كربلاء/ علي لفتة
في كل عام من هذه الاشهر تكاد لا تخلو منطقة في كربلاء بعد الساعة الرابعة عصراً إلا وكان فيها العشرات من مختلف الاعمار من كبار السن والشباب والصبيان وهم يحركون خيوط طائرات ورقية كما هي العادة عندما تكون حركة الهواء مقبولة لممارسة رياضة الطائرات الورقية ولكن الامر هذا العام اختلف. كما يقول الحاج غني الطرفي وهو بعمر تجاوز الخمسين من عمره انه جاء ليقضي على وحدة البيت وحجره في زمن جائحة كورونا.. ويضيف ان "هذه الرياضة أشبهها برياضة اليوغا فهي قادرة على منحنا الهدوء والتقبل بالواقع لانها تعطي الضبط والتأمل والصبر والمناجاة ما بين الارض والسماء.. فجسدك على الارض الموبوءة بفايروس كورونا والسماء التي نلجأ إليها للدعاء في التخلّص من هذه الجائحة التي حلت على الكرة الارضية".
في حين يقول الصبي عمار الأعرجي وهو بعمر 13 عاما انه يأتي ليمارس هذه الهواية لأنها تشعره بالاطمئنان وايضا انها تعني مواجهة الصعاب، وبين "أخرج مع أصدقائي لنمارس هواية الطائرات الورقية بطريقة التقاطع لانها رياضة ربح وخسارة ايضا".
وعن الخوف من الاصابة قال: "اللعبة لا تحتاج الى التلامس او الاقتراب من اللاعب الاخر فكل له مكانه واقرب مسافة بين طيار واخر تزيد على عشرة أمتار".
الشاب محمود الخزعلي بعمر 25 عاما أشار الى أنّ "فيروس كورونا لا يعيقنا ابداً فنحن نمارس الحياة ونطبق تعليمات خلية الازمة.. اذ اننا نتعايش بحسب قوله مع الفايروس ولكن بطريقة الحفاظ على الصحة لأننا لسنا ملك انفسنا بل أسرنا وجيراننا".
ويقول بائع الطائرات حمزة الأسدي: ان هذا العام زاد بيعه للطائرات الورقية التي يتم تصنيعها يدويا.. واضاف ان "أكثر من 100 طائرة يبيعها عصر كل يوم فعلى امتداد الخط السريع في منطقة حي الحر يشاهد العشرات من ممارسي هذه الهواية التي تأتي تحديا لفايروس كورونا الذي سيقهره العراقيون ان شاء الله".
واضاف ان" الكثير من ممارسي اللعبة لا يحتكون مع بعضهم لانهم يهوون الطائرة وهي محلقة ولكن الخوف من الاطفال وهم يركضون للظفر بطائرة تم اسقاطها اثناء اللعبة وما عداها لا خوف من الإصابات".