درجتِ العادة أن تطول سهام النقد بعض المدربين الذين تتم تسميتهم لتدريب أحد المنتخبات الوطنية من قبل إحدى اللجان الفنية العاملة في اتحاد الكرة أو أن يتم انتقاد إدارات الأندية العراقية للعشوائية المتبعة في التعاقد مع الطواقم الفنية في دورينا الكروي لمواسم طوال، وقد اشتكى العديد من زملاء المهنة من الظلم والمحاباة وتجاهل الكفاءات المجتهدة التي تعمل بصمت، على الرغم من نتائجها المميزة خلال المسابقة الكروية المحلية، لعدم وجود أي آلية معيارية حديثة، تنصف تلك الجهود وتثمن خطواتهم وتراعي الضوابط التنافسية الموضوعة، بل ان التسميات السابقة كانت تدور في فلك المعرفة والعلاقات وضغط الإعلام الرياضي او الشارع الكروي وتجرى بنظام التصويت أو الموافقة على رفع الأيدي لاختيار الأسماء المرشحة، أي بعد التشاور وتبادل الآراء المشتركة وتلك منهجية قديمة بالية غادرتها الاتحادات
الأخرى منذ عقود . من خلال نقاشاتنا المتعددة مع لجنتي المنتخبات والفنية وغيرها من اللجان المعنية بشأن المدربين في الاتحاد السابق أدركنا وبمرارة شديدة انهم لا يطبقون أي آلية حديثة للتقييم أسوة بقية الاتحادات الاوروبية والعالمية التي تعتمد برامج خاصة لتصنيف المدربين Technical Evaluation for coaches and Trainers
اي “التقييم الفني للمدربين” الذي يحسم الأمر بطريقة علمية وواقعية قبل اتخاذ القرار، والاعتماد بالأساس على قاعدة البيانات، اذ يتم حساب تصنيفات المدربين من خلال اخضاعهم لمعادلة علمية شاملة لمعايير خاصة بالمدربين و بأوزان مختلفة حسب أهمية المعيار.
معادلة حساب التصنيف:
تصنّف هذه المعايير إلى صنفين: نوعي وكمي ضمن المعادلة التالية:
تصنيف المدرب= المعيار الكمي X 70 + المعيار النوعي X 30
1- المعيار الكمي: هو النتاج الرقمي للمدرب و يكون عبارة عن رقم محدد مأخوذ من حقائق ثابتة لا يمكن التلاعب فيها معتمدة على حصاد المدرب وأرقامه في المباريات التي اشرف عليها في السنوات الخمس الاخيرة على غرار :
-عدد مرات الوصول للمراكز الأولى في البطولات المحلية والقارية
- عدد مرات الفوز في مباريات الدوري
عدد الأهداف وعدد المرات، التي قلب فيها النتيجة وما إلى ذلك من أرقام كثيرة جدا، مجموعها بالتالي يعطينا الجانب الكمي للمدرب الذي نريد أن نفاضله عن أقرانه الآخرين، إضافة إلى معايير أخرى.
2-المعيار النوعي: هي النافذة التي تدخل فيها وجهات النظر الشخصية لأعضاء اللجنة الفنية صاحبة القرار في الاختيار من خلال الحكم على المعايير (المهنية، التدريبية الأكاديمية، المشاركة والإنجازات، القيادة المهارية) وغيرها من المعايير الاخرى التي يطبقها المدرب خلال مسيرته وعليه تجمع تلك التقييمات لجميع الاعضاء ليكون لدينا رقم يعبر عن الجانب النوعي للمدرب، بعبارة أخرى ان المعايير الكمية والنوعية بتفاصيلها تتراوح بين 50 الى 70 معيارا مدوّنة في إطار جاهز للتطبيق المباشر من قبل اللجان الفنية في ما لو تم تبنيها من قبل الهيئة التطبيعية ونحن على استعداد تام لمساعدتهم في هذه التقييمات عبر اتباع وتطبيق قاعدة بيانات بالاعتماد على الأرقام والإحصائيات
الكمية.
ملاحظات مهمة في التصنيف
-في المعايير أعلاه يراعى فيها مبدأ تساوي الفرص بين المدربين المخضرمين والعاملين في الأندية بشكل مستمر والمدربين الشباب الذين مازالوا يبحثون عن فرصة لإثبات الذات وهنا تتم المفاضلة بين العمر التدريبي للمدرب المخضرم والذي بالتأكيد تخللته نجاحات واخفاقات وبين آخر التطورات التي شهدها عالم التدريب والتي يحملها بالتأكيد للمدرب الشاب الداخل حديثا عالم التدريب.
- في المعايير أعلاه تختلف أهمية المعايير وأوزانها على حسب الفئة العمرية للفريق، مثلا كلما تدرجنا بالعمر من الفريق الأول نحو الأشبال، كلما قلت أهمية العمر التدريبي للمدرب وزادت أهمية المستوى العلمي والطرق الحديثة في القيادة
للمدرب.- بعد وضع هذه المعايير بدقة ووضوح شديدين للجميع يصبح المدرب المعني قادرا على تقييم نفسه وتعضيد مكامن قوته وتطوير امكانياته في مناطق ضعفه.
- ستفتح هذه الآلية الآفاق للجنة التسويق في التعاقد مع شركات الإحصاء العالمية وتسويق مدربينا الى دول العالم وفق اطار علمي ممنهج وبيانات واضحة عن كل مدرب وبالتالي ستكون الموارد البشرية مصدرا من مصادر الاستثمار في العراق .
-- سيدفع هذا العمل المدربين الى السعي وطلب العلم باستمرار لأنهم وبكل دورة علمية يدخلونها تتعلق بالتدريب بشكل او باخر فأنها سترفع من رصيدهم الكمي اثناء المفاضلة وتزيد من فرص حصولهم
على العمل.