النحت على الرمال.. عندما يتحول الإبداع إلى واقع

الصفحة الاخيرة 2020/06/14
...

الحلة/ محمد عجيل
 
 لم يعد فن النحت يقتصر في أدواته على الأخشاب والأحجار ولا على حتى جدران القصور الملكيَّة كما هو في العصور البشريَّة الأولى، فقد بادر الفنان المتعدد المواهب عبد الرحيم الفتلاوي الى تجربة الرمال البحريَّة لغرض البحث عن ذاته مع هذا الفن معتمداً بالدرجة الأساس على تجارب سابقة.

وقال الفتلاوي لـ"الصباح": إنَّ "بداياتي مع فن النحت على الرمال تعودُ الى بضع سنين مضت حينما كنت أقوم بجولات بحريَّة سواء على بحر قزوين أو بحيرة اللاذقيَّة على البحر المتوسط، ومن هناك اختمرت لديَّ فكرة إقامة الأعمال النحتيَّة باستخدام الرمال، وهي أعمالٌ تتسم بالبساطة من حيث أدواتها لكنها تحتاجُ الى رؤية فنيَّة ثاقبة، إذ لا بدَّ من مراعاة الموضوع الذي غالباً ما يكون منسجماً تماماً مع الطبيعة البحريَّة وما تحتويه في أعماقها من أسرار تخص الحياة".
وأوضح أنَّ "النحت على الرمال واحدٌ من الأشكال الفنيَّة المنتشرة في البلدان التي تطل على البحار.. وسبق أنْ شاركت بعدة مهرجانات أقيمتْ على بحر قزوين وحصدت من خلالها مراكز متقدمة، كما كنّا نعد العدة الى المهرجان العربي الأول الذي خطط له أنْ يقام في العاصمة التونسيَّة صيف هذا العام لكنْ للأسف أجل الى إشعار آخر بسبب الوباء العالمي".
واقترح الفتلاوي "على الكليات والمعاهد الفنيَّة الى تتبنى تدريس هذا الفن التشكيلي الجديد، إعطاؤه أهمية خاصة وأنَّ هناك أماكن كثيرة في العراق يمكن أنْ تقام عليها المهرجانات".
وعن أهم سلبيات هذا الفن قال: إنَّ "عدم بقائه لفترة طويلة أمام أعين الحضور ومحوه من ذاكرة المشاهد أبرز سلبياته فهو يختلف عن الأعمال الخالدة التي مضى عليها عدة قرون".
ولاقت هذه التجربة الفنية ردود أفعال إيجابيَّة لدى عددٍ من النقاد والفنانين في بابل وعدها بعضهم تجربة لا بدَّ من حضورها في مهرجان بابل للثقافات المقبل والذي يطل بفعالياته على نهر الحلة في مدينة بابل الأثرية ولا ضير أنْ تكون هناك مسابقة تحمل اسم المهرجان يدعى لها فنانون عراقيون وعرب.