أحلى الذكريات

الصفحة الاخيرة 2020/05/16
...

حسن العاني 
 
بشيء من الزهو وكثير من الفرح، استقبل (رعيل التأسيس) صدور العدد الاول (رقم1 ) من جريدتهم وذلك في يوم الثلاثاء (20  آيار  2003)، والامر اللافت للنظر أن الصباح اكتفت بالتاريخ الميلادي واغفلت الهجري عن غير قصد بالتأكيد.. وضمن المساحة المخصصة للعنوان على صدر الصفحة الاولى نقرأ التعريفات التالية ( صاحب الامتياز رئيس التحرير اسماعيل زاير) وتحت هذا التعريف نقرأ هوية المطبوع (جريدة سياسية عامة تصدر عن شبكة الاعلام العراقي)، ومن باب اللؤم او الفضول الصحفي سألت الصديق زاير عن كيفية الجمع بين )صاحب الامتياز) وبين جريدة تصدر عن (شبكة الاعلام) ووعدني بأنّه سيوضح الامر لاحقاً، وها قد مضت 17 سنة ولم اتلق الايضاح!!
صدرت الصباح بثماني صفحات، ولم يكن صدورها يومياً، لأنّ العدد الثاني صدر يوم السبت (24 /5 /2003) وقد تضمن هذا العدد خطأ مربكاً للقارئ حيث حمل الرقم (3) بدلاً من الرقم (2) ، وسيصدر العدد (3) بتاريخ (27/5) – الثلاثاء – والعدد (4) بتاريخ 31/5 (السبت)، وهذا يوحي بأن الجريدة تصدر مرتين في الاسبوع (السبت والثلاثاء) ولكن الامر في الحقيقة لم يكن كذلك لانّه كان يخضع لقرارات مفاجئة يتخذها الزميل رئيس التحرير، ولهذا صدر العدد (5) يوم الخمس 5/6 والعدد (6) يوم الاحد 8 /6 /2003 !!
حمل العدد (11) الصادر بتاريخ 25/6/2003 تغييرين او تطورين في السيرة الذاتية للصباح، الاول زيادة عدد الصفحات من (8) الى (12)، وثانيهما الاعلان عن اول تشكيلة رسمية للملاك، حيث لم يعد صدر الصفحة الاولى حكراً على زميلنا اسماعيل زاير، وكان اسمي ضمن الاعلان تحت عنوان (مستشار التحرير)، والحقيقة فقد تأخر ذكر اسماء هيأة التحرير الى العدد (11)  بسببي، إذْ كنتُ أتهرّب من اي عنوان يضعني في دائرة المسؤولية المباشرة ويحصر نشاطي في مجال محدد ويلزمني بالدوام اليومي، وكنت من الناحية العملية أقدم لرئيس التحرير عشرات الاستشارات والملاحظات قبل ان اصبح باختياري مستشاراً على الرغم من إنني أجهل وظيفة المستشار، ولكن الحاح الزميل زاير على ان اختار عنواناً جعلني أختار عنواناً أجهل بحق طبيعته وتفاصيله!!
في ذاكرتي انموذجان يستحقان الاشارة، اولهما يتعلق بالعمود الذي يكتبه الصديق زاير، فمع صدور العدد(صفر) اختار هو عنوان (هذا الصباح) واخترت انا عنوان (صباح الخير)، واختار كلانا مصادفة او عن ادراك، الصفحة الاخيرة، ورأيت فنيّاً وجمالياً وموضوعياً ان وجود عمودين في مكان واحد وبعنوانين متقاربين لا يخدم الصفحة الاخيرة (على الارجح كنتُ أفكر بالتخلص من عموده)، ولذلك قدمتُ له (استشارتي) بكتابة افتتاحية في الصفحة الاولى على ان لا تكون يومية وانما ترتبط بوجود موقف يستحق ذلك، وقبل الانتهاء من شروحاتي قاطعني بمفردته المعهودة (O.K) وهكذا تخلصت من اخطر خصومي على الصفحة الاخيرة!!  وثانيهما:  لاحظت ان الافتتاحية تحولت الى عمود يومي ثابت، ومع أنني قدمت له استشارتي للمرة العشرين ان تكون الافتتاحية خاصة بالاحداث او المناسبات الكبيرة، ولكنه في كل مرة يواجهني بابتسامة رقيقة ويواصل كتابتها حتى عندما يسافر الى جزر الواق واق!!  و.. وبعد: عظيم المحبة لرفاق الكلمة الذين واصلوا السهر مرحلة بعد مرحلة من اجل (صباح) أحلى وأجمل، ومن أجل مستقبل يَعِدُ بمزيد من التألق..  أنا متفائلٌ بكم وسعيدٌ بإنجازاتكم الكبيرة..