صاحب عباس: البلدوزر أحبّ الألقاب الى نفسي

الرياضة 2020/04/12
...

 
كربلاء/ حامد الگرعاوي
 
 
مرَّتْ في ذاكرة الكرة العراقيَّة العديد من الأسماء الكرويَّة التي ما زالت مخزونة في أذهان الأجيال، سواء على صعيد المنتخبات الوطنيَّة أو الأنديَّة المحليَّة.. زاوية اليوم خصصت لنجمنا الدولي صاحب عباس مهاجم نادي الزوراء والمنتخب الوطني الذي بزغ نجمه مع نادي صلاح الدين وذاع صيته وشهرته مع أشهر الأندية الزوراء صاحب أكبر قاعدة جماهيريَّة وأصبح ملهم عشاق النوارس لا يخرج من مباراة من دون أنْ تكون له بصمة في شباك الخصوم، وأستطاع أنْ يفرض نفسه في كتيبة الهجوم في الدوري المحلي رغم زحمة النجوم في فترة التسعينيات من القرن الماضي.
(الصباح الرياضي) التقت الهداف صاحب عباس لاسترجاع شريط ذكرياته ومسيرته مع المستديرة المدورة، فكانت البداية من كربلاء وبالتحديد مع نادي الجماهير مع المدرب والمربي صاحب عبد علي الذي يدين له بالفضل في تطوير مهاراته.
وقال عباس: إنَّ “بداية الشهرة كانت من بوابة صلاح الدين عن طريق المرحوم هادي جواد الذي مهَّدَ لي طريق الوصول للمدرب القدير عبد الإله عبد الحميد في صلاح الدين وخلال أول موسم عام 1991 أصبحت المهاجم الأول وهداف الفريق لغاية العام 1993 الذي تحقق فيه حلم اللعب مع الزوراء”.
 
“الرضوانيَّة ضريبة الانتقال”
ويقول: “بعد موسمين ناجحين مع صلاح الدين تلقيت عرضاً للعب مع الزوراء، وتسبب هذا الانتقال بمشكلات عديدة مع إدارة صلاح الدين التي يرأسها محمد الوطني وإدارة الزوراء برئاسة روكان عبد الغفور، وهذه الأزمة أدخلتني الرضوانية من قبل إدارة صلاح الدين لمدة خمسة عشر يوماً خلال فترة الإعداد مع النوارس وهي ضريبة الانتقال، حتى أنه في إحدى الوحدات التدريبيَّة حضر مجموعة أشخاص لملعب الزوراء وهربت من أسوار النادي التي كانت مرتفعة جداً ويصعب على أي شخص العبور من خلالها وبسبب الخوف تمكنت من الإفلات منهم ولغاية الآن مستغرب جداً كيف تمكنت من عبور السياج لكنهم اقتادوني من الفندق الى الرضوانية وانتهت الأزمة بمساومة الطرفين في ما بينهم”.
ويضيف “قبل ذلك حدثت لي مشكلة مع الأمن العام في كربلاء بعد الانتفاضة الشعبانيَّة المباركة التي كان لي الشرف أنْ أكون أحد أبطالها مع أبناء المدينة وجميع أفراد فريقي الشعبي الازدهار وأسرتي لكنهم لم يتمكنوا من الإمساك بي وكنت بعمر 18 عاماً انتهت باعتقال والدي وخالي وأخي وعند العودة من بغداد بعد انتهاء إحدى مباريات صلاح الدين ذهبت للاستفسار عن والدي وأخي لأجد اسمي مطلوباً لديهم وتم اعتقالي وعند علم الإدارة بذلك تدخل شخصياً رئيس النادي محمد الوطني لإطلاق سراحي والعودة لصلاح الدين ولغاية اللحظة لم نعلم بمصير جثة أخي الشهيد فاضل الذي نفذ فيه حكم الإعدام، ليستقر بي المطاف بعد ذلك مع النوارس حيث قضيت معهم أحلى أيامي ومع جمهوره الكبير الذي أطلق علي لقب البلدوزر الذي أعتز به كثيراً ومعهم كانت بداية الشهرة لستة مواسم متتالية”.
 
ألقاب وأهداف
داخلياً حققت مع الزوراء لقب وصيف هداف الدوري ثلاث مرات موسم 1995 لغاية 1997 وسجلت عشرات المرات سوبر هاتريك وخماسية مرتين في بطولة الكأس في مرمى القاسم والفلوجة وسداسيَّة في شباك الكرخ موسم 1995 وحققت معهم لقب الدوري لثلاثة مواسم وبطولة كأس العراق لأربعة مواسم وهداف بطولة الكأس لثلاثة مواسم 1993 - 1994 - 1995. وخارجياً كانت محطتي الاحترافيَّة الأولى مع النجمة اللبناني موسم 1998 وحققت معهم بطولة كأس لبنان ووصافة الدوري وكأس فاسيروي للنخبة وجائزة أفضل لاعب محترف والمركز الثالث في بطولة الأندية العربية ثم لقب هداف الدوري في الموسم الثاني مع نادي السلام زغرتا وسادساً في الترتيب العام للفريق في أول صعود له للدرجة الممتازة، وفي موسم 2002 مثلت فريق الحسين إربد الأردني ثلاثة أشهر على سبيل الإعارة بعدها كانت البحرين المحطة الاحترافيَّة الأخيرة، إذ حققت مع النادي الأهلي بطولة كأس الملك موسم 2003 وثالث الدوري وأفضل لاعب محترف ثم الشباب البحريني في الموسم الثاني وحققت لقب هداف الدوري برصيد 19 هدفاً وبطولة كأس الملك.
 
“فيتو في المنتخب”
بالرغم من المسيرة المعطاءة التي حفلت بالتألق والإبداع إلا أنَّ نجمنا الدولي لم يحظ بالفرصة الكافية لتمثيل المنتخب الوطني التي وصفها عباس بالغصة لأنه كان الأفضل رغم زحمة النجوم كون سجله التهديفي يشهد له بذلك وكذلك يشهد له النقاد والمعنيون، فقد أكد أنه كانت عليه علامة استفهام من المقبور عدي صدام حسين الذي أصدر أمراً بالمنع من تمثيل جميع المنتخبات الوطنيَّة ولكن كانت هناك استثناءات خجولة حدثت بسبب ضغط الجمهور وكان ضمن المنتخب في تلك الفترة المهاجمون حسام فوزي وقحطان جثير وأحمد دحام والكل يعلم بدعوتي الأخيرة في بطولة كأس آسيا بالإمارات 1995 التي لم ألعب فيها أساسياً والمشاركة كبديل في دقائق معدودة رغم أني كنت في قمة عطائي وجاهزيتي ومنافساً على لقب هداف الدوري.
 
“لحظة ندم”
يقول صاحب عباس: “شعرت بالندم خلال مسيرتي الكروية مرة واحدة بعد حرماني لمدة سنة خلال مباراة الزوراء وأس بنغال الهندي ضمن بطولة كأس آسيا وكنت في أوج عطائي وكادت هذه السنة أنْ تنهي حلمي بالتواصل مع النوارس لكنْ الحمد لله تمكنت من العودة في الموسم الثاني وعوضت ما فاتني بتحقيق لقب الدوري لصاحب أكبر قاعدة جماهيريَّة في العراق والمنطقة العربيَّة والسبب في العقوبة هو مشرف المباراة، فبعد الخسارة في المباراة الأولى في كلكتا 2 - 6 قال لنا يكفيكم الفوز بهدفين لضمان التأهل وفعلاً فزنا بهدفين لكنَّ الذي حصل بأنَّ الفريق الهندي احتفل بعد الخسارة بضمان التأهل وحدث ما حدث وقتها ليكتب تقريراً بحرماني لمدة سنة كاملة، علما أنَّ المباراتين أقيمتا في الهند بسبب الحظر المفروض وقتها على الملاعب العراقيَّة”.
 
“عبد علي وجواد وعبد الحميد”
ولم ينس الكابتن صاحب عباس الأسماء التي تركت بصمة في مسيرته مع المستديرة المدورة وما أكثرهم لكن يبقى الفضل الأول والأخير للمرحوم عباس الحمد مع فريقه الازدهار الشعبي وصاحب عبد علي الذي ضمه لنادي الجماهير وكان له مربياً وموجهاً قبل أنْ يكون مدرباً ووضعه في الطريق الصحيح رغم صغر سنه، وهادي جواد الذي أوصله لصلاح الدين لتبدأ 
رحلة النجوميَّة.