منذ تخرجه من معهد الفنون الجميلة قسم السينما، والمخرج الشاب محمد العنكوشي، يبحث عن اخراج فيلم يميزه ويترك له «بصمة» في عالم صناعة الأفلام الذي لم يجد بوصلته بعد، فعمل في مؤسسات إعلامية وقنوات فضائية، منها مؤسسة «الحكمة» للإنتاج الفني في العام 2007التي التحق فيها مساعد مصور، ثم تدرج الى مصور وبعدها مساعد مخرج لينتهي مشواره المهني مخرجا في قناة « الدعاء» الفضائية، فتراكمت خبرته واتسعت مداركه الفنية، حيث قدم أفلاما وثائقية وبرامج لقناة «المنهاج « الفضائية، لتسنح له فرصة طالما حلم بها للدراسة في مصر التي يعتبرها» هوليوود العرب» ، فاكتسب خبرة واطلع على تجارب صناع السينما المصرية، من خلال دورات سينمائية سريعة ، فوجد نفسه مؤهلا لان يقدم أفلاما، لكنه عانى من غياب شركات الإنتاج، فلجأ تماشيا مع زملائه من صناع السينما الموهوبين الى صناعة الأفلام القصيرة التي هي من وجهة نظره «الحل الوحيد المتاح» .
استهوته أفلام “الانميشن” التي غالبا ما يبتعد عن اخراجها الشباب لأسباب يوجزها العنكوشي بـ “صعوبة تنفيذها، وارتفاع كلفة انتاجها، اذ يتجاوز سعر انتاج دقيقة واحدة الـ 1000 دولار”، ومع ذلك يرى العنكوشي ان عالم “ الانميشن” له سحره الخاص، فهو جميل ويسمح للفنان بان يطرح شخصيات فنتازية وخيالية، على شاكلة “عقل يتكلم”، و” ثلاجة تمشي”، وهذا ما تفتقده الأفلام الروائية، فحقق تجربته الأولى في الانميشن بفيلم عنوانه ( IAD )، الذي حقق نجاحا جيدا وشارك في مهرجانات محلية اهما: مهرجان أربيل الذي فاز بجائزة لجنة تحكيمه، ويواصل محمد عباس إخراجه أفلاما مثل هذا النوع اخرها إنجازه فيلما عن المخدرات وخطورتها .
ويتمنى محمد عباس العنكوشي ان يعمل صناع السينما العراقيون على بلورة مفهوم انتاج حقيقي يجمع السينمائيين ويحقق احلامهم بسينما وطنية، فليس من المعقول اننا مازلنا نراوح منذ 2003 وليومنا هذا.