نقص الأوكسجين الطبي يهدد مرضى كورونا

من القضاء 2020/04/27
...

باريس/ أ ف ب
 
في البلدان الفقيرة في إفريقيا وجنوب آسيا، يفتقر الأطباء للعنصر الأساسي المطلوب لإنقاذ المصابين بوباء كوفيد - 19 بأخطر أشكاله، أي الأوكسجين نفسه بحسب تحذيرات الخبراء.
وتلقي الأزمة الصحية الراهنة بعبء كبير على الأنظمة الاستشفائية حتى الأكثر تقدما منها، مع صعوبات تتعلق خصوصا في التزود بأجهزة تنفس اصطناعي.
غير أن الخبراء يخشون من أن يطغى هذا الاهتمام بالشق الأكثر تقدما في تقنيات المساعدة على التنفس على حاجة ترتدي أولوية أكبر في الأنظمة الصحية الأكثر ضعفا وهو الأوكسجين الطبي الذي يشكل مكونا رئيسا في وحدات العناية الفائقة.
ويقول هاميش غراهام طبيب الأطفال والباحث في جامعة ملبورن، «الواقع هو أن الأوكسجين يمثل العلاج الوحيد الذي سينقذ الأرواح في إفريقيا ومنطقة آسيا - المحيط الهادئ في هذه المرحلة».
ويوضح «أخشى أن يكون التركيز المفرط على أجهزة التنفس قاتلا في حال لم تحل مشكلات الأوكسجين».
وأظهر تقرير نشر في شباط عن آلاف الحالات في الصين أن ما يقرب من
 20 % من مرضى كوفيد - 19 احتاجوا إلى الأوكسجين.
ويهاجم فيروس كورونا المستجد الرئتين متسببا بأشكال حادة من الضيق التنفسي كما يؤدي إلى تراجع خطير في مستوى الأكسجين في الدم.
ويلفت غراهام إلى أن «وجود الأوكسجين بديهي في مستشفيات البلدان الغنية». لكن في باقي أنحاء العالم، «يدرك المعالجون تماما المشكلة إذ إنهم يكافحون يوميا لتزويد مرضاهم بالأوكسجين».
وتضم مستشفيات كبرى كثيرة في البلدان النامية عبوات أوكسجين في غرف العمليات والخدمات الطبية، إضافة إلى أجهزة توليد أكسجين وهي معدات محمولة تتيح تنقية الهواء المحيط.
غير أن دراسات عدة تظهر أن أقل من نصف المستشفيات في إفريقيا وآسيا - المحيط الهادئ لديها أوكسجين متوفر في أي وقت، وفق غراهام. كما أن عددا أدنى من هذه المؤسسات مجهز بأدوات قياس التأكسج النبضي وهي أجهزة صغيرة توضع عند طرف اصبع المريض لقياس مستوى الأوكسجين في الدم. هذا القلق ليس جديدا لدى الأشخاص الذين يعالجون المرضى المصابين بالالتهاب الرئوي، أكثر الأمراض المعدية فتكا لدى الأطفال دون سن الخامسة.
ورغم السياسات المحلية المعتمدة، يثير الوضع في بعض مناطق نيجيريا أحد أكثر البلدان تضررا بهذا الوضع، «قلقا كبيرا للغاية» وفق آدامو إيساه من منظمة «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) غير الحكومية.
ويقول هذا الطبيب السابق لوكالة فرانس برس إن رؤية أطفال «يعانون ويختنقون» أمر بات شائعا، مضيفا «نشعر أننا بلا جدوى. لا يمكننا فعل الكثير من دون الأوكسجين».
وتوضح منسقة ائتلاف «إيفري بريث كاونتس» ليث غرينسلايد من ناحيتها أن «الأنظمة الصحية في إفريقيا وجنوب آسيا لم تكن جاهزة البتة لمثل هذا الوباء وهي لم تستثمر في العلاجات التنفسية». وتصف الوضع بأنه «مرعب».
لكن في عز الأزمة الصحية، يخشى الخبراء من فشل المجتمع الدولي في التحرك بالسرعة المطلوبة لسد هذا النقص في الأوكسجين وباقي التجهيزات الأساسية في البلدان الأكثر
فقرا.
وفي نيجيريا، يجب أن تبدأ المساعدة بإرسال أدوات قياس التأكسج النبضي ثم أجهزة توليد أوكسجين في المستوصفات المتواضعة، ليعقب ذلك إرسال أجهزة تنفس وفق آدامو إيساه.