التطبيعية وسيف عنترة!

الرياضة 2020/05/05
...

علي حنون
 
ما ان أعلنت التطبيعية قرارها بتسمية اللجان، التي ترغب بتواجدها بين أركان الاتحاد، حتى شُهرت سيوف عنترة مُلوحة، مُهددة، مُتوعدة، وكأننا نخوض حربا شعواء لاسترداد كنوز المغارة، التي استولى عليها الأربعون، الذين يسرقون بمعية علي بابا!.
عجيب أمرنا، غريب تصرفنا، ماذا نُريد؟ بالأمس القريب رفعنا راية العز والنصر واحتسينا كأس هزيمة الإدارة السابقة للاتحاد وبقيت رايات الفخر بما تحقق تُرفرف خفاقة في سمائنا، التي ما تزال ،على ما يبدو، مُلبدة بغيوم عدم الرضا!.
أصبحنا لا نحكم على الإنسان من عمله وإنما نحتكم في ما نُسدد إليه من سهام اللوم، على مُؤشر بُعدنا وقربنا منه وطبيعة مصلحتنا معه!. بالأمس امتطينا صهوات خيولنا قاصدين التغيير في أُمة الاتحاد، وهتفنا وكتبنا ودعونا من منابرنا ومنصاتنا بافتراض ان دُعاء المظلوم عبادة، والعبادة إذا جاءت بنية صادقة، فان رب العرش العظيم سينظر لصاحبها برجاء الاستجابة، لكننا ما لبثنا أن استنسخنا سلوكنا القديم ليكون جديد حالنا وطريقة تعاطينا مع تطبيعية القدم.
سؤالنا، لماذا ينتفض الآن بعضنا لمُجرد إشهار أسماء اللجان؟، هل للأمر علاقة بالكفاءة؟ للخوض في الإجابة عن علامة الاستفهام هذه، نُقر أن معيار الكفاءة يُؤطر الأسماء، التي تواجدت مدعومة بسير مهنية كبيرة ولا نخالنا نختلف عليها، كما نعي أن أسماء أخرى غير منضوية تحت لواء اللجان تحمل ذات الكفاءة، وهي موضوعة طبيعية طالما أن العدد المطلوب بعضها وليس كُلها، ويجب أن نُدرك أن اللجان لايُمكن أن تحتوي الجميع، وعلينا أن نحترم خيارات اللجنة التطبيعية، التي فقط قبل أيام كُنا نُشيد بأسمائها، واجتمعنا على رأي أن نترك لها خياراتها.
أحبتي طالما أننا نتفق على مكانة ونزاهة وكفاءة، الوجوه، التي تضمها قائمة اللجنة التطبيعية، فان المنطق يُحتم علينا القبول برؤاها، لأنها بالنهاية ستكون المسؤولة ومن ابسط حقوقها على الجميع تقبل خياراتها، التي تُمثل أدواتها في ترجمة مُفردات برنامجها للقادم وهي تعتقد في من وقع الاختيار عليه أفضل من ينسجم مع أفكارها، وهذا الأمر ليس فيه مثلبة وإنما يعكس سياسة عمل تحتاج منا فقط الصبر والدعم.
إذا ما أردنا أن نسير بعجلة كرتنا إلى أمام، علينا أن نتجرد من أي أمر قد يُشكل عامل ضغط على أداء اللجنة ويذهب بتفكير أعضائها بعيدا عن الهدف المطلوب.. من حقها علينا أن ننأى برؤيتنا دون فلسفة أدائها لتعمل في أجواء يُمكن أن تفتح أمام سعيها نوافذ التوفيق والنجاح، ولنعلم أن طروحاتنا ومُقترحاتنا حتى وان وجدناها ايجابية، فإنها ستأخذ منها الوقت والجهد وتجعل أعضاءها يشعرون وكأنهم ليسوا مصدر ثقة وإننا وضعنا ثقتنا بهم نكاية بالآخرين لا غير.