سلاماً أيها الجويون

الرياضة 2020/04/30
...

خالد جاسم
 
لولا ما يحدث من تعطيل، بل وشلل يكاد يكون شاملا للرياضة في العالم كله بسبب جائحة كورونا اللعينة , ماكنت أتمنى أن تمر مناسبة رياضية كبيرة لها أبعادها ومدلولاتها الرياضية والتاريخية كتلك التي مرت الاسبوع الماضي مرور الكرام، اذ وافقت في هذا الأسبوع وتحديدا يوم الأربعاء المنصرم الذكرى السنوية التاسعة والثمانون لتأسيس نادي الجوية أكبر وأعرق وأقدم أنديتنا الرياضية وأكثرها صراعا مع مختلف التحديات لاجل أثبات الذات قبل الوجود . ففي يوم 22 نيسان من العام 1931 أعلنت ولادة نادي القوة الجوية في مرحلة تاريخية يمكن القول أن الرياضة العراقية كانت في حينها مازالت تحبو بل وتتلمس الخطى بصبر وبمجهودات شخصية من رواد عشقوا الرياضة من باب الهواية لأجل أن تضع رياضتنا أولى الخطوات في الطريق الصحيح بالرغم من أن فترة الثلاثينيات من القرن الماضي وكما هو معروف كانت واحدة من فترات المخاضات الصعبة في تاريخ العراق الحديث وكان من الصعب في ظل تلك الظروف أن تعلن ولادة ناد رياضي والعراق مازال يبحث عن السبل الآيلة لوضع مقومات الدولة الحديثة . وهكذا وقبل أن تعلن الولادة الرسمية للحركة الرياضية الاولمبية في العراق بسبعة عشر عاما أسس نادي القوة الجوية كيانه الرياضي الكبير الذي ظل شامخا حتى يومنا اذ صار النادي الأثير مصنعا حقيقيا تخرجت فيه مختلف الأجيال الرياضية في اللعب والتدريب والادارة وليس عمو بابا (رحمه الله ) وحده الأشهر بينهم مع أنه الأقدم بين اخر الأحياء من الذين عاشوا وتعايشوا مع كل المراحل التاريخية الصعبة والسهلة التي مرت بالنادي العريق بل ويصح القول أن عمو بابا هو أكبر شاهد أثبات كان يمكن الاعتماد عليه في توثيق الكثير من الحقائق والمنجزات التي حققها نادي القوة الجوية وتحديدا في ميدان كرة القدم خصوصا وأن لهذا النادي امتيازا فريدا بين الأندية المحلية الأخرى كونه النادي العراقي الوحيد الذي أستقطب فرق الاندية والمنتخبات العربية والاجنبية التي لاعبت الفريق الكروي للجوية في ملاعب بغداد . إن استذكار هذه المناسبة التاريخية الكبيرة في عمر الرياضة العراقية كان يجب أن لايتم بهذه الطريقة الخجولة او حتى السريعة بالرغم من ان كلمة الحق الواجب ان تقال هنا أن ظروف الحال تحت رحمة كورونا المدمرة ربما تمنح أهل الرياضة عذرا شرعيا في منح هذه الذكرى الكبيرة ماتستحقه من أهتمام لكننا في الوقت نفسه نسجل عيبا مزمنا صار أقرب الى التقليد للأسف الشديد ويتجسد في غياب مراسيم وأصول الاحتفاء بمثل تلك المناسبات الكبيرة والمهمة التي يمكن اعتبارها حوادث مفصلية بارزة في عمق أرثنا وتاريخنا الرياضي الكبير.
واذ أجدد التحية والتبجيل لكل الرجال الذين كانت لهم بصمات مهمة ومؤثرة في تشييد البنيان الكبير لرياضة الجوية فأن ما أتمناه من الهيئة الادارية الحالية للنادي وفيها من هم أبرز الأبناء المخلصين أن توضع هذه المناسبة التاريخية في عين الاعتبار عبر أستذكار وتكريم رواد النادي ومن أسهموا في تشييد انجازاته وماثره الرياضية الخالدة مع أن تلك المهمة كنت أتمنى أن تشارك فيها الجهات الرياضية الاخرى كوزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم لأن ناديا بمثل هذه المواصفات هو شيخ الاندية الرياضية في العراق وله افضاله الكبيرة التي لاتمحى من الذاكرة على عموم الرياضة العراقية مع أن لغة التمنيات صارت تحت الحجر المؤجل ونحن نعيش موسم الحجر الصحي تحت ظلال كورونا وهو موسم نتمنى نهايته اليوم قبل الغد بكل تأكيد.