الاكتفاء الذاتي ..

اقتصادية 2020/06/08
...

ياسر المتولي 
 
بعد ان انحسرت التصريحات النارية في تقديم الحلول الاقتصادية من غير المختصين والتي اسهمت في تعطيل النمو الاقتصادي المطلوب، برزت لدينا اليوم تقليعة (التغريدات) واخطرها على الحلول تلك التي تصدر عنهم واقصد (غير المختصين).
ففي الوقت الذي تطلق مفردة ( تفعيل القطاعات الانتاجية) وكأنها مسألة غاية في السهولة وبالمعنى البسيط "يله شغلوا المعامل المتوقفة "؟
ولكن عند اقرار تشغيل هذه المصانع تبرز امامك اعقد مشكلة والتي تعتبر الاساس لتشغيل هذه المصانع الا وهي الطاقة الكهربائية والتي لاتكفي للاستهلاك الاعتيادي للمواطنين، فكيف الحال مع حجم الطاقة التي تشغل هذه المصانع؟.
النتائج المتوقعة لمابعد (حقبة كورونا) ان تتجه الدول الى الاكتفاء الذاتي بعد الكساد الكبير الذي حل بالدول العظمى والتوقعات ان لاحل في الافق لمعالجة الكساد، وذلك لاختلال الدورة الاقتصادية وعدم فاعليتها بعد انهيار العولمة وقيام الاقطاب المتصارعة بالبحث عن نظام اقتصادي جديد ينقذهم من النتائج الوخيمة التي خلفها ذلك الفيروس الذي لايرى بالعين المجردة .
منذ مدة زمنية ليست بالقريبة وفي ذروة التنافس المحموم بين اقطاب العالم للاستحواذ على قيادة ومقدرات الاقتصاد العالمي عبر برنامج العولمة كان عدد من الدول الاوروبية تبحث عن وسائل للخلاص من آثار العولمة عبر توجهها نحو الاكتفاء الذاتي، فكانت ومازالت تبحث في نظام اقتصادي يعتمد على تدوير الاقتصاد.
وينطلق هذا البرنامج من نظرية الندرة النسبية للموارد اي مدى امكانية الافادة منها قبل نفادها.. فالتفكير جارٍ للبحث في امكانية الافادة من الموارد بمحاولة اعادة استخدامها او تدويرها ويطلق على هذا البرنامج بالاقتصاد
 التدويري.
ولفت انتباهي الى هذه الظاهرة وعمق فكرتها لدي وهي تدور في ذاكرتي، ان لي قريبا في المهجر وفي فنلندا بالتحديد وهي معروفة عبر الزمن بتجاربها الفريدة في الاقتصادات المتنوعة ومواجهة الازمات ذاتيا،ً كلما اسأله هل اكملت دراستك يحدثني عن كورسات اضافية تصب بهذا المعنى ومطلوب منه الاجابة عن سؤال مفاده ما امكانية الافادة القصوى من اي مورد عبر اعادة استخدامه او تدويره .
عليه اتوقع ان هذا التوجه  سينعش تجارة (شراء السلع المستهلكة)من جديد لاعادة تصنيعها استناداً لاعادة تدوير الموارد وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي المطلوب.
وعودة على ذي بدء حتى في حالة التفكير في اعادة تدوير اقتصادنا، فان الحاجة والاولوية تكمن في حل معضلة الكهرباء، كي تسد حاجة المواطن وحاجة اعادة تشغيل المصانع المعطلة وتدوير الاقتصاد .
الملاحظ انه في العراق نشطت تجارة جمع السكراب وتصديره باثمان بخسة في الوقت الذي نحتاج الى اعادة تصنيعه (تدويره اقتصادياً) فهل سننتبه على هذه الظاهرة؟.