صفقوا معي لإعلامنا

الصفحة الاخيرة 2020/06/25
...

زيد الحلّي
 

مرحباً....
أقولها بحب لإعلامنا الوطني، صحافة وفضائيات وإذاعات، لاصطفافه مع الجيش الابيض في محاربته جائحة كورونا.. ففي ايام الحظر ، لم تنقطع الصحف الورقية المعروفة عن الصدور، بل تحولت الى صحف الكترونية ملأى بالأخبار والصور والاعمدة والاستطلاعات، وكل صنوف العمل الصحفي ، ووقفت بالضد من مروجي الشائعات ، الذين يحاولون وضع جدار اليأس امام المواطنين، مستفيدين من المناخ النفسي الذي طال المجتمع جراء وباء كورونا.
فالشائعات، كما هومعروف، تجر الدمار للمجتمع من عدة نواح، اقتصادية واجتماعية ونفسية.. ويتأثر البعض بها كثيراً، اذ تشعره بالعجز وعدم القدرة على العمل.. وتجعله ذاتي التفكير مستسلماً لوساوس قهرية تتعلق بمستقبله وحياته وحياة من حوله، فيكون عاجزاً عن المساهمة في بناء مجتمعه متأثراً بالعديد من الإحباطات التي تورثها الاوبئة، واخبار الامراض الخطيرة، لاسيما تلك الاخبار التي تخطط لبثها جهات معادية ، همها كسر شوكة الثقة بين افراد المجتمع.. وصولاً الى حالة نكوص، ربما تؤدي الى دوامة من اللامبالاة، فيشعر المواطن، ان وجوده من عدمه سيّان، فيلفه صدأ الحياة، ويتآكل من الداخل شيئا فشيئا حتى يبدو مثل بناء هش نخرته (الأرضة) لا بدَّ أنْ ينهار فجأة عند أقل شطط او ريح غير متوقعة!
ما أقوله، ليس لوناً سوداوياً، فالمشهد داكن أصلاً في ظل أبواق الشائعات التي ترن في الاذان، وتملأ العيون ليل نهار، من أجهزة إعلام لا تريد لبلدنا الدعة والاستقرار، ويتمنون له ان يكون بئراً خاوية إلا من رمال متداعية وحجارة مهجورة، من خلال شائعات ذات طبيعة مستترة، تعمل في الخفاء ومن وراء ستار، ولا تظهر بصورة علنية وواضحة، وقد تمارس في شكل خبر أو قصة إعلاميَّة، أو لقاء مع شخصيات تحت عناوين طبية، أو اقتصادية أو سياسية. والشائعة، يطلقها المغرضون بعد دراسة اتجاهات وظروف المجتمع الذي توجه إليه، ومعرفة الجو الذي يحتمل أن تنمو فيه وتنتشر وتزدهر، وهي تنتشر في جو الغموض، لذلك كان الاعلام العراقي، متنبها، فاعتمد في تغطياته لأخبار جائحة كورونا على الصدق، بالتنسيق مع خلية الازمة ووزارة الصحة بكل مفاصلها.
ومع القناعة، أنَّ الامل يبقى سيد الاختيارات، لكن هذا الأمل لن يأتي من خواء، بل يأتي من عزيمة وثقة بالنفس، واعلام يعرف كيف يفكك تلك الشائعات ويشير الى اهدافها المريضة، ويعمل على إثراء وجدان وعقول الجمهور المتلقي، ما يزيد من مدى ثقافته وتأهيله، وإدراكه..
إنَّ أرسخ المواقف هو مصارعة الامل لجبروت اليأس والشائعة، فيغلبهما وسط قناعة راسخة بأنَّ الإنسان، لا يحيا بالأمنيات فقط، بل يحيا بالواقع الذي يعيش فيه، ومثلما إنَّ الشعوب والأمم تحتاج إلى الأمل، كذلك المواطن العادي، لأنَّ الأمل عنصر حاسم في أية محاولة لإحداث تغيير اجتماعي يتسم بالوعي والتنظيم، وقوة أساسية في حياة البشرية، واليأس والشائعة، مثل الأمل يصنعان التغيير أيضاً لكنه تغيير سلبي، وهذه الجدلية النادرة باتت تتفاعل اليوم في المجتمع، على نحو جديد وغير متوقع، فاليأس والشائعة يفتحان سيكولوجياً بوابة إلى الأمل، بل إلى التحدي، وهذا ما بدأ ينمو اليوم في إعلامنا الذي نصفق له قائلين: مرحباً.!