لقاء السحاب.. لا حرب النجوم!!

الرياضة 2020/04/26
...

علي رياح
 
هل فاجأني أحمد راضي بإعلانه خوض انتخابات اتحاد الكرة العراقي الجديد على مقعد الرئاسة في مواجهة عدنان درجال، زميله أيام التألق ورديفه في النجوميَّة؟!
كلا بالطبع.. فأنا لديّ الأولويات والمعطيات لهذا الاعتزام، كما أنَّ من حق أي فرد في الأسرة الكروية الترشيح لخوض الموقعة الانتخابية وفقاً للأسس والمبادئ التي حدّدها الفيفا، وقبلها القيم التي يجب أنْ يتمتع بها مرشحونا في رحلة الوصول إلى رئاسة الاتحاد، ولهذا فإنَّ من حق درجال أو راضي، أو أية شخصية أخرى أنْ تنوي الترشيح، وأنْ تعلنه، وأنْ تعمل عليه، وتثقف له، فنحن بالفعل في عَـدٍ تنازلي للزمن المتبقي الذي يفصلنا عن الانتخابات!
ولكل هذه الأسباب وربما غيرها، أتمنى أنْ يجري لقاء الكبار من طراز عدنان درجال وأحمد راضي في مناخ انتخابي هو أشبه بـ (لقاء السحاب) الذي يجمع قمتين، لا أنْ يكون حرباً للنجوم لها ارتداداتها السلبيَّة على الكرة العراقيَّة وعلى سمعة ومكانة وإرث النجمين الكبيرين!
نريدها تجربة لم يسبق للعراق أنْ عاشها، بما يقدمه كل مرشح من خطط وتطلعات ونوايا قابلة للتحقيق في إطار برنامج انتخابي يتمّ الإعلان عنه، من باب إحاطة الجميع بالفكر القادم الذي سيتولى القيادة، وقد كنا يوم الأحد الموافق للسابع والعشرين من حزيران 2004 على مقربة من تجربة راقية مماثلة في أول انتخابات رسمية للاتحاد بعد التغيير السياسي، غير أنَّ المواجهات الخفية وحتى الضرب تحت الحزام حرمتنا من سباق انتخابي فيه الشرعية الكاملة، وكان من نتائج ذلك أنني رأيت بأم عيني خروج أحمد راضي ورعد حمودي وعبد السلام الكعود والمرحوم عبد كاظم وغيرهم من القاعة احتجاجاً على الطريقة التي أديرت بها الانتخابات من قبل السوري توفيق سرحان ممثل الفيفا للإشراف عليها!
أؤيد دخول أحمد راضي الانتخابات، فهو شخصية لها مقبولية في الوسط الكروي من أطراف عديدة، خصوصاً تلك التي رأت في استقالة مجلس إدارة الاتحاد ضرراً لمواقعها ونفوذها وربما هي تبحث منذ مدة عن (ريمونتادا) انتخابية، وهذا ليس سراً أذيعه هنا.. تماماً مثلما أيّدت الصراحة الشديدة التي تحلـّى بها عدنان درجال منذ اليوم الأول لمواجهته مع الاتحاد السابق وانتزاعه حقه الصريح بالقانون (مع تحفظي التام على مبررات سجن صباح رضا وستار زوير)، ويُحسب لدرجال تماماً أنه بجهوده تمكن من تحريك الجبل الشاهق الذي كان من الصعب (اللعب) معه، ليتيح لنا فرصة عيش فصول انتخابيَّة فيها الشرعيَّة الكاملة من دون العبث باللوائح والأنظمة!
علينا أنْ نتذكـّر دوماً وأبداً، أنَّ رئاسة اتحاد الكرة العراقي أهم وأثمن وأكثر فخامة وإغراءً من أي موقع وزاري.. وفي يقيني أنَّ هذا هو إحساس عدنان درجال وأحمد راضي وحتى حسين سعيد الرئيس الأسبق، إنَّ لهذا المنصب رنيناً أخـّاذاً تهون دونه كراسي الحكومة برمتها، ويتبقـّى أنْ ننتظر مناخاً نظيفاً هذه المرة، كي يفوز مَنْ يستحق، ونفوز نحن بمنْ هو أجدر!