تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجدِ في العالمِ 4 ملايينَ شخصٍ، حسب ما أفادتْ جامعةُ»جونز هوبكنز» الأميركية أمس الأحد، وبينما سجلت إيران انخفاضاً ملحوظاً بعدد الإصابات لليوم الثالث على التوالي، أعلن في بريطانيا عن تقديم «دراجة» كهدية لكل مواطن هناك من أجل تخفيف الآثار النفسية والصحية للحظر الذي طبق بسبب الجائحة، في وقت أعلنت فيه الحكومة المكسيكية عدم قدرتها على استقبال المصابين الجدد بالفايروس بسبب امتلاء المستشفيات. 

ورصدت جامعة «جونز هوبكنز»، التي تعد مرجعا في تتبع انتشار جائحة كورونا، 4 ملايين و24737 إصابة، بزيادة 85،9 ألف حالة خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما يشير إلى انخفاض طفيف في معدلات الإصابة اليومية مقارنة مع 93,8 ألف في اليوم السابق، وبلغت حصيلة الوفيات 279311 حالة، بينما تماثل للشفاء أكثر من مليون و370 ألف شخص.

وتتصدر الولايات المتحدة بفارق كبير قائمة الدول الأكثر تضرراً بالفيروس مع ما يزيد عن مليون و309 آلاف إصابة، تليها إسبانيا (223,5 ألف) وإيطاليا (218,2 ألف) وبريطانيا (216,5 ألف)، بينما تبقى روسيا في المركز الخامس مع نحو 198,6 ألف إصابة.

 

إيران وإسبانيا

إلى ذلك، أعلنت الصحة الإيرانية أمس الأحد تسجيل 1383 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية في تراجع عن 1529 و1556 مسجلة السبت والجمعة الماضيين.

وأكدت الوزارة أن إجمالي عدد الإصابات بالفيروس التاجي التي تم تسجيلها في البلاد بلغ حتى الآن 107603 حالات، وسجلت الوزارة خلال اليوم الأخير 51 وفاة جديدة جراء الجائحة، مقابل 48 وفاة في اليوم السابق، لتصبح حصيلة ضحايا الوباء 6640 حالة وفاة، وبلغ عدد المتعافين من كورونا في إيران حتى الآن 86143 شخصا، بينما لا يزال 2675 مريضا في حالة صحية حرجة، ويقترب عدد فحوصات كورونا التي أجريت في إيران من عتبة الـ 700 ألف اختبار.

وأشرف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، من حجره المنزلي أمس الأحد عبر الفيديو على اجتماع للجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، وعقدت اللجنة اجتماعها في مقر رئيس الدولة حسن روحاني، بمشاركة أعضاء اللجنة والمحافظين ولجان المحافظات في أنحاء البلاد ومسؤولين في رئاسة الجمهورية.

وفي إسبانيا، أعلنت السلطات الصحية أمس الأحد، تسجيل أدنى حصيلة وفيات ناجمة عن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” خلال آخر 24 ساعة، منذ 18 آذار الماضي، وأعلنت وزارة الصحة، أنها سجلت خلال آخر 24 ساعة 143 وفاة جديدة جراء الفيروس التاجي (مقارنة مع 179 وفاة في اليوم السابق)، لترتفع حصيلة ضحايا الوباء إلى 26621 حالة وفاة.

وشهد إجمالي عدد الإصابات بـ”كوفيد-19” التي تم تسجيلها في إسبانيا خلال اليوم الأخير ارتفاعا بـ812 حالة جديدة (مقابل 721 في اليوم السابق) وبلغت 224390 حالة، وتجاوزت حصيلة المتعافين من كورونا في إسبانيا حتى أمس 136 ألف شخص.

من جانبها، قالت السلطات الروسية، أمس الأحد، إنها سجلت 11012 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في الساعات الـ24 الماضية، ليصل العدد الإجمالي في سائر أنحاء البلاد إلى 209688، وقال فريق العمل المكلف بمكافحة فيروس كورونا في روسيا إن 88 شخصا توفوا، مما رفع حصيلة الوفيات إلى 1915.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة النيوزيلندية، أمس الأحد، عن إصابتين جديدتين بفيروس كورونا، في وقت تستعد فيه البلاد لخفض محتمل لمستوى التأهب، مشيرة إلى أن إحدى الحالتين ناتجة عن مخالطة أسرية والحالة الثانية هي لشخص عاد من الخارج، ويبلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في نيوزيلندا 1144 حالة.

وفي أستراليا أعلن وزير الصحة، غريغ هانت، أن 6 من الولايات والأقاليم الأسترالية الـ8، لم تسجل أية حالات إصابة جديدة بكوفيد-19، وأضاف هانت أنه تم تسجيل 12 إصابة مؤكدة جديدة بكوفيد-19، ليصل المجموع بالبلاد إلى 6939، وقال: إن “حالتين جديدتين تم تسجيلهما في نيو ساوث ويلز، و10 في فيكتوريا، في حين لم تسجل كل من غربي أستراليا وجنوبي أستراليا وكوينزلاند وتسمانيا وإقليم العاصمة الأسترالية والإقليم الشمالي، أية حالات جديدة”.

 

مبادرة الدراجات

في السياق نفسه، أطلقت بريطانيا مبادرة «الدراجات» الهوائية، لتخفيف ما أفسده كورونا في رشاقة مواطنيها وصحتهم خلال الحجر العام الذي فرضته لمكافحة تفشيه، واستبعادا لاستئناف وسائل النقل العام عملها.

وبعد الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي الفيروس التاجي، رأت الحكومة أن المكوث داخل المنازل شكل خطرا على رشاقة البريطانيين وزاد من أوزانهم، لذلك عمدت لإطلاق مبادرة “الدراجات” الهوائية لما بعد تخطي الفيروس القاتل واستبعادا لعودة وسائل النقل العام إلى تأدية خدمتها الكاملة نتيجة للسير قدما في سياسة التباعد الاجتماعي.

وأعلنت حكومة بوريس جونسون عن مبادرة بقيمة 2 مليار جنيه استرليني، لخفض استخدام المواطنين لوسائل النقل العام واستبدالها بستراتيجية “العجلات الهوائية” بعد التخلص من كورونا.

وقال وزير النقل غرانت شابس في مؤتمر صحفي في داونينغ ستريت: إن “نظام النقل العام لا يمكنه العودة إلى حيث توقف قبل الحظر التام”، وأكد أن “الشبكة لن تكون قادرة إلا على حمل عشر السعة وفقا لإجراءات التباعد الاجتماعي، مما يجعل وسائل النقل الأخرى مثل (الدراجات) أكثر أهمية من أي وقت مضى”، وفقا لصحيفة “مترو”.

وأشار إلى أن تجاوز فيروس كورونا (كوفيد 19) سيكون عملية تدريجية وليس قفزة واحدة، وقال: “عندما نخرج من بيوتنا سيبدو العالم مختلفا تماما، على الأقل لبعض الوقت.. فاضطرارنا إلى المحافظة على التباعد الاجتماعي يعني أن نظام النقل العام الخاص بنا لا يمكنه العودة إلى سابق عهده، حتى مع عودة وسائل النقل العام إلى الخدمة الكاملة، فبالأخذ في الاعتبار قاعدة التباعد الاجتماعي عن طريق ترك مسافة مترين بين كل شخص لن تكون هناك سوى سعة فعالة لراكب واحد من بين 10 ركاب داخل وسائل النقل”.

المرحلة الأولى من الخطة البريطانية عبارة عن حزمة 250 مليون جنيه استرليني من التدخلات الطارئة السريعة لجعل ركوب الدراجات والمشي أكثر أمانا على الطرقات، ويشمل ذلك إنشاء ممرات خاصة للدراجات وأرصفة أوسع للمشي بينما تظل الشوارع للحافلات فقط.

بالإضافة إلى ذلك، ستنشر الحكومة إرشادات قانونية سريعة المسار تتطلب من المجالس في إنجلترا تلبية العدد المتزايد بشكل كبير من راكبي الدراجات والمشاة، مما يسهل عليهم إنشاء شوارع أكثر أمانا.

 

مستشفيات المكسيك

من جانب آخر، بدأت المستشفيات في العاصمة المكسيكية أمس الأحد، الإحجام عن استقبال مرضى كوفيد-19 بعد امتلاء كثير من المشافي العامة والخاصة وسط استمرار ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.

وتشير بيانات حكومة المدينة إلى امتلاء 26 مستشفى من بين 64 مستشفى عام مخصصة لاستقبال مرضى كوفيد-19 في العاصمة بشكل كامل، وعلقت لافتة على سياج مستشفى عام في حي إزتابالابا الفقير بالمدينة، تقول إنه لم تعد لديه أسرة أخرى لاستقبال مرضى جدد بفيروس كورونا، وأضافت “شكرا لتفهكم”، كما وضعت براميل لمنع الدخول من البوابات التي كان يدخل منها المسعفون حاملين المرضى.

وقالت الحكومة إن مطلع هذا الأسبوع قد يمثل ذروة الإصابات في المنطقة كثيفة السكان في العاصمة والمناطق الواقعة حولها، حيث يعيش أكثر من 20 مليون نسمة، وحيث تم توثيق معظم حالات الإصابة المؤكدة.

وأكد مسؤولو الصحة العامة تسجيل ما لا يقل عن 31522 حالة إصابة و3160 حالة وفاة حتى الآن.