شاهدت قبل أيام الفيلم الإنكليزي "حب اعتيادي" للمخرجين ليزا باروس وجلين ليبورت، وهو فيلم أسري رومانسي يحكي قصة زوجين في الستين من عمرهما، يعيشان حياة هانئة وسعيدة الى حدٍ ما، على الرغم من ظلال ذكرى حزينة لابنتهما الصغيرة التي رحلت، فتقاعدا واعتزلا في بيتهما البعيد عن الصخب، وعلى الرغم من حياتهما الزوجية الطويلة، إلا أنهما لم يجعلاها رتيبة وتقليديَّة، فنرى أيامهما مكتظة بنشاطهما؛ بدءاً من رياضتهما اليوميَّة ومروراً بالاهتمام بديكور منزلهما وانتهاءً بتجدد علاقتهما الزوجيَّة، ولأنَّ الحياة حافلة بالمفاجآت؛ تكتشف جوان (الزوجة) إصابتها بسرطان الثدي، تصارح زوجها (توم) الذي يخفف من صدمتها ويقول لها ربما يكون ورماً عادياً، يبدآن رحلة الآلام في
العلاج.
تواجه جوان (ليزلي مانفيل) الأمر بصمود وتستمد قوتها من زوجها المتفاني، تتلقى جرعات العلاج الكيماوي ويحلق لها شعرها، لا تتحمل آلامها ولا تطيق زوجها فتنهار، وبعد مكابدات تتجاوز أزمتها وتشفى ويعاود الزوجان حياتهما
الهانئة.
قدم المخرجان ليزا باروس وزوجها جلين ليبورت قصتهما ببساطة متناهية وبلا تعقيد من خلال سرد خطي وبقالب أقرب الى المسرحي، ما جعل الحوار وأداء الممثلين يشكل قاعدة أساسية في بنية المتن الحكائي للفيلم، إذ قدمت ليزي مانفيل بدور الزوجة المريضة أداءً بارعاً في تجسيد مشاعر الخوف من الموت والتجمل بالصبر، لا سيما تلك المشاهد التي تظهرها وهي تتعرض لعلاجها المخيف وتساقط شعرها وآلامها التي لا تطاق، وهذا ليس جديداً على الممثلة مانفيل التي وقفت أمام الممثل الكبير دانيال دي لويس مجسدة دور أخته التي ترى فيه ظلال إله في "الخيط الرفيع"، وهذا ما فعله الممثل الإنكليزي ليام نيسون صاحب فيلم "الأغنية الراقصة لباستر سكروجس" الذي كان أداؤه سلسا وعاديا وضبط خارطة انفعالات جسده، إذ عليه أنْ يكون متماسكاً أمام انهيار زوجته، وبالقدر ذاته يخفي جراح روحه.
the ordinary love بعنوان الفيلم متوفر على موقع سينمانا