الكمامات ليست «حلاً سحرياً» لكورونا

من القضاء 2020/04/07
...

اقتراحات عنصرية
وندد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس أيضا باقتراحات وصفها بانها «عنصرية» تدعو لاستخدام افريقيا حقل تجارب للقاح محتمل ضد الوباء.
وأودى وباء (كوفيد - 19) حتى الان بحياة أكثر من 70 ألف شخص في العالم، فيما أصيب أكثر من 12 مليون شخص بالفيروس. ويعتقد ان اللقاح لن يصنع قبل سنة على الأقل.
وقال تيدروس في مؤتمر صحافي عبر الفيديو في جنيف إنه «على الدول أن تنظر في مسألة استخدام الأقنعة في المجتمعات التي يصعب فيها غسل اليدين والتباعد الجسدي بسبب نقص المياه أو الاكتظاظ».
وأشار الى ان بعض الدول أوصت أو تنظر في استخدام الكمامات أو الاقنعة الواقية الطبية من قبل عموم الناس لمنع انتشار الفيروس.
لكنه شدد على أن الاستخدام الواسع للكمامات الطبية قد يفاقم النقص في معدات الوقاية الخاصة بالعاملين في قطاع الصحة.
وأضاف أن «الكمامات يجب ألا تستخدم إلا في إطار حزمة إجراءات وقائية» أخرى، مضيفا «لا يوجد جواب حاسم وما من حل سحري، الكمامات لوحدها لا يمكنها وقف تفشي (كوفيد - 19)».
وتابع انه خارج إطار الطواقم الصحية، فإنَّ الأقنعة الواقية الطبية يوصى بها للاشخاص الذين كانوا مرضى او الذين يهتمون بهم.
 
حقل اختبار
وندد تيدروس بالمقترحات «العنصرية» لبعض الباحثين بشأن استخدام إفريقيا كحقل اختبار للقاح محتمل ضد (كوفيد - 19) يتوقع أن التوصل إليه لا يزال يستغرق ما بين 12 و18 شهرا.
وقد تسبب طبيبان فرنسيان بارزان بعاصفة من الانتقادات الاسبوع الماضي بعدما بحثا في حديث تلفزيوني فكرة اجراء اختبار على لقاح فيروس كورونا المستجد في افريقيا حيث لا توجد تجهيزات كافية في البنى التحتية لمواجهته.
وقد أكدا ان تصريحاتهما أسيء فهمها وقدما اعتذارا.
وأعلنت دول افريقيا عن عدد حالات ووفيات متدنية نسبيا مقارنة مع قارات اخرى.
وقال مدير عام المنظمة الذي شغل في الماضي منصب وزير الخارجية الإثيوبي إن «إفريقيا لا يمكن أن تكون ولن تكون حقل اختبار لأي لقاح»، منددا بالتصريحات التي اعتبرها من إرث «العقلية الاستعمارية».
وقال «كان سماع هذا النوع من التصريحات من علماء في القرن الـ21 أمرا مخزيا ومريعا. ندينها بأشد العبارات ونطمئنكم بأن ذلك لن يحدث».
وتابع «سنتبع كل القواعد لاختبار أي لقاح او علاج في كل انحاء العالم مستخدمين نفس الاجراءات».
 
حفلة مجانية
في هذا الوقت، تعاونت منظمة الصحة العالمية مع المغنية الأميركية ليدي غاغا لاطلاق حفلة غنائية ضخمة للتوعية على مخاطر فيروس كورونا المستجد في 18 نيسان تحت عنوان «عالم واحد: معا في المنزل».
والاداء المجاني على الانترنت سيكون هدفه «دعم افراد الطواقم الطبية على الخطوط الأمامية» في مكافحة كورونا المستجد.
ويرتقب أن يشارك في هذا الحفل غير المسبوق بشكله كل من اندريا بوتشيلي وكريس مارتن وديفيد بيكهام والتون جون وجون ليجيند وكيث اوربان ولانغ لانغ وبول ماكارتني وبريانكا شوبرا جوناس وشاه روح خان وستيفي وندر.
وقالت ليدي غاغا التي شاركت في المؤتمر الصحافي «هذا الوباء العالمي كارثة».
وأضافت «يجب أن نخبر قصة العاملين في الخطوط الأمامية في القطاع الصحي ونحتفي بهم وباعمالهم الخيرة».
 
6 ملايين ممرض
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء في تقرير أصدرته في خضم أزمة فيروس كورونا المستجد، أن العالم يحتاج الى قرابة ستة ملايين شخص إضافي يعملون في مجال التمريض.
وشددت المنظمة في التقرير الذي شاركت فيه الحملة الدولية «نورسينغ ناو» والمجلس الدولي للممرضات، على الدور الأساسي للممرضين والممرضات المحترفين الذين يمثلون أكثر من نصف العاملين في الطاقم الطبي.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس  أدهانوم غيبريسوس في بيان «الممرضون والممرضات هم الركيزة الأساسية للأنظمة الصحة».
وأضاف «اليوم، العديد من الممرضين والممرضات يجدون أنفسهم في طليعة التصدي  لجائحة (كوفيد - 19)».
وأشار التقرير الى وجود نحو 28 مليون ممرض وممرضة محترفين ممارسين في العالم. بين 2014 و2018، ارتفع عددهم ب4,7 ملايين، لكن «لا يزال هناك نقص ب5,9 ملايين». ويتركز النقص خصوصا في أكثر الدول فقرا في إفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية.
ودعت المنظمات الثلاث الدول الى تحديد حاجاتها الملحة في هذا المجال وجعل الاستثمار في التدريب والعمل والتأهيل أولويتها.
 
نقص المهنيين
وأشار مدير المجلس الدولي للممرضات هاورد كاتون الى أن نسبة الإصابات والأخطاء الطبية والوفيات «أكثر ارتفاعا عندما يكون عدد الممرضين قليلا».
وعبرت ماري واتكينز التي شاركت في كتابة التقرير عن قلقها من أن أكثر الدول  لم تعد تخرّج العدد الكافي من المهنيين في هذا المجال، وتعتمد على المهاجرين، الأمر الذي يزيد من خطورة الأزمة في البلدان التي يغادرها المهنيون المحترفون.
وقالت إن «80 % من الممرضين المحترفين في العالم حاليا يعملون في خدمة 50 %  من السكان».
وطلبت واتكينز إخضاع العاملين في الطاقم الطبي للفحوصات الطبية لكشف فيروس كورونا المستجد، في وقت تشير التقارير الى أن 9 % من هؤلاء مصابون بالفيروس في إيطاليا، و14 % في إسبانيا. وتابعت «هناك نسبة كبيرة من العاملين في الطاقم الطبي الذين سيمتنعون عن العمل خوفا من أن يصابوا هم بالمرض». كما لا يمكنهم التأكد، بسبب عدم إجراء الفحص، مما إذا كانوا قد أصيبوا به فعلا، وباتوا يملكون مناعة ضده، أي أنهم قادرون على العودة الى العمل.