هددت الصين باتخاذ إجراءات صارمة للرد على محاولات أميركا الإضرار بمصالحها، وذلك على خلفية قرار واشنطن إنهاء المعاملة الخاصة لهونغ كونغ واتخاذ تدابير ضد الطلاب والشركات الصينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، تشاو ليجيان للصحفيين، أمس الاثنين: "كلا البلدين يستفيدان من التعاون الثنائي، لكن بكين ستدافع بكل حزم عن أمنها ومصالحها التنموية".
في السياق نفسه، قال وزير المال في حكومة هونغ كونغ بول تشان، أمس الاثنين، إن أي عقوبات أميركية ضد هونغ كونغ ستضر أيضا بمصالح الشركات الأميركية العاملة في هونغ كونغ.
وأشار الوزير إلى أن "الصادرات السنوية للسلع المنتجة في هونغ كونغ والمصدرة إلى الولايات المتحدة تقل عن 2 بالمئة من الإنتاج المحلي، ويمكن التوجه إلى الدول الأوروبية أو اليابان عوضا عن الولايات المتحدة في استيراد التكنولوجيا".
وتابع تشان: "الولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد في العالم، وأي عقوبات يمكن أن تؤثر في توريد السلع في السوق، لن نتعامل مع هذا الأمر باستخفاف، وسنراقب تطور الأحداث عن كثب".
وأضاف الوزير: "من ناحية أخرى الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتحافظ باستمرار على معدلات عالية من النمو الاقتصادي، وديناميكيات نموها وسوقها الضخمة تجذب مصالح العديد من الشركات المتعددة الجنسيات".
وختم تشان: "ستعاني هونغ كونغ حتما في هذه اللعبة الكبيرة، ولكن إذا واصلنا الحفاظ على نظامنا ومزايانا الخاصة، إضافة إلى استقرار السوق، فإن مكانة هونغ كونغ كمركز مالي دولي في آسيا ستظل فريدة من نوعها".
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات على عدد من المسؤولين في الصين وهونغ كونغ تتهمهم بتقويض الحكم الذاتي للكيان.
وكان البرلمان الصيني قد وافق الأسبوع الماضي على مشروع قانون الأمن لهونغ كونغ للحد من التحريض والانفصال والإرهاب والتدخل الخارجي، وتصر السلطات في بكين وهونغ كونغ على أن التشريع لن يستهدف سوى عدد صغير من "مثيري الشغب" الذين يهددون أمن الصين القومي، الأمر الذي أثار غضب الولايات المتحدة وبعض من الدول.
إذ هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الصين حال تطبيقها قانون الأمن القومي في هونغ كونغ الهادف إلى "منع انفصال" المدينة، كما طالب الاتحاد الأوروبي الصين باحترام الحكم الذاتي في هونغ كونغ.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن التقدم العسكري للحزب الشيوعي الصيني حقيقي ويمثل تهديدا محتملا للولايات المتحدة. وأضاف في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" أرفقها بمقطع فيديو لعرض عسكري للجيش الصيني في العاصمة بكين عام 2019ّ، أن وزارة الدفاع الأميركية تفعل كل ما بوسعها للتأكد من فهمها لهذا التهديد.
كما صرح بومبيو في مداخلة على شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بأن الإجراءات الأخيرة للحزب الشيوعي الصيني تُظهر أن مسؤوليه يسعون بنشاط لإيذاء الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وأضاف أن الرئيس ترامب مستعد للرد على أي عدوان صيني، الذي قال إنه تصاعد مع مرور الوقت.
وتابع وزير الخارجية الأميركي أن الصين "نقضت عهودها" بما يتعلق بمنح الحكم الذاتي لهونغ كونغ، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستلغي الإجراءات التفضيلية التي كانت ممنوحة لهونغ كونغ بسبب وضعها الخاص.
وأضاف، أن "الحزب الشيوعي الصيني دخل في اتفاق مع المملكة المتحدة يسمح لهونغ كونغ بالحصول على حكم ذاتي لمدة 50 عاما، وقد نكثوا وعودهم في منتصف الطريق، تلك الوعود التي قطعتها الصين على نفسها أمام العالم".
وشدد بومبيو قائلا: "لقد نكث الحزب الشيوعي الصيني الآن بوعده، وسوف ترد الولايات المتحدة على ذلك". وأوضح أن واشنطن "ستتخذ إجراء لإلغاء المعاملة التفضيلية لهونغ كونغ كمنطقة منفصلة للجمارك والسفر عن بقية الصين، وسوف تتخذ الولايات المتحدة أيضا الخطوات اللازمة لمعاقبة مسؤولي جمهورية الصين الشعبية وهونغ كونغ المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في تآكل الحكم الذاتي لهونغ كونغ". وبين بومبيو أن الأمر لم يعد منطقيا، "لأنه إذا عامل الصينيون هونغ كونغ بالطريقة نفسها التي يعاملون بها الصين، فلا يوجد أساس للولايات المتحدة لمعاملتها بشكل مختلف أيضا".