شخصيا لست مستغربا ماحدث ويحدث في الواقع الرياضي بعد أن فرض منطق الفوضى نفسه وتوضحت من خلال ما يجري صورة سوداوية ترسخت كثيرا في نفوسنا حول هذا الواقع, والآليات والأساليب التي تدار بها مقدرات الرياضة في البلد وهي صورة ترسم ظلالا أكثر بؤسا وتشاؤما مالم يعاد النظر في أمور كثيرة ويجلس العقلاء وأهل الحكمة على طاولة الحوار من خلال مؤتمر وطني للرياضة ينقذها مما هي فيه من صراعات وخصومات سيزداد سعيرها وتفرض المزيد من التشرذم والضياع لرياضة ما تزال تبحث عن كيان حقيقي . وعندما أقول إني لست متفاجئا أو مستغربا من الذي يحدث , فلأن ترسبات ومخلفات ما أفرزته السنوات السابقة من العمر الرياضي ماتزال هي العقدة التي تتحكم في المنشار ,وهي عقدة قابلة للاتساع والتمدد في كل الاتجاهات .
واللافت أن مايحدث ليس بالأمر المستغرب أو العجيب في ظل الأحتقان الصريح بين أركان البيت الرياضي برغم إدعاءات المسؤولين خلاف ذلك, بل أن تطورات الاحداث تذهب في اتجاه اخر وتولد الانطباع بمضاعفة التشتت الذي معناه الانشغال بالمشكلات وفك عقد الأزمات بدلا من الارتقاء بالاداء الرياضي وتركيز الجهود في تحسين الانجاز .
هنا وعند التطرق الى ما حدث وبعض من مسبباته التي تدخل في إطار الصراع على المصالح وتحقيق المكاسب ونتاج التقاطعات الحادة والتكتلات التي تضعف ولا تقوي واقع الحال الرياضي البائس لدينا ,لن أدافع عن أحد أو ابرئ ساحة اخر طالما ان الجميع يتحملون مسؤولية ما آلت اليه الأمور وما بلغته من تعقيدات وصلت الى حدود تقاذف التهم ونشر الغسيل والمهاترات التي تسيء الى الرياضة أولا وأخيرا وتضاعف لدى الرأي العام الشعور المنطقي بعبثية ما يجري في الوسط الرياضي وهي قناعة طالما حذرنا مرارا من خطورة ترسخها لدى الرأي العام من أهل الرياضة.
ومع اتضاح الصورة فأن الحل الناجع والتصرف المطلوب من أجل إيقاف تداعيات ماحدث والانطلاق نحو وضع أسس موضوعية وأركان صحيحة للبناء الرياضي العراقي هو العمل على عقد مؤتمر وطني رياضي عام يحضر له جيدا من قبل لجنة مستقلة من أهل الرياضة المخلصين بمن فيهم الخبراء والأكاديميون ووضع محاور محددة لجدول أعمال هذا المؤتمر من أجل نزع فتيل الأزمات المتتابعة ووضع تدابير وخطط ووصايا ترسم خارطة جديدة لما يجب أن يكون عليه الحال الرياضي العراقي بما في ذلك إعادة النظر في اللوائح او التشريعات الرياضية كي نضمن في الأقل عدم استنساخ التجارب المؤلمة الماضية التي طالما عاشتها رياضتنا بكل إفرازاتها السلبية حتى الان, خصوصا وأن الاجتماع المطول الذي عقد يوم الأحد الماضي وجمع وزير الشباب والرياضة ورئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية ورئيس اللجنة الأولمبية العراقية يكاد يصلح ان تكون منطلقا حقيقيا للمؤتمر الوطني الذي نريده مؤتمرا للحلول الحاسمة لرياضتنا المبتلاة .