التلفزيون يتحول الى صفٍ مدرسي في كوبا

الصفحة الاخيرة 2020/05/07
...

 
 هافانا / أ ف ب
 
 
أرغم وباء (كوفيد – 19) كوبا على إغلاق مدارسها وهو أمر لم يحصل منذ ستين عاما إلا أن السلطات عوضت ذلك سريعاً من خلال حصص تعليمية عبر التلفزيون الذي استحال قاعة صف افتراضية.
في بلدان عدة، تستعين السلطات بالإنترنت لضمان استمرار التدريس خلال الأزمة. غير أن هذا الخيار غير وارد في هذه الجزيرة الاشتراكية التي تعد 11,2 مليون نسمة إذ إنَّ 110 آلاف أسرة فقط تتمتع بنفاذ إلى شبكة الإنترنت في المنزل. أما التلفزيون فهو موجود في كل مكان.
وقد رتّبت أنا ماريا ديلغادو لابنها روي ألميدا وهو تلميذ في سن السابعة، طاولة صغيرة للجلوس أمام شاشة التلفزيون.
ومع استغنائه عن الزي المدرسي الإلزامي، يشعر روي براحة أكبر لتحمل درجات الحرارة المرتفعة من خلال ارتداء قميص "تي شيرت" وسروال قصير.
وتشير أنا ماريا وهي مغنية في الأساس إلى أن "التدريس عبر التلفزيون يمثل مصدر دعم وإرشاد" لكن "يجب العمل مع الأطفال يوميا".
ويقدم حصص التدريس أساتذة على الهواء من داخل استوديو تلفزيوني، وتنقلها قنوات "كانال إيدوكاتيفو" و"تيليريبيلدي" العامة.
وتحيط حصص التدريس المصورة هذه بشتى المواد والمستويات التعليمية، بما يشمل الحساب وعلوم الأحياء والجغرافيا.
تلفت المدرّسة أمالفي ريفيرو البالغة 54 عاما إلى أن هذه الحصص التعليمية تشكل "تحديا كبيرا"، إذ إنَّ "عدم وجود التلميذ مباشرة في قاعة التدريس يحول دون طرح الأسئلة من جانب المدرّسين والتلامذة".
وبعد التشديد طوال أسابيع في الصحافة الرسمية على أن كوبا لم تغلق يوما مدارسها منذ ثورة العام 1959، اضطرت الحكومة إلى التسليم بالأمر الواقع في 23 آذار بمواجهة تفشي الوباء في الجزيرة.
وكان مقررا أن يستمر هذا الإغلاق حتى 20 نيسان، لكن جرى تمديده لفترة غير محددة.
وأوضحت وزيرة التربية إينا إلسا فيلاسكيس أنه "من الضروري الاستمرار باحترام تدابير العزل المعتمدة".
غير أن السلطات تشير مع ذلك إلى أن 70 % من المنهج الدراسي أنجز، قبل ثمانية أسابيع من العطلة الصيفية.
وتشير نائبة الوزيرة دانيا لوبيس إلى أن التلفزيون "لا يتيح تقديم حصص بالمعنى الكامل على المستوى المنهجي، إنما يتيح مساحات متلفزة لمدة ثلاثين دقيقة من أجل إجراء تمارين وتعزيز المعارف المكتسبة"، بهدف "توجيه الأسر لتمكينها من مساعدة أطفالها".
وتخصص بعض الحصص للفنون والرياضة، كما تتيح أخرى تحضير امتحانات الدخول إلى الجامعات.
وقد حصلت تجربة مشابهة في البيرو حيث تتيح الحصص التلفزيونية بلوغ التلامذة المقيمين في المناطق النائية في جبال 
الأنديس.
وفي فنزويلا أيضا، ستستكمل الدروس عبر التلفزيون والإذاعة، غير أن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي جراء الازمة الاقتصادية يعقد
العملية.