خسائر كورونا الاقتصاديَّة ودلالاتها

اقتصادية 2020/06/03
...

د. باسم الابراهيمي
 
منذ ان بدأت موجة جائحة كورونا قبل شهرين من الان، وحصول ما يعرف بالإغلاق الكبير نتيجة لذلك، 
والعالم يترنح تحت اثار الفيروس الاقتصادية، ولا احد يعلم مدى الوقت الذي يمكن ان تتحمله 
الاقتصادات للصمود امامه، بعد ان بدأت بعض الدول تشهد اعتراضات وتظاهرات نتيجة الألم الاقتصادي، فقد شهدت معظم القطاعات الاقتصادية خسائر كبيرة نتيجة لذلك.
 ففي قطاع المطاعم والمقاهي والفنادق تقدر الخسائر بحدود (500) مليار دولار، اما شركات الطيران 
فالخسائر تقارب (400) مليار دولار، اما قطاع 
الرياضة وما يرتبط به من اعمال إعلامية 
ومنتجات رياضية، فتقدر خسائره بـ (600) مليار 
دولار، ويبقى الخاسر الأكبر هو قطاع النفط والغاز الذي قاربت خسائره التريليون دولار، وفي المنطقة العربية وحدها فان الخسائر تقدر بـ (500) مليون دولار 
يوميا.
هذه الخسائر الأولية نتيجة الفيروس ربما لا تعطي كامل الصورة التي يمكن ان يكون عليها الوضع 
مع نهاية العام الحالي، والتي يمكن ان نصل اليها من خلال معرفة حجم الناتج المحلي العالمي الذي يقدر بحدود (80) تريليون 
دولار، تشكل الدول المتقدمة 
فيه اكثر من (75 بالمئة)، لذلك اذا ما افترضنا ان العالم سيخسر (50 بالمئة) 
من حجم الناتج، فان الخسارة لهذا العام ستكون بحدود أربعين 
تريليون دولار، وهذا من دون احتساب الاثار غير المباشرة التي يتوقع ان تطول الاقتصاد العالمي على مدى سنتين لاحقتين نتيجة الانكماش المتوقع للاقتصادات المتقدمة بشكل خاص، فضلا عن نتائجه الاجتماعية على مستوى الافراد بسبب تسريح العمالة في العديد من القطاعات الاقتصادية.
امام هذه المؤشرات يمكن القول ان نصف هذه الخسائر كان يمكن لها ان تعالج العديد من المشاكل العالمية، من قبيل الفقر والمديونية في العديد من دول العالم النامي، فضلا عن مشكلة البيئة واثارها الاقتصادية التي ظلت عائقا امام الحوارات الثنائية والجماعية بين الدول المتقدمة ذات التأثير المباشر في البيئة، لاسيما الولايات المتحدة الامريكية.
 هل يمكن أن يكون (كوفيد - 19) درسا للعالم من 
اجل التعايش والتعاون بعيدا عن الصراع، بعد أن اثبتت التجربة ان السلام والتعاون يحققان نتائج اقتصادية أفضل للجميع، فهل تستفيد الدول المتقدمة من هذا الدرس؟.