الثروات المهدورة !!

اقتصادية 2020/05/09
...

ياسر المتولي 
 

بعيداً عن السياسة قريباً من الاقتصاد اخترت عنوان مقالي هذا الذي يبدو عنواناً سياسياً بامتياز لكني أتوخى الحديث فيه اقتصادياً وفقاً لتخصص الصفحة .
هل تعلم أنّ دولة السويد تعتمد في صناعتها المتجددة والنظيفة على مصدري الطاقة الشمسية والرياح، لانتاج الطاقة الكهربائية بديلاً عن النفط ؟
والامر الأغرب هنا انها اي السويد معروف عنها انها مدينة الظلام وذلك لان الشمس لاتظهر فيها كثيرا انما لفترات قصيرة وعلى مدار السنة، وكذا الحال بالنسبة للرياح .
تخيلوا انها تعتمد على انتاج الطاقة الشمسية ومن الرياح ما نسبته (35)  بالمئة من حاجتها الفعلية من الطاقة الكهربائية .
وفي مقارنة بسيطة بين السويد والعراق فإن فترات ظهور الشمس ودرجات الحرارة وقوة اشعتها وحجم الرياح التي يتعرض لها العراق تفوق السويد باربعة اضعاف ان لم نقل اكثر ماذا يعني ذلك؟ ، ببساطة 
يعني بإمكان العراق الاستغناء كلياً عن انتاج الطاقة الكهربائية عن طريق النفط ومشتقاته ولكي لانبالغ في نسبة الاعتماد على الطاقة الشمسية ولتكن (35) بالمئة من الحاجة الفعلية اي اسوة بالسويد ابتداءً ومن ثمّ تدريجياً نرفع من نسب اعتمادنا كلياً على الطاقة البديلة والنظيفة والمتجددة في خطة خمسية متوسطة الامد.
ما المتطلبات اللازمة لانتاج الطاقة البديلة ؟
العراق يمتلك بنى تحتية كثيرة لولوج هذه الصناعة لكنها معطلة في هذا المجال، فهو يمتلك عشرات الجامعات ومئات الخبرات الفنية. 
وكذلك مراكز أبحاث وملاكات بشرية صناعية معطلة في وزارة التكنولوجيا التي تضم خبراء تصنيع قادرة على الابداع في هذا المجال، كما ان العراق كان قد قطع أشواطاً كبيرة في هذا المجال إلا أنها اهملت، من اجل ذلك فقد اختزلت عنوان عمودي هذا (بالثروات لمهدورة).
أليس كذلك ؟
معلومة أخبرني بها صديق وبروفسور دولي سوري مغترب عن تجربة رائدة في سوريا الجارة حققت قصة نجاح كبيرة في ظل اوضاع سوريا المبتلية بحروب ونزاع طويل وتعاني ذات المشاكل وقصة النجاح ابطالها خمسة اشخاص اخوة ثلاثة شبان وشابتان استطاعوا انشاء شركة عائلية خاصة براس مال بلغ (50) مليون دولار استثمروها في انشاء معمل لانتاج متطلبات انتاج الطاقة من الشمس والرياح، وهم اليوم يجهزون الدولة واقصد وزارة الكهرباء السورية بما يغطي عدة محافظات كبيرة في سوريا وبفاعلية عالية، فيما تمضي الشقيقة سوريا بالعمل بشراكة اوربية في الاعتماد شبه الكلي على الطاقة البديلة المتجددة استناداً الى جدواها الاقتصادية لاختزال وتخفيف كلف الانتاج الى ربع كلف انتاجها بالطرق التقليدية بحسب ما اخبرني صاحبي البرفسور السوري المغترب .
واليوم وازاء الازمة الكبيرة التي يواجهها العراق بسبب كورونا ولعبة اسعار النفط، هل ستلجأ الحكومة الجديدة المقبلة لا بل الدولة العراقية الى الاستثمار في الطاقة المتجددة لمعالجة امننا الاقتصادي  ومسقبل البلد ؟ ننتظر ونراقب.  لنرى.