بينما أعلنت السلطات في مدينة مينيابولس الأميركيَّة تفكيك إدارة الشرطة فيها عقب مقتل جورج فلويد، وجهت المحكمة اتهامات لشرطي في ولاية فرجينيا الأميركية، بعدما اعتدى على شاب من أصول إفريقية بالضرب، في حادثة مشابهة لتلك التي وقعت لفلويد، وفي وقت شارك السيناتور الجمهوري ميت رومني في الاحتجاجات ضد العنصرية التي تشهدها العاصمة واشنطن، التقى المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن عائلة القتيل فلويد في هيوستن.
وبحسب شبكة "CNN" الأميركية، فإنَّ ضابط شرطة في ولاية فرجينيا، يواجه اتهامات بالاعتداء والضرب، بعد أن صعق واعتقل رجلا من أصول إفريقية من دون أي مقاومة، ونشر رئيس الشرطة في مقاطعة فيرفاكس لقطات للحادث من كاميرا كانت مثبتة على جسده، واصفا أعمال الضابط بأنها "إجرامية".
وقال المحامي إدوار نيتال الذي يمثل الضابط المتهم، إنه بدأ يراجع القضية وإنه "ليس من الحكمة أن يدلي بأي تعليق في هذا الوقت المبكر"، من جهة أخرى، تم علاج الضحية في المستشفى وأطلق سراحه.
إلى ذلك، قالت صحيفة "سياتل تايمز"، إن سيارة اقتحمت حشداً من المتظاهرين في مدينة سياتل (بولاية واشنطن) الأميركية، مساء الأحد، وبعد ذلك خرج السائق من السيارة وبدأ في إطلاق النار على المحتجين، ووفقا لها، أسفر الحادث عن إصابة شخص واحد، نتيجة إطلاق النار، وتم نقله إلى المستشفى، وهو في حالة مستقرة، وتمكنت الشرطة من اعتقال السائق، وتجري التحقيق في ظروف وملابسات الحادث.
من جانبها، قررت سلطات منيابوليس الأميركيَّة "تفكيك وإعادة بناء" شرطة المدينة، بعد أسبوعين على مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض مثل أمس الاثنين للمرة الأولى أمام القضاء بتهمة القتل.
وعلى وقع التظاهرات ضد العنصرية، التي أشعلها هذا الحادث، قالت رئيسة المجلس البلدي في منيابوليس ليزا بيندر أمس الأول الأحد لشبكة "سي إن إن": "نحن ملتزمون بتفكيك أجهزة الشرطة كما نعرفها في مدينة مينيابوليس وإعادة بناء نموذج جديد للسلامة العامة يضمن فعلا أمن مجتمعنا، وذلك بالاشتراك مع مواطنينا".
وأشارت إلى أنها تعتزم تحويل الأموال المخصصة لميزانية شرطة المدينة إلى مشاريع تتعلق بالسكان، مضيفة أن مجلس المدينة يعتزم أيضا درس سبل استبدال جهاز الشرطة الحالي، ولفتت إلى أن "فكرة عدم وجود قوة شرطة ليست بالتأكيد مشروعا قريب الأمد".
من جهتها، كتبت عضو مجلس مدينة مينيابولس، ألوندرا كانو، عبر "تويتر" إنَّ المجلس خلص إلى أنَّ شرطة المدينة "غير قابلة للإصلاح وسننهي النظام الحالي لحفظ الأمن".
وكان أعضاء الحزب الديمقراطي، دعوا إلى تغيير عميق في الشرطة المتهمة بالعنصريَّة وبممارسات عنيفة ضد الأميركيين السود.
وقدم عددٌ من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين أمس الاثنين، قانونا يهدف إلى إصلاح الشرطة في الولايات المتحدة، معتبرين أن ممارساتها بحق السود هي نتيجة عنصريَّة تطبع تاريخ الولايات المتحدة منذ فترة العبوديَّة.
بدوره، أعلن عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو، مجموعة من المقترحات لإصلاح الشرطة في المدينة، وبين الإجراءات التي اقترحها دي بلاسيو تحويل التمويل من الشرطة إلى برامج اجتماعيَّة وشبابيَّة.
وقال دي بلاسيو: إنَّ "التفاصيل سيتم تحديدها أثناء العمل على الميزانية خلال الأسابيع القادمة، لكنني أود أن يفهم المواطنون أننا ملتزمون بتحويل الموارد من أجل ضمان التركيز على الشباب".
في غضون ذلك، شارك السيناتور ميت رومني من ولاية يوتا، مساء أمس الأول الأحد، في الاحتجاجات التي تجري في العاصمة الأميركيَّة على خلفية مقتل فلويد.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، كان رومني أول سيناتور جمهوري ينضم إلى التظاهرات، ونشر رومني صورتين من الفعالية على صفحته في "تويتر"، وكتب معلقاً: "حياة أصحاب البشرة السمراء مهمة".
وخلال فعاليَّة الاحتجاج، قال رومني لمراسل صحيفة "واشنطن بوست"، إنه يريد إيجاد "طريقة لإنهاء العنف والقسوة، وجعل الناس يفهمون أن حياة السود مهمة وذات قيمة".
جدير ذكره، فإنَّ رومني أصبح في شباط الماضي؛ أول سيناتور في التاريخ الأميركي يدافع عن إجراءات عزل رئيس دولة ينتمي لحزبه، وذلك من خلال مشاركته في دعوى قضائية في مجلس الشيوخ ضد الرئيس دونالد ترامب.
من جانبهم، أفاد مساعدو المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن، بأنه التقى أسرة جورج فلويد في مدينة هيوستن بولاية تكساس أمس الاثنين.
وقدم بايدن، التعازي لأسرة فلويد، وأفاد المساعدون بأنه سيوجه رسالة مصورة لمن سيحضرون مراسم تشييعه في هيوستن، والتي ستقام اليوم الثلاثاء.
وكان بايدن قد وجه انتقادات إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب طريقة تعامله مع الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد على إثر مقتل فلويد.
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنَّ "المضايقات" التي تعرض لها طوال 3 سنوات، جعلته يخسر نقاطا في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكتب ترامب في تغريدة: "لو أنني لم أتعرض لمضايقات طوال 3 سنوات من قبل التحقيقات المزيفة وغير القانونية، روسيا، روسيا، وروسيا، ثم خدعة إجراءات عزلي، لكنت متفوقا الآن بـ25 نقطة على جو بايدن النعسان والديمقراطيين عديمي الفائدة، هذا ليس منصفا، لكن لا يمكن تغيير الوقائع".
وأظهر استطلاع أعدته شبكة "سي إن إن" الأميركية، تفوق جو بايدن نائب الرئيس السابق، على الرئيس الحالي دونالد ترامب في نسبة التأييد 2020.