في معركة العالم ضد وباء كورونا هناك العديد من الادوات غير التقليدية؛ ومنها الكلاب. واليوم بات بعضها قيد التدريب لكشف اعراض المصابين بالفيروس. ,رغم أن الفكرة تبدو غريبة، لكن مبادئ علمية مهمة تكمن خلفها. فهناك دلائل قديمة بأن للأمراض "رائحة" مميزة؛ تتباين حسب نوع ودرجة تقدم المرض. وتلك الروائح (التي وُصفت كثيرا) هي ما يستطيع الانسان تمييزه فقط؛ إذ لا ترقى حاسة الشم لديه الى معظم الحيوانات، لأن مساحة التجويف الانفي المسؤول عن تمييز الروائح لدى الانسان أصغر بنحو ثلاثين بالمئة من مثيلاتها لدى الحيوانات. لذا يمكن القول ان قدرة الكلاب على تمييز الروائح تفوق مثيلتها لدى الانسان العادي بنحو عشرة الى مئة ألف مرة.
تقول د. كلير غاست (مؤسِسة "المركز الخيري لكشف الامراض"): "نتعامل مع أنواع متعددة من الكلاب التي اقتناها اصحابها لتكون رفقة أليفة؛ لكن أغلبها كانت صعبة الترويض وبالغة النشاط؛ فانتهى بها المطاف لدينا للعمل على كشف الامراض. يمتلك الكلب قدرة عالية على استنشاق الروائح الجديدة وطرد القديمة من انفه، وتلك المعلومات تذهب الى جزأين مختلفين من دماغه للتحليل. تتعرف كلاب المركز على جميع أنواع الامراض المعروفة؛ ولا يوجد ما يمنع تدريبها للتعرف على مرض كوفيد- 19".
بدأ البروفيسور "جيمس لوغان" رئيس قسم السيطرة على الامراض بكلية لندن للصحة بدراسة قدرة الكلاب على اكتشاف الامراض منذ سنتين، بدءاً بمرض الملاريا؛ وهو مرض لا يبدو على بعض حامليه أي أعراض، ما يؤدي لانتشاره دون مقدمات. قال لوغان: "نعلم أن الاصابة تغير روائح الجسم، والكلاب يمكنها كشف تغيرات الروائح الطبيعية عند المصابين".
بات وجود الكلاب الكاشفة أمراً مألوفاً في المطارات والموانئ، لكشف المخدرات والمتفجرات والممنوعات الاخرى. وبامكان الكلب الواحد معاينة نحو 250 شخصاً في الساعة. حصل لوغان على منحة من الحكومة البريطانية في شهر مايس الماضي لبدء العمل على المشروع والحصول على نتائج أولية خلال الشهرين المقبلين؛ املاً في تقليل الحاجة للحجر الصحي للمسافرين القادمين الى بريطانيا.