الصحة العالمية تحذر من تعقيم الشوارع بالمطهرات

قضايا عربية ودولية 2020/05/17
...

عواصم / وكالات 
 
بينما يقتربُ عدد الإصاباتِ بفيروسِ كورونا منْ خمسةِ ملايينَ إنسان؛ حذرتْ منظمةُ الصحةِ العالميةِ أمس الأحد، منْ أنَ عملياتِ رشِ المطهرات في الشوارع على غرار ما يحصل في بعض الدول لا تقضي على الفيروس، مؤكدة أن ذلك ينطوي على مخاطر صحية، وفي وقت أعلنت فيه غالبية البلدان الأوروبية انخفاضاً ملحوظاً بأعداد الإصابات، شهدت بريطانيا وألمانيا وبولندا تظاهرات كبيرة احتجاجاً على إجراءات السلطات وقيود الحجر والتباعد الاجتماعي التي تفرضها منذ ظهور جائحة كورونا.
وفي وثيقة بشأن تنظيف الأسطح وتعقيمها كجزء من مكافحة "كوفيد- 19" فيروس كورونا المستجد، قالت منظمة الصحة العالمية إن رش هذه المواد قد يكون غير فعال.
وورد في الوثيقة أن "الرش في الفضاءات المفتوحة على غرار الطرق والأسواق، غير موصى به لقتل فيروس (كوفيد-19) أو مسببات أمراض أخرى لأن المطهر يفقد تأثيره بالأوساخ والركام".
وأضافت، "حتى في غياب المواد العضوية، من غير المرجح أن يغطي رش المواد الكيميائية بشكل مناسب كل الأسطح لفترة تسمح بالقضاء على مسببات الأمراض".
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن "الشوارع والأرصفة ليست خزانات لعدوى (كوفيد-19)"، مضيفة أن "رش المطهرات قد يكون ضارا بصحة الإنسان"، وشددت الوثيقة أيضا على أن رش الأفراد بالمطهرات "غير موصى به تحت أي ظرف، إذ قد يكون مضرا جسديا ونفسيا ولا يقلل من أهلية المصاب على نشر الفيروس".
وأشارت إلى أن رش الكلور أو مواد كيميائية سامة أخرى على البشر يمكن أن يتسبب بالتهابات جلدية أو في العينين، كما حذّرت أيضا من الرش المستمر للأسطح في الأماكن المغلقة، مستشهدة بدراسة بينت أن ذلك ليس فعالا إلا في المناطق التي يتمّ رشها مباشرة، وتابعت: "في حال استعمال المطهرات، يجب أن يتم ذلك عبر نقع قطعة قماش أو ممسحة بالمطهر".
في غضون ذلك، أفادت جامعة جونز هوبكنز الأميركية أمس الأحد، بأن عدد الإصابات حول العالم بلغ 4,720,197، بينما بلغت الوفيات 313,220.
وسجلت الولايات المتحدة 1237 وفاة من جراء فيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل إجمالي الوفيّات لديها إلى 88,730، كما أشارت جامعة جونز هوبكنز إلى أن عدد الإصابات في البلاد يبلغ 1,466,682 إصابة.
 
احتجاجات أوروبا
إلى ذلك، ألقت شرطة لندن القبض على 19 شخصا، لخرقهم عمدا إرشادات التباعد الاجتماعي احتجاجا على القواعد، في أول عطلة نهاية أسبوع منذ أن أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون تخفيف الإجراءات.
وقالت الشرطة إن مجموعة في "هايد بارك" بوسط لندن كانت تحتج على استجابة الحكومة لجائحة كوفيد-19، ولم تمتثل لطلبات التفرق المتكررة.
وأعلنت السلطات الصحية البريطانية أمس، تسجيل 468 وفاة جديدة ناجمة عن فيروس كورونا المستجد خلال الساعات الـ24 الماضية، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 34466 حالة وفاة، وتحتل بريطانيا المرتبة الثانية، بعد الولايات المتحدة، في قائمة الدول الأكثر تضررا بالفيروس من حيث عدد الوفيات.
وفي ألمانيا، خرج آلاف المواطنين في مختلف أنحاء ألمانيا إلى الشوارع للتظاهر ضد القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، ويأتي تنظيم هذه المظاهرات في ألمانيا في عطلة نهاية الأسبوع للمرة الثانية على التوالي.
وأكد متحدث باسم شرطة العاصمة برلين، في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، أن "السلطات رخصت بتنظيم 21 تظاهرة وسط المدينة، ولم يتم رصد أي مخالفات".
وفي مركز ولاية بافاريا، مدينة ميونخ، طلب منظمو الحملة من السلطات رخصة بتنظيم تظاهرة بمشاركة عشرة آلاف شخص في مساحة ثيرزينفيس المفتوحة وسط المدينة، غير أن السلطات شددت على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وسمحت بتظاهر ألف شخص فقط في المكان.
وسجلت في ألمانيا حتى الآن أكثر من 175 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد الذي يسبب مرض "كوفيد-19"، وتوفي 7931 من المرضى.
أما في بولندا؛ فقد استخدمت الشرطة في العاصمة وارسو، الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين كانوا يطالبون الحكومة بتعجيل السماح بعودة الأنشطة التجارية المتوقفة في إطار جهود مكافحة كورونا، واحتشد مئات المحتجين في وارسو حاملين لافتات تقول "العمل والخبز" و"ستعود الأمور لطبيعتها مجددا".
وخففت بولندا بشكل مطرد القيود في الأسابيع الأخيرة في محاولة للحد من آثارها على الاقتصاد، ومن المتوقع أن تعاود صالونات تصفيف الشعر والمطاعم فتح أبوابها اعتبارا من (اليوم الاثنين) في ظل إجراءات جديدة للسلامة، لكن المحتجين الذين احتشدوا في وارسو مرارا خلال الأسابيع الأخيرة يقولون إنه ينبغي تخفيف القيود بدرجة أكبر للحفاظ على معايشهم.
وسجلت بولندا 18257 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا و915 وفاة.
 
تخفيف إجراءات
وسجلت إيطاليا، أمس الأحد، أدنى معدل للوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد على أساس يومي، اذ تم رصد 153 حالة جديدة فقط.
وقالت هيئة الدفاع المدني الإيطالية، في إحصائية جديدة، إن العدد العام للوفيات المسجلة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد بلغ 31763، بينما بلغت الإصابات 224760.
إلى ذلك، سجلت فرنسا، تراجعا جديدا للوفيات بفيروس كورونا على أساس يومي، اذ تم رصد 96 حالة مقابل 104 في إحصائية أمس الأول السبت، وبلغت أعداد الإصابات 27625.
وتعتبر فرنسا الدولة الرابعة عالميا من حيث عدد الوفيات جراء فيروس كورونا والسابعة من حيث حصيلة الإصابات.
في سياق متصل، أعلنت الحكومة التركية، أنها ستستأنف السياحة الداخلية في البلاد يوم 28 أيار الحالي، بينما توقعت وقف تعليق استقبال السياح من الخارج في أواسط حزيران المقبل.
وسبق أن أعلنت السلطات التركية أن البلاد تجاوزت المرحلة الأولى من مكافحة فيروس كورونا، معتبرة أن الحكومة باتت تسيطر على سير الجائحة في تركيا، مع بدء عملية الرفع التدريجي للقيود العامة، ويبلغ عدد الإصابات 148067 حالة.
من جانبها، أعلنت الحكومة الهنغارية أنها سترفع قيود العزل العام في العاصمة بودابست اعتبارا من (اليوم الاثنين)، أي بعد أسبوعين من رفع الحظر في بقية أنحاء البلاد.