خالد جاسم
هناك تصورٌ خاطئ لدى البعض من العاملين في وسطنا الرياضي وتحديداً لدى نخبة المسؤولين وأصحاب العناوين والمواقع، وهو تصورٌ قائمٌ على الإحساس بأنَّ مهمة الصحفي والإعلامي الرياضي يجب أنْ تستند على كيل المديح والإشادة بكل خطوة عمل أو قرار يتخذه هؤلاء المسؤولون أو أصحاب القرار وأنْ يقتصر دور الصحفي على تسليط الأضواء على الجوانب المشرقة ونقل الحالات الإيجابيَّة في ميادين عملهم فقط، وليس أنْ يضع الإعلامي نصب عينيه النصف الآخر من مسؤوليته المهنيَّة وحسه الوطني ويقظة ضميره عندما يُبرز الجوانب السلبيَّة ويضع حالات الإخفاق والمناظر المؤذية في الرياضة ليس من باب الاستهداف لهذا المسؤول أو تصيد أخطاء تلك الجهة الرياضيَّة، بل من أجل تبصير ولفت أنظار من يعنيهم الأمر على ما يجري في مؤسساتهم وجهاتهم الرياضيَّة من ممارسات خاطئة أو ما يحدث من سلبيات من الواجب أنْ يشعر المسؤول أو القائد الرياضي خلالها بالحرص والتفاني من أجل تجاوز مواطن الخلل ونقاط السلب وليس أنْ تأخذه العزة بالإثم، فيعتقد واهماً أنَّ توجيه النقد إليه أو الى أي مفصل آخر تحت عهدته انه استهداف له أو جزء من مؤامرة أو أمر دبر بليل ضد مؤسسته أو اتحاده أو ناديه.
وعلى الرغم من حرص وإصرار الإعلام الرياضي في ممارسة مسؤوليته المهنيَّة في تشخيص السلبيات ورصد مواقع الخلل أينما كانت في الجسد الرياضي العراقي، إلا أنَّ استجابة بعض المسؤولين وعلى اختلاف مواقعهم لم ترتق الى مستوى المسؤوليَّة نتيجة ضعف إيمانهم بما يكتب أو نتيجة التسويف والتجاهل للحقائق مهما كان حجمها السلبي ونوعها الموجع متناسين أنَّ التغافل والسكوت عن الأخطاء وعدم معالجتها يؤدي في النهاية الى إلحاق الأضرار البالغة بالرياضة عموماً والمواقع التي يديرونها وهم مسؤولون عنها بشكل خاص.
كذلك فإنَّ مايؤسف له وما ساعد على ترسيخ ما يشبه الفجوة بين الإعلام الرياضي عموماً والصحافة الرياضيَّة بشكلٍ خاص من جانب والمسؤولين في الرياضة من جانب آخر حضور الفهم الخاطئ لدى المسؤول من خلال إصغائه لبعض من نطلقُ عليهم على حد وصف عالمنا الاجتماعي الراحل علي الوردي بوعاظ السلاطين أو الاستماع الى طرفٍ معين وإهمال الطرف الآخر، ما يضع المسؤول أمام أنصاف الحقائق وليس كلها، ومن ثم فإنَّ الحوار المباشر والمفتوح على طاولة الصراحة جدير بإزالة سوء الفهم والالتباس وتجسير الهوة بين المسؤول والإعلام وخلق بيئة تعاون مثمرة وإيجابيَّة تسهمُ في تلافي الأخطاء وتطوير الإيجابيات، لا سيما عندما تبلغ القناعة لدى أي مسؤول رياضي وبعد أنْ تتوضح له الحقائق عبر قناة الحوار الإيجابي أنَّ الإعلام هو فعلاً شريكٌ حقيقي ليس في عملية طبخ وإنضاج أو صناعة القرار، بل وفي إنارة الطريق الصحيح لهذا المسؤول بغية بلوغ القرار السليم بعد أنْ تتوضح له الرؤى والأفكار ووجهات النظر المنطلقة من غاية نبيلة لدى الإعلام الرياضي وليس من نوايا ليست نظيفة ربما تصدر من قبل بعض الذين لا علاقة لهم بالرياضة وبالإعلام الرياضي بقدر ما دفعت بهم الصدفة أو الزمن الأغبر والذين يدسون أنوفهم في أمورٍ تقع خارج نطاق ما يدعون من مفهوميَّة أو العمل تحت يافطة الحرص وبمزايدات مفضوحة شعارها البراق الوطنيَّة والمصلحة العليا، والذين يستندون على حسابات خاطئة ورؤى ضيقة منسجمة مع أجنداتهم الخاصة والمصلحيَّة وليس نتاج حرص على المسؤول أو ما يديره من كيان أو جهة أو ما يحمله من عنوان.