تعهدَ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بقبول هزيمته في انتخابات الرئاسة عام 2020 حال خسارته في الاستحقاق، مشيرا إلى أنه سيفعل "أمورا أخرى" حال تركه البيت الأبيض، وقال ترامب، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، بثت أمس السبت :"بالطبع إذا لم أفز، فهذا سيعني أنني لم أفز، وسأمضي قدما وسأفعل أمورا أخرى".
وأشار ترامب إلى أن منافسه من المعسكر الديمقراطي، جون بايدن، الذي اتهم الرئيس الحالي بعدم الرغبة في ترك الرئاسة حتى حال خسارته، لم يصل إلى البيت الأبيض حتى الآن، واصفا أنه "يقيم في أي مكان كان مخبأ في الطبق السفلي ولا يخرج منه.. فوزه سيكون أمرا محزنا".
ومع احتدام المنافسة بين ترامب وبايدن قبيل الانتخابات يتبادل المرشحان على نحو متزايد التلميحات إلى أن الطرف الآخر عازم على الغش لتحقيق الفوز.
وقال بايدن، الذي يتقدم على ترامب في معظم استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، في وقت سابق من هذا الأسبوع: إنه قلق من أن الرئيس الحالي سيحاول "سرقة" الانتخابات، لكنه واثق من أن جنود الجيش سيرافقونه من البيت الأبيض إذا خسر ولم يعترف بالنتيجة.
بدوره، اتهم ترامب الديمقراطيين بالسعي إلى زيادة أعداد المشاركين في التصويت عبر البريد كوسيلة لتزوير الانتخابات، بينما تعهد بايدن بنشر محامين في مراكز الاقتراع على مستوى البلاد لرصد جهود الجمهوريين للتلاعب بالتصويت.
ومن المتوقع ازدياد في أعداد المصوتين عبر البريد بسبب المخاوف من جائحة فيروس كورونا، ويحذر الخبراء من أن العملية قد تشوبها فوضى على غرار ما حدث بالفعل في الانتخابات التمهيدية بالولايات.
ويريد ترامب أن يرى "قوات أمن رحيمة لكن قوية"، مضيفا "الشدة أحيانا تكون أكثر الأمور تعاطفا"، في إشارة إلى حادثة مقتل جورج فلويد على يد الشرطة والتي أدت إلى احتجاجات كبيرة في الولايات المتحدة وخارجها. إلى ذلك، أعلنت دار النشر "Simon and Schuster" أن مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، ألف كتابا حول عمل الإدارة الحالية، قائلا إن الرئيس، دونالد ترامب، لا يريد أن يقرأه الناس.
ونشرت دار النشر أمس السبت، على موقعها الإلكتروني مقدمة الكتاب المعنون باسم "The Room Where It Happened: A White House Memoir"، (الغرفة التي حدث فيها ذلك: مذكرات البيت الأبيض)، وقالت إن بولتون يقدم فيه شهادة مطلعة عن "عملية صنع القرار غير المتسقة والمتخبطة" لترامب.
وصرحت دار النشر في بيان صحفي بأن كتاب بولتون يسرد بالتفصيل معاملات ترامب مع الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وقالت "هذا هو الكتاب الذي لا يريدك دونالد ترامب أن تقرأه".
وأضافت: "ما شهده بولتون أثار دهشته، رئيس تمثل إعادة انتخابه الشيء الوحيد الذي يهمه، حتى لو كان ذلك يعني تعريض الأمة للخطر أو إضعافها".
وفقا للناشر، يقول بولتون في كتابه: "عليّ أن أقدح زناد فكري لتحديد أي قرار مهم اتخذه ترامب خلال فترة خدمتي من دون أن يكون خاضعا لحسابات إعادة انتخابه".
ووجه بولتون في كتابه انتقادات لاذعة إلى ترامب، حيث قالت المقدمة إن الرئيس الأميركي "اعتبر السياسة الخارجية مماثلة لعقد صفقات في قطاع العقارات، ظنها أمرا مرتبطا بالعلاقات الشخصية ومهنة عرض النفس كما لو أنت في برنامج تلفزيوني مع القدرة على تمرير المصالح الشخصية".
وتابع أن هذا النهج أدى إلى "خسارة الولايات المتحدة قدرتها على مواجهة التهديدات الخطيرة، ووجدت نفسها في موقف أكثر ضعفا في إطار العلاقات مع الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية".
ومن المقرر نشر الكتاب في 23 حزيران الحالي رغم اعتراضات البيت الأبيض، الذي خاض جدلا مع ممثلي بولتون حول ما إذا كانت بعض أجزاء روايته للأحداث تكشف عن معلومات سرية. وأقال ترامب؛ بولتون في أيلول 2019 في ظل خلافات حادة حول مجموعة واسعة من تحديات السياسة الخارجية، حيث كان مستشار الأمن القومي السابق يعد من أنصار اتباع مواقف أكثر شدة من قضايا دولية عدة.
وبولتون هو ثالث مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب خلال 519 يوما، وكان شاهدا على عدد من اجتماعات السياسة الخارجية المهمة.