بغداد/ نبيل الزبيدي
أثار قرار إلغاء الدوري الممتاز للموسم (2019 – 2020) جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي بين مؤيدٍ ومعارض، فمنهم من أشار الى ضرورة إقامة مباريات الدوري أسوة ببقيَّة الدول، في حين أكد الجانب الآخر أنَّ الإلغاء جاء حفاظاً على سلامة اللاعبين وبقية العاملين. (الصباح الرياضي) استطلعت آراء عددٍ من الإعلاميين الرياضيين بهذا الشأن.
البداية كانت مع الزميل الإعلامي قصي حسن الذي قال: "أعتقد شخصياً أنَّ القرار الذي اتخذته الهيئة التطبيعيَّة بشطب النتائج وإلغاء الموسم، فيه إيجابيات تتمثل في الوقاية من جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد وتداعياته في الحفاظ على سلامة العاملين في قطاع كرة القدم، كما سيسهم في إعطاء فسحة زمنيَّة من أجل استعدادات المنتخب الوطني متصدر التصفيات المزدوجة، والنقطة الأخرى المهمة إنه سيكون بإمكان الهيئة التطبيعيَّة وضع جداول زمنيَّة واضحة لانطلاق الموسم الكروي الجديد (2020 – 2021) والاستعداد لإطلاق دوري الشباب والفئات العمريَّة حتى نعيد إحياء منتخباتنا في المنافسة على ألقاب القارة الآسيويَّة والمشاركة في نهائيات كأس العالم".
مضيفاً "بالمقابل هناك مشكلات ستحدث بين الأندية والمدربين واللاعبين بشأن استحقاقاتهم المالية وكيفية التوصل الى حلول مرضية، فضلاً عن اعتراض الأندية على اعتماد بطل الدوري والاستحقاقات الأخرى التي يشارك فيها العراق على الصعيد القاري أو العربي، كما أنَّ التوقف الطويل للاعبين عن مزاولة التدريبات سيؤثر في الجاهزية البدنية، فضلاً عن أنَّ الوضع المالي للعديد من الأندية سيصعب من الوصول الى حلولٍ منطقيَّة في ضوء الظرف الذي يمر به البلد جراء انخفاض أسعار النفط وتفشي جائحة كورونا".
وأشار حسن الى أنَّ "هذه المعطيات لا بدَّ أنْ تكون حاضرة أمام المسؤولين على رياضتنا، بوجوب التركيز على البنى التحتية وتهيئة الملاعب التي تتوافق مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم والتي نعدها على أصابع اليد ونجحت وزارة الشباب والرياضة في افتتاح عددٍ منها، ولكنْ ننتظر من الأندية أنْ يكون لها ملاعب نظامية تقام عليها المباريات تحت الأضواء الكاشفة بسبب حرارة الطقس، والتحول الى عالم الاحتراف".
من جانبه قال الزميل الإعلامي في قناة الجزيرة عمر قحطان: "إنَّ قرار إلغاء المسابقة كان سليماً بل ضرورياً، وذلك من أجل مصلحة الكرة العراقية، ولمستقبل أفضل، ففي ظلّ انتشار فيروس كورونا في البلاد وخطورته على الناس، لا يمكن أنْ تقام المباريات بسهولة، لا سيما أنَّ الجولات المتبقية كثيرة وتحتاج وقتاً أطول للوصول إلى الختام، وبالتالي سيؤثر ذلك سلبا في خارطة طريق الموسم المقبل".
مبيناً "أنه لو تم استئناف المباريات لاحتجنا لوقت من أجل الاستعدادات والتحضيرات والتدريبات، وكذلك لبروتوكول طبي متكامل وفحوصات دورية مكثفة للاعبين والمدربين وجميع الإداريين والموظفين المخالطين، كما يحدث في الدوريات الكبرى في أوروبا وحتى المنطقة، وهذا يتطلب إمكانية كبيرة من قبل وزارة الصحة، لذا جاء جواب خلية الأزمة حاسماً وصحيحاً بعدم قدرتهم على تطبيق معايير السلامة".
واضاف قحطان: "ستكون هناك آثارٌ جانبية، مثل اختيار ممثلينا خارجياً وكذلك حقوق اللاعبين والمدربين المادية، وهي الرهان الأصعب للهيئة التطبيعيَّة، لكنْ بالاتفاق والاجتماعات والتفاهمات مع إدارات الأندية، سنصل الى حلّ مرضٍ لجميع الأطراف".
بينما أوضح الزميل الإعلامي مزاحم عاصم أنَّ "قرار الإلغاء له سلبيات كثيرة وكان بالإمكان للجنة التطبيعيَّة أنْ تنهي المباريات خلال 27 يوماً كل ثلاثة أيام تقام مباراة أو كل أربعة أيام ينتهي خلال 36 يوماً، إذ لم يبق على مباريات الدوري سوى 9 مباريات ويمكن إقامتها عن طريق التجمع في بغداد والملاعب متوفرة كملعب الشعب وملعب أمانة بغداد وملعب الكرخ وملعب الصناعة، وهذا حل يرضي جميع الفرق مع دعم أندية المحافظات مادياً لأنها هي فقط من ستتضرر".
واضاف إنَّ "القرار سيؤثر في الحالة الفنية للاعبين لأنهم منذ خمسة أشهر جالسون في بيوتهم وثم لشهرين آخرين، وهذا سيؤثر مادياً في اللاعبين والمدربين وهم أصحاب أسر ويعتاشون على كرة القدم فقط".
لافتاً الى أنَّ "الرابح هو إدارات بعض الأندية الضعيفة لأن ذلك سيجعلها تحتفظ بالأموال وهي تعرف أنها خارج المنافسة، بينما هناك أندية ستظلم مثل القوة الجوية والنفط".