بغداد/ رشا عباس
بواسطة سكين صغيرة يحول الفنان رامي محمد نعمة، الفاكهة والخضار الى منحوتات وتحف جميلة تسر الناظرين وتفتح شهيتهم، فالرقي واليقطين والبطيخ الأصفر وظفها نعمة بهدف تغيير مفهوم الفاكهة بأنها ليست للأكل فقط، بل للرسم والنحت أيضاً.
رامي خريج كلية آداب لم يكن وارداً في حياته أنْ يكون نحاتاً، لكنه اكتشف موهبته بصورة غير مباشرة أثناء عمله في مطعم عراقي بسلطنة عمان، إذ دخل بحلبة تحدٍ مع زميله وأبدع في نحت الفاكهة الموجودة وتحويلها الى شخصيات ومناظر صارت هوايته منذ سنة، مستغلاً فترة تحضيره للبوفيه في المطاعم والبعض منها للأراگيل الطبيعيَّة.
وقال نعمة: "الإبداع هو أنْ تحوّل اللاشيء إلى فكرة متجانسة ناطقة بالجمال، إذ قدمت مستر بن وجيفارا وكريم منصور وشارلي شابلن كأول مجموعة نحتيَّة بعدها توالت أعمالي في رسم الوجوه والشخصيات المؤثرة والمعروفة في الوسط الثقافي، لتكون انطلاقتي في هذا العالم".
موضحاً "في البداية كنت أتأخر بالنحت والرسم وبعد الممارسة والتعب وسهر الليالي استطعت أنْ أصل الى مرحلة الدقة بالعمل والسرعة في الإنجاز".
عدَّ رامي تجربته "فريدة من نوعها في العراق وتمنى أنْ تصل الى ربات البيوت وعمال المطاعم لتزيين الموائد وعمل لوحات محببة لأطفالهم وأزواجهم وحتى أقاربهم خلال أوقات الزيارة، وهي بمثابة لوحة فرح ترسم على المائدة كطبقٍ فني".
مبيناً أنَّ "الفن علاجٌ نفسيٌّ، فتعدد الأفكار التي تُطرحُ وأيضاً الألوان تدفعُ الى طرد ما يزعجك عبر المنحوتة ويدخل الإنسان في تصالح مع نفسه عندما يدون ما يزعجه وما يدور في مخيلته ثم يبتلعها، هذا ما حدث معي، فأفكاري وأمنياتي أرسمها على الفاكهة وآكلها، وقتها أشعرُ أنها تحققت".
وفي الختام، ألمح نعمة إلى أنَّ "هذا النوع من الفنون ليس دارجاً ولا الضوء مسلطاً عليه وهناك قلة قليلة في العراق تدرك جماليته، لأنها لا تعرف قيمة أنْ تحوّل الفاكهة والخضار إلى منحوتات، تعبّر من خلالها عمّا تريد بفكرٍ فني مبدع".
متمنياً أنْ "يدرسَ في المدارس والمعاهد كفنٍ يأخذ مجاله كباقي الفنون التشكيليَّة الأخرى".