ملفات شائكة بانتظار درجال.. والوقت والأزمة المالية أهم التحديات

الرياضة 2020/05/10
...


استطلاع / احسان المرسومي
 
تنفس الشارع الرياضي الصعداء بعد الاعلان رسميا عن استيزار اللاعب الدولي السابق وصخرة دفاع منتخبنا الوطني عدنان درجال وزيرا للشباب في حكومة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي ، وبرغم ان فترة استيزار درجال في كل الاحوال  لن تكون بالطويلة قياسا بسلفه من الوزراء الا ان المعنيين والمهتمين بالشأن الرياضي يتوقعون ان يقوم درجال بسلسلة من الاصلاحات تبدأ من محاربة الفساد والمفسدين ومعالجة المشكلات العالقة وفتح الملفات العديدة التي ربما تعيد المشهد الرياضي الى الواجهة وتضع الرياضة العراقية اولى خطواتها الصحيحة في طريق تحقيق الانجازات العربية والدولية .

هيمنة الفاسدين
( الصباح الرياضي ) استطلعت اراء عدد من اهل الشأن الرياضي فكان اول المتحدثين  الخبير الرياضي ومعاون مدير عام سابق في وزارة الشباب والرياضة هيثم محمد رشيد ، قائلا : لن ادخل في حيثيات تقييم عدنان درجال لسببين أولهما لانه اصبح وزيرا وصار مدحه يخضع للتأويلات التي لا ترحم، وثانياً لان مهمته العسيرة المحددة بزمن يعد قصيراً اذا ما قورن بفترة الاستيزار الاعتيادية التي لا تقل عن اربع سنوات .
واضاف : درجال الان امام تحديات كبرى تزيد من صعوباتها المشكلات المادية التي تعصف بالعراق وكل العالم من جراء كارثة ( كورونا ) .. كما ان بعض الأخطاء التي ارتكبها وزراء ما بعد 2003 سهواً او عمداً، والذين كانت لهم محاسنهم دون شك ، و سوء اختيار بعض الأشخاص للمواقع القيادية الإدارية تحت ضغط الحزبية والمحسوبية والمناطقية ، وامور أخرى لا نعرفها قد اخضع الكثير من دوائر الوزارة الى التخبط ولاجتهادات خاطئة وبالتالي اخضع الوسط الرياضي والشبابي الى مضاربات أدت مع الأسف الى هيمنة عدد من الفاسدين على المؤسسات الرياضية كما هو الحال مع اللجنة الأولمبية التي أوصلت رياضتنا الى الدرك الأسفل على المستويين الإداري والفني.
وتابع : كي ينجح درجال عليه ان يعتمد على عدد من الخبراء الثقاة المتمكنين النزيهين لوضع خارطة طريق لعمل الوزير ، وتحديد نقطة انطلاق لتحقيق الأهداف  في اقرب موعد زمني ممكن ، مشيرا الى ان اكبر التحديات التي تواجه الوزير هي انه قد لا يحصل على الرضا الجماهيري على ما سيفعل   ، وعليه ان لا يكترث كثيراً لهذا الامر لان ما ينبغي ان يحققه سيشكل انقاذاً لرياضة العراق وهو ما ستظهر ثماره بعد حين، وعليه ان يتفهم ان الرضا الجماهيري ليس بالضرورة من علامات النجاح . وان ترسيخ أسس قواعد رياضة رصينة ستحسب له على مدى التاريخ . 
واستطرد رشيد حديثه بالقول : لعل الملف الأهم هو قانون اللجنة الأولمبية الذي طالما خضع للعبث ليناسب الفاسدين الذين استغلوا سطوتهم على المال العام لشراء ذمم القائمين على هذا الامر . والذين اذا برأناهم من هذه التهمة فليتحملوا ان نقول عليهم إنهم غير عارفين ببواطن الأمور وغير موفقين في اختيار الأشخاص الذين يتولون هذه المهمة التاريخية والذين لهم ماض (عريق) في التلاعب بمقدرات الرياضيين . وما دمنا في معرض مسألة ( الأولمبية ) فدرجال قادر على ان يحقق افضل اداء في إدارة ما أفرزه القرار 140 بتسليم الملف الى شخص كفوء نزيه له خبرة في العمل باللجنة الأولمبية ويكلفه باختيار من يساعده في هذا الأمر لكي يكون مسؤولا أمامه عن تمشية هذا الملف الذي يحسب للوزير السابق الدكتور احمد 
رياض .
واكمل : من الملفات الخطيرة الأخرى قانون الأندية الرياضية الذي مثله مثل سابقه قانون اللجنة الأولمبية . وكذلك ملف الدورة الرياضية العربية المقبلة في بغداد الذي لا ينبغي ان يستمر بنفس الأسلوب الذي هو عليه الان لانه شأن وطني على اعلى مستوى وعامل الزمن ليس في مصلحتنا أبداً . والقضية الأخرى اعادة هيكلة المركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية بما يحقق الهدف الذي دعا الى تأسيسه والذي طالما خضع للأمزجة المختلفة التي أفرغته من محتواه وأوصلته الى ماهو فيه الان . وكذلك الاهتمام بملف الرواد والأبطال الرياضيين وتشكيل لجنة من قانونيين رياضيين يقدمون ما يمكن ان يناسب أهمية هذا القانون لشريحة مهمة كبيرة من الذين شملهم او الذين لم يشملهم بما أشعرهم بالظلم والحيف . كما ان تشكيل لجنة متابعة لتفعيل موضوع تخصيص الأراضي وكذلك الاستفادة من العلاج المجاني سيسهل الامر ويفكك عقد الأزمة الدائمة التي أفرزتها اجتهادات التطبيق وتناقضات اللوائح . وعلى درجال ان يحدد إطلاق المنحة المادية شهرياً مع رواتب منتسبي الوزارة لوضع حد للغط الدائم وحملات التشكيك في سوء الإدارة او سوء النوايا او كلاهما معاً .
وأخيرا فأني أقول ان المشهد قد يبدو قاتماً ، وهو كذلك بالفعل ، لكن معادن الرجال الحقيقيين تظهر في مثل هذه الظروف .  فالنوايا الصادقة واختيار الأشخاص للمهمات التي ذكرناها واستثمار كل الطاقات الممكنة بالاتجاه الصحيح  ، ان لم يحقق العلامة الكاملة ، فأنه على الأقل سيضع أسسا صحيحة ستسهل مهمة القيادات الرياضية التي ستتسلم الزمام بعد حين . وذلك ليس بالأمر الهين بل انني اعده قمة النجاح .
 
تحول تاريخي  
وتحدث الاعلامي المعروف علي رياح عن استيزار درجال وزيرا للشباب قائلا : من المفرح تماما ان يجري انتزاع حقيبة وزارة الشباب والرياضة من المحاصصة الحزبية أو الفئوية الحزبية لأول مرة بشكل مطلق لكي تتحول إلى اليد الرياضية الحقيقية المتمثلة بالنجم الكبير عدنان درجال .. هذا التحول التاريخي والاستثنائي يمنحنا قدرا عاليا من التفاؤل في محاولة إصلاح الشأن الرياضي والشبابي في بلد أهمل هذا الملف طويلا ما عدا بعض الاستثناءات التي لم تصمد طويلا.
واضاف : لهذا أشعر بالتفاؤل بوجود الكابتن درجال من حيث المبدأ. ، لكنني لا بد أن أنوّه بالملفات المتراكمة التي تحمل قضايا وشؤونا معقدة لم يجر حلها بسبب الإهمال الذي تحدثت عنه .. وهذا يعني أن درجال المحاط بتبريك الناس والرياضيين يرث في عمله كل هذه الملفات وبينها إصلاح نظام الوزارة نفسها والالتفات الى الواقع المزري للأندية وتهميش الدور الشبابي خصوصا بعد أن وجهت حكومة سابقة الضربة القاضية إلى مراكز الشباب وهمّشت ثم حطمت دورها بتحويلها إلى منتديات لا تلقى اي دعم واهتمام ..
وتابع رياح : درجال يرث الكثير من هذا وغيره وهو يحتاج إلى مجهود أكاد أصفه بالخرافي كي يحقق النجاح المأمول وسط تعقيدات الوضع الشبابي والرياضي ، لكن ما نحن مطمئنون إليه هو قدرة الرجل على التحرك في ظل دعم حكومي وبرلماني لا يخفى ، كما أنه يعلم كثيرا من خفايا العمل في هذين القطاعين ، وعليه أن يحذر من الوجوه المتكررة التي أدمنت الكرسي طويلا في مفاصل الوزارة من دون أن تقدم جهدا ملموسا إلا لمنافعها الشخصية .
 
الاهتمام بمراكز الشباب  
وكان لرئيس اتحاد القوس والسهم سعد المشهداني رأيه ، اذ قال : عدنان درجال رجل يملك تاريخا حافلا بالانجازات ، وبالتاكيد سيحافظ على سمعته وتاريخه عندما تم استيزاره وزيرا للشباب ، مشيرا الى ان اي عمل او قرار ناجح يخدم من خلاله الرياضة والرياضيين سيجد هناك من يدعمه ، متمنيا ان يهتم درجال بجميع الالعاب والرياضات ويهتم باللاعبين الابطال الحقيقيين  ، وان يحصل العراق في عهده على عدة انجازات خارجية ومنها وسام اولمبي .
واضاف : كنت اشاهد درجال شجاعا في الملعب عندما كان لاعبا ، واتمناه ان يكون ايضا شجاعا في عمله المقبل ولايجامل على حساب الحق والعمل بمقولة ( العدل اساس الملك ) ، منوها بان وزير الشباب الجديد سيواجه ملفات عديدة ومشكلات ومتعلقات جمة من بينها عدم تسلم لاعبي المنتخبات واعضاء الاتحادات مخصصاتهم المالية منذ 7 اشهر وهو امر صعب في ظل الظروف التي نعيش فيها حاليا وتاثير جائحة كورونا في الجميع  .
ودعا المشهداني في ختام حديثه الى اهمية اعادة الثقة بين الوزارة واللجنة الاولمبية والاتحادات والابتعاد عن المناكفات التي لاتخدم ايا من هذه الجهات ، مبينا اهمية الاهتمام بالشباب والاختصاصات العلمية والثقافية والفنية ، من خلال التعرف على مشكلاتهم الحياتية وكيفية ديمومة نشاطاتهم واهتماماتهم وان يتم التركيز على اعادة الهيبة لمراكز الشباب التي هي الاساس القوي لبناء جيل يستطيع ان يحمل راية العراق خفاقة في المحافل
الدولية .
 
 مهمة صعبة
لاعبنا الدولي السابق كريم صدام كانت له مداخلة بشأن اختيار درجال لحقيبة الشباب والرياضة ، قائلا : كلاعبين سنكون مساندين وداعمين لدرجال وسنقف الى جانبه من اجل انجاح مهمته ، مضيفا : على درجال ان يعي صعوبة المهمة المقبلة وان هناك تحديات ستواجهه من بينها قلة الموارد المالية عطفا على الظرف الذي يعيشه البلد حاليا وايضا عامل الوقت الذي ربما لايسعفه بانجاز الاصلاحات المنتظرة ، مبينا ضرورة انجاز مابدأ به سلفه احمد رياض من اكمال عدد من الملاعب والقاعات ، فضلا عن  الملفات العالقة التي يجب ان تضع لها الوزارة الحلول من بينها قانون الاندية الرياضية وملف اللجنة الاولمبية .