تسريحة شعر {كورونا} .. رسالة بأقل التكاليف

الصفحة الاخيرة 2020/05/13
...

ترجمة: ليندا أدور
 
 
أنعش فيروس كورونا الحياة من جديد بتسريحة شعر للفتيات في شرقي أفريقيا بتصفيفه على شكل ضفائر بارزة الى الأعلى تشبه الشكل المميز للفيروس.
يعود جزءٌ من تصاعد شعبية هذه التسريحة الى الصعوبات الاقتصادية المتعلقة بالقيود التي فرضت لاحتواء الفيروس، كون التسريحة، كما يقول ذوو الفتيات، غير مكلفة وبأنها تهدف لنشر الوعي بشأن خطورة الفيروس.
يذكر أنَّ تصفيفة الشعر هذه قد باتت موضة قديمة ولم تعد شائعة في السنوات الأخيرة بعد أنْ بدأ الشعر الطبيعي والاصطناعي المستورد من الهند والصين والبرازيل يغزو الأسواق وتزايد الطلب عليه من قبل النساء من السكان 
المحليين. 
لكنَّ اليوم، تقول شارون ريفا، (24 عاما)، تعمل مصففة شعر في صالون مؤقت يقع في شارع مزدحم بمنطقة كيبيرا، بقلب العاصمة الكينية، نيروبي، بأنها بدأت بضفر شعر الفتيات الصغيرات بأشكالٍ تشبه "الهوائيات" والتي أطلق عليها الناس اسم "تسريحة فيروس كورونا". 
تشير شارون، وهي تضع كمامتها تحت ذقنها، بالقول: "لا يعتقد بعض البالغين بأنَّ فيروس كورونا حقيقي، لكن غالبية الصغار يحرصون على تعقيم أيديهم وارتداء الكمامات"، مضيفة "وهو ما لا يفعله الكثير من البالغين، لهذا توصلنا الى "تسريحة فيروس كورونا".
أما مارغريت آنديا، التي تعمل جاهدة من أجل تلبية احتياجات أسرتها فتقول إنَّ تسريحة الفيروس جاءت لتتناسب واحتياجات بناتها لتصفيف شعرهن الى جانب إنها تناسب جيبها، فقد قضت إجراءات التقييد المفروضة بسبب الوباء على عمل ولقمة عيش الملايين من الأشخاص من أصحاب المدخرات الضئيلة أو المعدومة. تقول آنديا: "يمكن لهذه التسريحة أنْ تكون في متناول الكثير من الناس من أمثالي ممن لا يمكنهم تحمل ثمن التسريحات الأعلى كلفة، لكن بالوقت ذاته، نرغب برؤية أطفالنا أكثر 
أناقة".
يذكر أنَّ تكلفة التسريحة تترواح بين 50 شلنا كينيا أو 40 قرشا، بينما تكلف تسريحة الشعر العادية ما بين (300 الى 500 ) شلن، وهو مبلغ لا يستطيع الكثير من سكان كيبيرا تأمينه في الوقت الحالي. 
تستخدم في التسريحة تقنية التخصيل، إذ تستخدم الخيوط بدل ضفائر الشعر الاصطناعي، وهو السر في جعلها ميسورة 
التكلفة.
 
* صحيفة الغارديان البريطانية