بغداد/ ضياء الاسدي
بينما نحن منشغلون في البيت بتداعيات وقلق جائحة العصر"كورونا" والتأكيد على ضرورة الالتزام بتطبيق الحجر الصحي، داهمتنا اصوات الموسيقى الشعبية التي راهنت على اشاعة الفرح والغبطة رغم شراسة الفيروس القاتل والمحدق بكل ارجاء الكرة الأرضية، سررنا كثيراً، حينما علمنا ان هذه الموسيقى الشعبية والهلاهل العالية، اكرام لجارنا ابي محمد الذي خرج لتوه من المستشفى بكل عافيته بعد أن هزم كورونا العنيد.
موسيقى الطبل والساكسفون والهلاهل والبهجة العائمة في وجوه الحضور لم يصدقها ابو محمد نفسه وهو يعود مجدداً الى اسرته الكبيرة، رافعاً قبضته وملوحاً للجميع باصبعي النصر، متمتماً بكل آيات الحمد لله سبحانه الذي عصمه من الموت قائلاً ان" الايام الثقيلة التي عشتها بالحجر الصحي ارجعتني الى لحظة اصابتي بالفيروس وندمي الشديد على عدم اتباعي الوقاية الصحية والامتثال لنصائح الاجهزة الطبية".
ووعظ ابو محمد كل الناس بعدم التقليل من خطورة الفيروس واخذ الحيطة والحذر بغية عدم تسلله الى الأصحاء عن طريق اللمس او المخالطة. مستذكراً الجهود الجبارة التي يبذلها الجيش الأبيض في مساعدة المصابين والوصول بهم الى بر الشفاء.
الجيران الذين تجمهروا حول بيت ابي محمد مهنئين له بالسلامة، علت وجوههم امارات الفرح وهم يستمعون الى ترانيم الموسيقى الشعبية البغدادية التي اعادتهم الى اوقات الفرح الحقيقي قبل انشغال العالم بحظر التجوال وتوقف الحياة، قائد الفرقة الشعبية الذي لم يفصح لنا عن اسمه اخبرنا ان " عمل الفرقة في بداية الأزمة قد توقف تماماً، لكن سرعان ما اعدنا نشاطنا من خلال احياء افراح الناس الذين يكتسبون الشفاء التام من المرض، ونعتبر هذه الموسيقى بمثابة هزيمة للفيروس".