جاد حدّاد: أطمح الى مشاركة أعمالي مع فرق عالميَّة

الصفحة الاخيرة 2020/05/04
...

بغداد / سامر المشعل 
 
جاد حدّاد موسيقي عراقي يمتلك موهبة متفرّدة في العزف ومخيلة مبتكرة للكثير من القطع والمؤلفات الموسيقية، بدأ مشواره كمحترف من بغداد ثم نقل نشاطه الفني الى لبنان واستطاع ان ينال تقدير الجمهور اللبناني، على الرغم من حداثة سنّه، الا أن جذوره راسخة بالتراث النغمي العراقي وتحديدا بالمدرسة المقامية البغدادية، ويؤكد في أغلب نشاطاته وتجاربه على الهوية العراقية بالعزف والتأليف.
أول لقاء لي مع الموسيقي جاد حداد كان في لبنان ضمن مهرجان «عراقيات»، حسبته اول الامر لبنانيا، وعندما استمعت الى عزفه، سألته هل أنت عراقي؟ فأجابني بنعم، قلت له: مظهرك يوحي بأنّك لبناني، لكن روحيتك عراقية.. ولغرض تسليط الضوء على هذه الموهبة العراقية كان لنا معه هذا الحوار:
عن بدايته تحدث حدّاد قائلا: «بدأت مشواري كموسيقي محترف منذ العام 2013، وفي هذه الفترة والاعوام التي تلتها، كانت النشاطات الفنية خصبة فاشتركت بالعديد من المهرجانات، واخذت اطرح افكاري الموسيقية، فأنا لست عازفا وحسب، ولا اريد أن اكون صدى لما سبقني، انما أميل الى نشر الافكار الموسيقية بأسلوبي الخاص. 
ويواصل حداد حديثه.. كنت أعزف منفردا وأشكل فرقاً احيانا، اغلب الاعمال التي قدمتها انذاك كانت وطنية، تهدف الى بث الروح الوطنية، لاننا كنا نعيش بتحدٍّ مع عصابات داعش. بعد ذلك تحولت الى الموضوع الجمالي والتراث العراقي، وتجولت في تلك الفترة مع عودي في العديد من المحافظات العراقية والجامعات والمهرجانات.. وانا جدا اعتز بهذه البداية، وهي تعني لي الشيء الكثير، كوني كنت في مرحلة عمرية صغيرة. ومن ثمّ انتقل للعمل في لبنان.
استقبل الجمهور اللبناني موسيقى جاد حدّاد بترحاب وعن ذلك يقول: «الجمهور اللبناني ذواق وصعب خصوصا بعد شيوع «السوشل ميديا» فاخذوا ينفتحون ويطلعون على تجارب العراقيين المبدعين وعلى التراث العراقي الزاخر
بالابداع».
ولا يخفي حداد خوفه من مواجهة الجمهور اللبناني فيقول: «في لبنان أكون حذرا في تقديم الاعمال، واحاول ان اظهر الروح العراقية في العزف والتقاسيم والتوزيع الموسيقي، وهم يقدرون
الفن العراقي”.  
ألّف حدّاد مجموعة من القطع الموسيقية منها : «رحلة حب»، «الطريق الى سنجار»، «من روحي لكم»، «عود الحضارات»، «بلا أمل» وهذا العمل أهداه الى أرواح شهداء الكرادة، و “فراق».
طموح الفنان حدّاد ليس له سقف محدد، ويقول كلما وصلت الى مرحلة معينة، أشعر أنني بدأت من جديد، أفكر في هذه الفترة أن اقدم عملا عراقيا بحت بالاشتراك مع فرق عالمية
مختلفة. 
ينتمي جاد الى المدرسة العراقية بالعزف وبالاخص البغدادية المقامية، ويشيرالى انه تأثر مؤخرا بالموسيقى الكردية والاطوار الغنائية في جنوب العراق، كذلك هو متأثر بموسيقى الجبسي (الغجر) كثيرا.
جاد حداد من مواليد 1996 خريج معهد دراسات موسيقية، تأثر بالكثير من الأساتذة البعض منهم بعيد عن ساحة الشهرة، بهذا الصدد يقول: «تسحرني روح وجماليات جميل بشير. وعبقرية الشريف محي الدين حيدر ومنير بشير. ومهارة علي الامام في العود الشرقي وتلميذه الراحل الملحن فارس حسن».
آخر عمل قدمه قبل ايام كان موسيقى “احبك ولا اريد انساك” بمناسبة رحيل الملحن العراقي الكبير ناظم نعيم، وينوي تقديم اغنية من الحانه اختار النص من احد شهداء الانتفاضة العراقية، متمنيا الوقت المناسب
لطرحها. 
للموسيقي جاد حداد فرقة موسيقية يقدم من خلالها اعماله الغنائية والموسيقية في لبنان، وهذه الفرقة متغيرة الاسماء والوجوه، لكن في اغلب حفلاته ترافقه عازفة الرق المبدعة قمر عمري، كونها تربت على الفن العراقي مع الفنانة الراحلة سحر طه. وتعزف الايقاعات العراقية مثل
الجورجينا والچوبي.