بغداد / هدى العزاوي شذى الجنابي
أظهرت بيانات وزارة الصحة المعتمدة من منظمة الصحة العالمية ارتفاع نسبة الشفاء من اصابات كورونا الى اكثر من خمسين في المئة، يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه صحة الرصافة شفاء 25 حالة اصابة ومغادرتهم مستشفى ابن الخطيب، لتسجل بذلك اعلى رقم لحالات الشفاء منذ ظهور الفايروس في العراق.
وبحسب احصائيات وزارة الصحة فإن حالات الشفاء حتى يوم امس الاول بلغت 640 حالة، من بين مجموع الاصابات التراكمية التي سجلت 1352 حالة. وجددت وزارة الصحة، على لسان المتحدث باسمها الدكتور سيف البدر، قولها ان وضع العراق جيد قياسا بالدول الاخرى التي انتشر فيها فايروس كورونا، واكد في تصريح لـ"الصباح" ان الوزارة تعمل جاهدة لخفض عدد الاصابات واحتوائها.
واضاف البدر انه "حتى الان لا يوجد سقف زمني لانتهاء الوباء.. فهذا المرض جديد وسريع الانتشار، خاصة أن دولا عظمى بنظم صحية متطورة ووضع سياسي واقتصادي مستقر، تعاني من ارباك كبير في مواجهة هذا المرض".
وشدد المتحدث على "أننا في العراق بحاجة الى الالتزام والمتابعة للمحافظة على ما حققناه منذ ظهور اول اصابة في النجف ".
من جهته، كشف مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة الدكتور عبد الغني الساعدي لـ"الصباح"، عن تسجيل 25 حالة شفاء خلال يوم واحد.
وقال لـ"الصباح" ان تزايد حالات الشفاء مؤخرا يعود الى سببين، الاول المتابعة المستمرة للمرضى من قبل الملاكات الطبية والصحية، والثاني الاهتمام والتشخيص والعلاج والغذاء والخدمات التي اثمرت بمجملها شفاء 25 مريضا خلال يوم واحد.
واشار الساعدي الى ان الدائرة سجلت 65 حالة شفاء، تضاف الى الحالات الخمس والعشرين، ليكون المجموع 90 حالة شفاء ضمن رقعة صحة الرصافة وحدها.
وكشف عن ان "المتبقي من حالات الاصابة حاليا في مستشفى ابن الخطيب 70 حالة، من بين 174 حالة موجبة سجلتها منذ تفشي الفايروس".
وتابع الساعدي ان الرقعة الجغرافية لصحة الرصافة تضم نحو ثمانية ملايين نسمة، مؤكدا ان الدائرة مستمرة بعملية المسح الوبائي الفعال، ولن تتوقف حتى القضاء على الفايروس واعلان العراق خاليا بشكل تام.
واوضح ان "فرق المسح الميداني تستعد للهجوم على المناطق الخاملة للبحث عن حالات الاصابة والكشف عن الاشخاص الذين يحملون الفايروس ولم تظهر عليهم الاعراض".
وفي ما يتعلق بحالات الشفاء واحتمالية انتقال العدوى، اكد مسؤول وحدة الامراض الانتقالية في مستشفى ابن الخطيب الدكتور عباس الدهلكي، عدم وجود معلومات مؤكدة بأن الشخص المصاب بفايروس كورونا بعد الشفاء لن ينشر العدوى.
واوضح لـ"الصباح" قائلا: ان "اغلب المصابين الذين يتماثلون للشفاء يتم تبليغهم بعدة إجراءات، أهمها الحجر لمدة شهر والالتزام بارتداء الكمامة والكفوف له ولأسرته، واستخدام الكحول لغسل الوجه واليدين بشكل يومي واكثر من مرة، وتعقيم الحمامات وغسلها بعد استخدامها من قبل الشخص المصاب.
واضاف الدهلكي انه "بعد انتهاء المدة المحددة تقوم شعبة الامراض الانتقالية في دائرة الصحة ومراكز الصحة للرعاية الاولية، بمتابعة المريض والاستفهام عن الحالة، وعن اية اعراض تظهر على المريض وأسرته".
وجدد الدهلكي دعوته المواطنين الى مراجعة المراكز الصحية في حال ظهور اعراض الاصابة بفايروس كورونا باقصى سرعة، لتلافي انتشار العدوى.
بدوره، اكد مدير عام مدينة الطب الدكتور حسن التميمي ان "مؤشرات الشفاء واضحة، ولكن على المرضى الالتزام بطرق الوقاية خاصة من عاش هذه التجربة ".
واضاف لـ"الصباح" قائلا: "كما ان وزارة الصحة لديها اليات للتعامل مع حالات الشفاء، من خلال المراجعة الدورية على وفق جداول زمنية لفحص هذه الحالات سريريا"، مؤكدا أن الأعداد ما زالت تحت السيطرة وما على المواطن إلا الالتزام من اجل العبور الى بر الامان، خاصة خلال الأيام المقبلة ".
من جانبه، اشاد مستشار لجنة الصحة النيابية الدكتور جبار العبودي، بجهود خلية الازمة ووزارة الصحة في التعامل مع الوباء.
وقال لـ"الصباح" ان اتخاذ التدابير المبكرة من قبل خلية الازمة برئاسة وزير الصحة، كان له دور كبير في انحسار انتشار الفايروس.
ونوه العبودي بأنه "لولا هذه القرارات السريعة لما استطاعت مؤسساتنا التي تعاني من مشاكل متراكمة، ادارة هذه الازمة، لاسيما مع قلة الامكانيات المتوفرة التي لا تستطيع استيعاب اعداد متزايدة من حالات الاصابة".
واكد أن الملاكات الصحية تعمل بأقصى طاقاتها برغم الإمكانيات المحدودة، مشددا على أن "على المواطن الالتزام كما على الجهات الأخرى الساندة، المتمثلة بوزارة التجارة، اتخاذ الاجراءات السريعة لمساعدتهم على البقاء داخل منازلهم، ومراعاة ظروف المواطنين من اصحاب الدخل اليومي".