الأطفال يواجهون قيود كورونا بالطهي والرسم والموسيقى

الصفحة الاخيرة 2020/06/13
...

بغداد/ رويترز
 

يقول يونس محمد الذي يبلغ من العمر 15 عاماً وهو يقص شعر طفل أصغر منه سناً إن الجميع يشعرون بالخوف من فيروس كورونا، لذلك نعمل على مساعدة أنفسنا بأنفسنا.
ويضيف يونس أن المحنة علمتهم الاعتماد على النفس وخدمة بعضهم البعض، موضحا أن "بعضهم أصبحوا حلاقين وطهاة ورسامين وموسيقيين، وفي كل يوم نأخذ الأطفال إلى قاعات الألعاب حتى لا يشعروا بالاكتئاب، وبالتالي، نحن نفعل كل شيء بأنفسنا".
وبين جدران دار الأيتام التي تحمل اسم "البيت العراقي الآمن للإبداع" يعيش نحو 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 و16 عاماً.
كان هؤلاء الأطفال يستقبلون في السابق جموع الزوار، وكانت أيامهم حافلة بالأنشطة في الهواء الطلق، مثل التنزه ساعات العصر في أيام السبت مع المسنين في دار للمتقاعدين، لكن منذ تفشي فيروس كورونا أغلقت دار الأيتام أبوابها، وأصبح الأطفال في مواجهة واقع جديد.
وقال علي سعد (16 عاما): "في السابق، كنا نذهب في رحلات ترفيهيَّة وثقافيَّة وعلميَّة بالإضافة إلى زيارة النوادي الرياضيَّة، كنا نذهب مع المسنين كل يوم سبت في نزهة إلى شارع أبو نواس وفي الوقت الحالي، لا نذهب إلى المدرسة وتم إلغاء جميع الأنشطة الأخرى بسبب الوباء، نحاول قدر المستطاع أنْ نتعود على الوضع الحالي، وبدأنا في القيام بكل هذه الأنشطة داخل المؤسسة".
ويقول مدير البيت العراقي الآمن للإبداع هشام الذهبي: إنَّ "الكثير من الأسر أصبحت تواجه الصعاب الآن، لأنَّ أطفالها ليسوا معتادين على قضاء هذ الوقت الطويل حبيسي الجدران داخل المنازل".
لكنه لم يترك الأطفال الصغار في الملجأ فريسة للحزن، فنظمت الدار أنشطة مختلفة يشغل بها الأطفال أوقاتهم في العزل، كما يجري تعويدهم على الاعتماد على أنفسهم والتعاون فيما بينهم.
وقال الذهبي: "كنا نستقبل الكثير من الضيوف والأسر ونقضي معهم فترة أطول في المؤسسة، لقد قمنا الآن بإلغاء هذا وجميع الأنشطة الأخرى للحماية من الفيروس".
وأضاف "نجعلهم يعيشون في المؤسسة بسعادة من دون أنْ يطلبوا ممارسة أنشطة أخرى، وهذا شيء إيجابي".