بغداد/ محمد اسماعيل
توجهت عند الثانية من ظهر الثلاثاء 9 حزيران الحالي الى الشارع ؛ لأعرف من شرطة المرور هل خف ضغط العمل التقليدي عليهم، أثناء حظر التجول المفروض للحد من انتشار "كورونا" واستجدت تعقيدات ناتجة عن إلحاح الناس في تخطي المنع بأعذار مفتعلة؟ وما هي أجمل الأعذار التي واجهوها؟ وكيف استجابوا لها؟
تحركت ضمن محيط بيتنا، في حي الصحفيين بالبلديات، سيراً على الأقدام، الى أن صادفني "تكتك" ارتقيته للمرة الأولى، بوجل من عجلاته الثلاث، لكنه "تسرسح" منساباً يقطع المسافة بسرعة مطمئنة؛ لذا لم يستغرقني الخوف طويلاً، وأنا أبلغ التقاطع الاول في شارع البلديات الرئيس، ملتقياً رجلي مرور لوحتهما الشمس تحت قبعتين بيضاويتي الشكل واللون، أفلحتا جزئياً بتبديد صهد الظهيرة وهجير الصيف.
تقضي الاوامر لدى القوات الامنية بعدم ذكر الاسماء ولا السماح بالتصوير، لكنهما أجابا بأريحية عن أسئلتي، إذ قالا: "مرت علينا حالات طارئة كثيرة.. مخاض وسواه، لكن السيارات لا تمر من الشارع الرئيس، إنما هيأنا نقاط طوارئ لمرور الحالات الاستثنائية، ندل عليها من نقتنع بأسبابه" مؤكدان: "عبّرنا مجموعة يحملون طفلا مغمى عليه، أما الدراجات فنغض الطرف عنها نافذة من بين فتحات العوائق".
"الاعذار هواي" قال مفوض في التقاطع الآخر، باتجاه مدينة الصدر، أحدهم وقف يحاججني بالقول: لا توجد كورونا، ، فـ "طولت خلك" معه: دول العالم كلها تعاني من هذا المرض ، أضاف المفوض: "مر بي رجل معه امرأة رشيقة، يدعي أنها حامل على وشك المخاض، وآخر قال لزوجته "نامي خل نكلهم مريضة"، فقلت له أخي سمعتك! هذا الحظر للصالح العام.. أنت تخادع من؟ إنك تضر نفسك والآخرين".
هذا التقاطع، هو رأس الشارع الخدمي المؤدي الى قاطع مرور البلديات، فدخلت متسائلاً عن المخالفات التي رافقت الحظر؟ فأجابني ضابط في القاطع: "لا مخالفات مرورية؛ لأنه أصلا لا يوجد مرور ولا سير ولا سيارات؛ لذلك الخلافات محصورة بين السواق والشرطة الاتحادية المكلفة بتنفيذ الحظر، وحتى ملاكاتنا الموجودة في التقاطعات والسيطرات، لم تشهد مخالفة يعني لم يمر سائق من دون إجازة او ما شابه؛ لأن الناس حذرة بسبب التشدد".
عدت الى بيتنا من الجهة الخلفية لحي الصحفيين، في تكتك من دون خوف هذه المرة، متشبعاً بِحَرٍ لا يطيقه جمل في صحراء.