الترويج الالكتروني.. تحويلة غير مؤقتة

الصفحة الاخيرة 2020/06/29
...

الحلة/ محمد عجيل 
 
تسببت جائحة كورونا بخسائر ملفتة عند البائع توفيق مهدي، فهو لم يعد قادراً على التجوال في أروقة القرية من أجل تصريف ما لديه من بضاعة، لكنه ما لبث أن لجأ الى قنوات التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لما لديه من مواد منزليَّة يحتاجها زبائنه، لكنهم مثله لا يستطيعون الوصول إليها..
 هذا هو واقع حال عملية البيع والشراء بعد أنْ أقفلت أبواب المحال التجاريَّة باستثناء الغذائيَّة منها، إذ أصبح الإعلان التجاري واحداً من أبرز سمات المرحلة وانتشرت صور الترويج على صفحات "الفيسبوك" بدلاً من عرضها على الجدران كما كان سابقاً.
يقول مؤيد عباس: إنَّ "الترويج لبضاعتنا من خلال محطات التواصل الاجتماعي أكسبنا أجراً وإنْ كان ضعيفاً ولا يلبي متطلباتنا المعيشيَّة لكنه ظاهرة تستحق الإشادة رغم أنها تحتاج الى جهد من أجل إيصال البضاعة الى زبائننا في أوقات متأخرة من الليل، لكنَّ المهم لدينا هو التواصل حتى تنتهي تزول الغمة".
سهيل محسن أغلق محله مضطراً قائلاً: "ليس كل الزبائن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم الاطلاع على إعلانات بضاعتنا، فهناك زبائن لا يجيدون القراءة والكتابة ومن ثم لا نجد وسيلة للوصول إليهم، إعلاناتنا تستهدف فئة مجتمعيَّة محددة قادرة على فهم ما نريد ومن ثم الوصول إلى بضاعتنا..".
وأضاف "إنَّ الأمر يبدو صعباً للغاية في مجتمعات لم تدرك بعد أهمية مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة دعائيَّة بدلاً من الدخول في نقاشات عقيمة".
بينما أشار دريد العيساوي الى ظاهرة التوصيل المجاني التي انتشرت في الفترة الأخيرة وقال عنها: "هي واحدة من إيجابيات الإعلان على (الفيسبوك) لقد نجحنا في الوصول الى أبعد نقطة لغرض تصريف بضاعتنا واستهدفنا من خلال ذلك إرضاء المشترين من خلال إيصالها مجاناً على العكس من أولئك الذين يأخذون مقابلها أجراً".
وأضاف أنَّ "السوق بدأت تدرك أهمية الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكنها بحاجة الى فهم علمي للإعلانات تأخذ على عاتقها التقاليد والقيم الاجتماعية، إذ لا يمكن أنْ تعرض بضاعة على صفحة يطالعها الآلاف أنت متحفظ عليها أصلاً في عرضها داخل المحل التجاري".