الفحص المخبري للفيروس مجانا، وشدد عبد الله على ضرورة توخي كل الاحتياطات بعد إعلان وزير الصحة اللبناني بخروج الوضع إزاء التعامل مع فايروس كورونا من مرحلة الاحتواء الى مرحلة انتشار المرض. 
وكان وزير الصحة اللبناني حمد حسن، قد أعلن الجمعة خلال زيارة إلى مستشفى البوار الحكومي في إطار جولة تفقدية يقوم بها على المستشفيات، أنّ «لبنان خرج من مرحلة احتواء فيروس كورونا، وأنّ هناك انتشاراً الآن»، كاشفاً أنّ ثمّة أربع حالات مجهولة المصدر، مجدداً القول: «الخوف مبرر إنّما الهلع الهستيري غير مقبول، فالمعنويات من الضروري أن تبقى عالية». 
وجدّد حمد الدعوة إلى عدم التجمع والتخفيف من التواصل واللقاءات العامة، مشدداً: «على كل شخص أن يكون مسؤولاً عن نفسه وعن بيئته»، كذلك توجّه إلى المسؤولين بالقول: «كلّ تصريح لمسؤول يجب أن يكون على درجة عالية من الدقة، ورأينا بعض السياسيين يسلّطون الضوء على الإيجابيات وينتقدون السليبات وهذا أمر جيّد».
 
هلع وترقب
ولوحظ في أغلب المناطق اللبنانية خلو المطاعم ومراكز التسوق من المرتادين والمتبضعين الأمر الذي سيتسبب بخسائر مادية لا يستهان بها كما قال لـ «الصباح» الدكتور محمد علي بريطع، مؤكداً: «لا يخفى إن هناك حالة هلع من فيروس كورونا بعد تمدده واتساع رقعة إصاباته»، مضيفاً، ان «الفعاليات الطبية في مختلف دول العالم ومنها الدول المتقدمة طبياً مازالت حتى الآن تتعامل مع خطر هذا الوباء بإجراءات الوقاية والعمل بعلاج محدود للأعراض، بينما المرض ينتشر كالنار في الهشيم وتجاوز عدد المصابين في العالم المئة ألف مصاب». 
 
ارتفاع الإصابات
في غضون ذلك، وصل عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في عموم لبنان (22) إصابة تم الحجر عليها في مستشفى رفيق الحريري في بيروت، وجاء في تقرير المستشفى المذكور عن آخر المستجدات في الـ24 ساعة الأخيرة حول فيروس كورونا:
إن «المستشفى استقبل خلال الـ 24 ساعة الماضية 87 حالة في قسم الطوارئ المخصص لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، خضعت جميعها للكشوفات الطبية اللازمة، وقد احتاجت 20 حالة إلى دخول الحجر الصحي استنادا إلى تقييم الطبيب المراقب، بينما يلتزم الباقون الحجر المنزلي، وقد أجريت فحوصات مخبرية لـ 127 حالة، جاءت نتيجة 121 سلبية، و6 حالات إيجابية، وغادر المستشفى 20 شخصا كانوا متواجدين في منطقة الحجر الصحي بالمستشفى بعد أن جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية، 
أما الحالات الايجابية داخل المستشفى فقد ارتفع عددها الى 21، اضافة الى حالة موجودة في مستشفى آخر، والحالة المذكورة ترفع العدد الاجمالي للحالات المصابة في لبنان إلى 22 إصابة».
 
إغلاق المؤسسات
الى ذلك، عقدت لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لكورونا اجتماعا في السراي برئاسة الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع، وقررت الاستمرار في إغلاق المؤسسات التعليمية (مدارس، معاهد، جامعات) حتى يوم 14 آذار الجاري وإغلاق جميع أماكن الترفيه مثل الملاهي الليلية، الأندية الرياضية، دور السينما، المسارح وغيرها. 
إجراءات عربية
اما عن الموقف العربي في مواجهة الفيروس؛ فقد اعلنت السعودية، قصر الدخول بشكل مؤقت إلى المملكة عبر المنافذ البرية مع الإمارات والكويت والبحرين على الشاحنات التجارية فقط ضمن الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا. 
وأفاد بيان رسمي سعوديبأن «وزارة الصحة ستتخذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة في المطارات المشار إليها، وكذلك حيال سائقي تلك الشاحنات ومرافقيهم في المنافذ البرية، حيث يبدأ تطبيق هذه الإجراءات فورا».
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس»، أن المملكة قصرت بشكل مؤقت أيضا دخول القادمين من تلك الدول على 3 مطارات هي مطار الملك خالد الدولي بالرياض ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار الملك فهد الدولي بالدمام وذلك في إطار إجراءات التصدي لفيروس 
كورونا. 
اما عن اجراءات دولة الكويت، فقد قرر مجلس الوزراء الكويتي، وقف الرحلات الجوية من وإلى 7 دول هي مصر وسوريا ولبنان والفلبين وسريلانكا وبنغلاديش والهند، بسبب تفشي فيروس كورونا.
وذكر مجلس الوزراء الكويتي في بيان أن القرار بدأ تطبيقه، امس السبت، ولمدة أسبوع، على أن يطبق القرار على جميع القادمين حتى من يحملون إقامات، وأضاف البيان «سوف يتم إخضاع الكويتيين القادمين من هذه الدول أيضا للحجر الصحي».   
 
تقارير جديدة
الى ذلك كشفت الأعراض الأولية للمرضى المصابين حديثًا أكثر خفاء، قد يشير هذا إلى أن الفيروس يتحور ويتغير، حيث وجد علماء صينيون تغيرات في أعراض الإصابة بفيروس كورونا في أول المرضى، الذين أصيبوابالمرض  في بداية تفشيه 
والآن.
وفقًا لنتائج دراسة نشرت بموقع طبي صيني، فإن مرض المصابين حديثا لا يظهر بشكل واضح، وفحص المتخصصون 89 مريضا في ووهان، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين. في البداية كان هناك 31 شخصًا أصيبوا بالعدوى من 16 كانون الثاني إلى 22 من الشهر نفسه. في المجموعة الثانية - تم إدخال 58 شخصًا إلى المستشفى بأعراض فيروس كورونا من 23 إلى 29 كانون ثاني 
ايضا.
كانت أعراض المرض في المجموعة الأولى من المرضى على النحو التالي: ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في العضلات، وضعف، والبلغم، وانخفاض عدد الخلايا الليمفاوية. تم العثور على الأعراض نفسها في الأشخاص في المجموعة الثانية، لكنها كانت ضعيفة أو غير موجودة، وكانت الأعراض مثل السعال والإسهال والغثيان وثقل في الصدر لدى جميع المرضى.
وخلص الباحثون إلى أن «الملاحظات الواردة في هذه الدراسة تشير إلى أن الأعراض الأولية للمرضى المصابين حديثًا أكثر خفاء، وأن نوعًا جديدًا من الفيروسات التاجية يمكن أن يتحول تدريجيًا إلى فيروس شبيه للأنفلونزا»، يعتقد الخبراء أن هذه التغييرات قد تشير إلى طفرة في الفيروس وتغيره، وحذر علماء صينيون من أن هذا هو سبب عدم ظهور المرض 
لفترة طويلة.