رفع الحجر الصحي تدريجياً في بعض بلدان أوروبا

قضايا عربية ودولية 2020/05/11
...

عواصم / وكالات 
 
دخلت فرنسا وإسبانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى أمس الاثنين مرحلة جديدة من معركتها ضد فيروس كورونا، مع الرفع التدريجي والحذر للتدابير الصحية بعد شهرين من العزل الصارم بسبب تفشي الوباء، يأتي ذلك في وقت تجاوزت فيه الإصابات في الولايات المتحدة عتبة 1.3 مليون إصابة بينما تجاوزت الوفيات حاجز 78 ألف شخص. وعاشت فرنسا وقسم من إسبانيا أمس يومهما الأول بعد العزل المنزلي الذي استمر شهرين جراء فيروس كورونا المستجد، وسط مشاعر الفرح والأمل والراحة، لكن سلطات البلدين شددت على ضرورة احترام تدابير الوقاية تجنبا لموجة ثانية من الوباء. وسيكون بوسع غالبية سكان البلدين، وهما من بين الأكثر تضررا بالفيروس في العالم، استعادة بعض من حياتهم الاجتماعية وحد أدنى من حرية التنقل، على غرار الصينيين والإيطاليين والألمان من قبلهم. 
بين فرنسا وإسبانيا
وأعلنت مديرية الصحة الفرنسية أمس تسجيل 70 وفاة إضافية خلال 24 ساعة في أدنى حصيلة منذ بداية العزل في 17 آذار، بينما سجلت إسبانيا أدنى مستوى من الوفيات منذ 18 آذار بـ 143 حالة جديدة.
واستأنفت القطارات حركتها في فرنسا تدريجيا، مع عودة نحو مليون طفل إلى المدارس، ورغم تخفيف تدابير العزل، ستظلّ القيود سارية على 27 مليون فرنسي في ضواحي باريس وشمال شرقي فرنسا.
وسيكون تخفيف القيود في فرنسا متفاوتا بين مناطق مصنفة "حمراء" وأخرى مصنفة "خضراء"، وتدعو السلطات إلى لزوم أعلى درجات الحيطة في باريس، وسيكون وضع الكمامات إلزاميا في وسائل النقل العام في جميع المناطق، وكذلك احترام التباعد الاجتماعي.
وكذلك، سيتم تخفيف القيود في قسم فقط من إسبانيا سعيا للحد من مخاطر انتشار الوباء مجددا، بينما تبقى عدة مدن كبرى منها مدريد وبرشلونة خاضعة لتدابير صارمة.
 
بلدان أوروبا
في ألمانيا، البلد النموذجي في تصديه للوباء، أعادت المطاعم فتح أبوابها أمس الأول الأحد في مقاطعة مكلمبورغ فوربومرن بشمال شرق البلاد على بحر البلطيق، وذلك قبل أيام من استئناف دوري كرة القدم منافساته في منتصف أيار الحالي.
وستسرع عدة دول أخرى آلية رفع القيود، ففي تركيا، استفاد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما من أول إذن بالخروج منذ 21 آذار، وذلك لأربع ساعات، وبات بإمكان البلجيكيين استقبال أربعة أشخاص في منازلهم. 
وفي هولندا، استقبلت المدارس الابتدائية الطلاب الذين أجبروا على البقاء في المنزل لمدة شهرين كجزء من إجراءات إبطاء انتشار الفيروس التاجي المستجد، وسمح للمدارس والمكتبات والأعمال مثل مصففي الشعر بإعادة الفتح، أمس الاثنين بشرط اتخاذ تدابير لفرض التباعد الاجتماعي.
ودخلت اليونان المرحلة الثانية من إجراءات رفع الإغلاق، مع السماح لجميع متاجر التجزئة المتبقية التي تم إغلاقها في آذار بإعادة الفتح والصف النهائي من المرحلة الثانوية باستئناف الدراسة، ولا تزال مراكز التسوق والمحال التجارية مغلقة.
وفرضت اليونان حظرا مبكرا عند تفشي كورونا، في خطوة ساعدت على إبقاء عدد الوفيات والمرضى الخطرين عند مستويات منخفضة.
في المقابل، اضطرت روسيا إلى تشديد إجراءاتها في ظل حصيلة يومية تزيد على عشرة آلاف إصابة، بينما تخطت الحصيلة الإجمالية عتبة مئتي ألف حالة.
 
إغلاق بريطاني
أما بريطانيا، فقد أعلنت أمس الاثنين على لسان رئيس وزرائها بوريس جونسون أن الإغلاق سيبقى مفروضا حتى الأول من حزيران على أقل تقدير.
وقال جونسون: إن "الوقت غير مناسب لإنهاء الإغلاق هذا الأسبوع"، مضيفا أن بعض طلبة المدارس الابتدائية سيعودون إلى صفوفهم وسيعاد فتح المتاجر اعتبارا من الأول من الشهر المقبل.
لكنه أشار إلى أنه سيتم تخفيف القيود بعض الشيء اعتبارا من (يوم غد الأربعاء) إذ سيسمح بممارسة الرياضة "بشكل غير محدود" والتشمس لكن فقط ضمن مسافة قريبة من المنزل. وتعتبر بريطانيا البلد الذي يسجل ثاني أعلى حصيلة في العالم تزيد على 31500 وفاة.
 
حصيلة أميركية
إلى ذلك، سجلت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إصابة 1300696 شخصا بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، بزيادة 26660 حالة عن الرقم السابق، وأشارت إحصائيات المراكز إلى أن عدد حالات الوفاة زاد بـ1737 حالة لتصبح 78771 حالة في عموم البلاد. وأكدت البيانات، أن الولايات المتحدة سجلت بين السبت والأحد، أكثر من 1.6 ألف وفاة و25 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا.
وأفادت جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية، التي أطلقت مشروعا خاصا بمتابعة تفشي الوباء في البلاد والعالم، بأن حصيلة ضحايا الجائحة في الولايات المتحدة ارتفعت في التاسع من أيار بـ1615 حالة وفاة جديدة، بينما سجل إجمالي عدد إصابات الفيروس في البلاد ارتفاعا بـ25621 إصابة جديدة.
وحسب آخر بيانات الجامعة، سجلت في عموم الولايات المتحدة 1309541 حالة "كوفيد- 19"، بما فيها 78794 حالة وفاة، ما يتجاوز بأضعاف حصيلة أي دولة أخرى في العالم.
من جانب آخر، أفاد مسؤولون أميركيون بأن قائد العمليات في القوات البحرية الأميركية الأميرال مايك غيلداي، عزل نفسه في إجراء احترازي بعد تأكيد إصابة أحد أفراد أسرته بفيروس كورونا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤولين قولهم إن "نتائج فحص الأميرال كانت سلبية، لكنه قرر دخول الحجر الصحي كإجراء احترازي".
بالإضافة إلى ذلك تضاربت نتائج فحوصات كورونا لقيادي بارز آخر في البنتاغون، هو قائد الحرس الوطني الجنرال جوزيف لينغييل، وكانت نتيجة الفحص الأول له إيجابية والثاني سلبية، وهو بانتظار نتائج الفحص الثالث للتأكد من إصابته بفيروس كورونا أو عدمها.
ونفى البيت الأبيض أمس، عزل نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، وقال ديفن أوميلي من مكتب نائب الرئيس: إن "نائب الرئيس بينس، ملتزم بتوصيات الخدمة الطبية في البيت الأبيض، لكنه لا يخضع للحجر، وهو يخطط للتواجد (اليوم الثلاثاء) في البيت الأبيض".
وذكر المتحدث، أن بينس يخضع للفحوصات والاختبارات المتعلقة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد، وحتى الآن كانت النتائج سلبية. وفي وقت سابق، أفادت وكالة "بلومبرغ"، بأن نائب الرئيس الأميركي مايك بينس عزل نفسه بعد تأكيد إصابة أحد مساعديه بفيروس كورونا. وأكد البيت الأبيض الأسبوع الماضي إصابة اثنين من موظفيه بفيروس كورونا، وشدد الإجراءات الاحترازية داخل مجمع المقر الرئاسي، وأحد الموظفين الاثنين المصابين بفيروس كورونا، المتحدثة باسم مايك بينس، كاتي ميلر زوجة ستيفن ميلر مساعد الرئيس دونالد ترامب.