إذاعة جمهوريَّة العراق تحلقُ فوق موجات الأثير

الصفحة الاخيرة 2020/07/01
...

بغداد/ الصباح
 
ورثت إذاعة جمهورية العراق من بغداد التابعة لشبكة الاعلام العراقي، تاريخاً حافلا بالعطاء؛ إذ قامت على جهود مؤسسين رواد في العمل الاعلامي.. مذيعين ومحرري اخبار وتقنيين ومخرجين ومطربين وعازفين الى ما لا نهاية من مستجدات البث الرصين الذي تحلت به إذاعة بغداد التي تحتفل بالعيد الرابع والثمانين هذا اليوم.. مطلع تموز 2020، عابرة فوق الأثير منذ اليوم نفسه سنة 1936.

قال الإعلامي الأكاديمي الدكتور عبد القادر الدليمي: "تعدُّ إذاعة بغداد الثانية بعد إذاعة القاهرة، افتتحت باسم محطة بغداد للإذاعة اللاسلكية" مؤكدا: "انطلقت من روح التجديد التي آمن بها الملك غازي، وهو من هواة الراديو، محتفظا بإذاعة بسيطة لنفسه، عممها فيما بعد، بالتفاصيل المعروفة عن إذاعة الزهور التي تم تطويرها الى البث العام، وبتوالي الوقت ونضج الخبرة، بلغت المستوى الراقي الذي شهدته في الثمانينيات، آملين أن يفيد القائمون عليها من التقدم التقني والبث الفضائي الذي يعيشه العالم حالياً".
وأفاد الاذاعي طالب سعد: "تتفاعل إذاعة جمهورية العراق حاليا، مع البث على الانترنت، فضلا عن احتفاظها بالقواعد المنهجية للعمل المسموع" عائدا للبدايات التي تشد الجميع بالحنين إليها: "تدربنا في بداياتنا.. مطلع السبعينيات، على يد الجيل الاول.. وكان معظمهم في قمة العطاء.. ومررنا بمراحل إعداد في معهد التدريب الاذاعي والدورات المنهجية.. داخل وخارج العراق؛ فاستطعنا الإسهام في بناء.. ولو جزء من لبنة في صرح إذاعة العراق الشامخة من مرسلات البث الى ما فوق الاثير.. خالدة في الزمان والمكان".
تقمصت المذيعة منى محسن، روح الماضي، وهي تتواصل مع الحاضر بفاعلية ناجزة: "نكرس في هذه المرحلة كل ما تعلمناه من إذاعة بغداد لنطلقه من الحاضر الى المستقبل، وكل كلمة ومعلومة وإلتفاتة تشرفت بالتقاطها من أساتذتي جنان فتوحي وحسين حافظ وغازي فيصل وسواهم كثير، ما زالت تتفاعل في ملكاتي الاذاعية لأشغل بها المديات المفتوحة أمامنا في شبكة الاعلام العراقي". 
كان للملك غازي إذاعة بسيطة مصغرة في قصر الزهور يرضي بها هوايته الشخصية، فاتجهت النية إلى جعلها إذاعة رسمية للدولة، وقد بدأ الإعداد لها بالفعل وتم افتتاحها باحتفال كبير. و عند افتتاح الإذاعة ترك الناس بيوتهم وتجمهروا في الساحات العامة التي نصبت فيها أجهزة الاستقبال لمشاهدة بداية هذا الإنجاز العظيم. وزحفت جموع من الرجال والنساء والأطفال إلى منطقة الصالحية في بغداد ليشاهدوا المحطة التي ترسل ذلك الكلام والغناء والموسيقى، لكنهم لم يشاهدوا سوى مبنى صغير يقف شرطي واحد على بابه ولا شيء غير ذلك. لم تكن المحطة سوى غرفة المدير واستوديو للمذيعين وآخر للموسيقى والغناء والقرآن الكريم وكانت تذيع ثلاث مرات في الأسبوع أيام السبت والاثنين والخميس ساعة في الصباح وساعة في المساء وكانت مرتبطة بوزارة الأشغال والمواصلات.
وأفاد مسؤول الأرشيف الاذاعي في الشبكة الاعلامي والفنان الرائد محيي الدين الخفاجي: "يوم 22 آذار 1932 القى فائق شاكر.. مدير البريد والبرق العام، كلمة ترحيبية بالأمير غازي وهو يفتتح المعرض "الصناعي الزراعي" سمعت في أرجاء العراق والتقطتها القاهرة باعثة ببرقية فورية تعرض فيها المساعدة على العراقيين، إن شاؤوا تطوير التجربة رسميا؛ ما يدل على أن لبنات التأسيس سبقت الانطلاق الفعلي" منوها بأن: "فائق شاكر، دعا في الكلمة رؤوس الأموال الى إنشاء مصانع لإنتاج جهاز الراديو؛ كي يكون البث بمتناول الجميع".
وأشار الى أنَّ "أول تمثيلية إذاعية قدمت في العام 1949 باسم (مجنون ليلى) باللغة الفصحى"، مبيناً أنَّ "أوائل المذيعين: حسين الكيلاني ومحمد عبد اللطيف، وأوائل المطربين: محمد القبانجي ورشيد القندرجي وعبد الرحمن البنا وسليمة مراد وزكية جورج وأميرة جمال وعزيز علي، وأهم البرامج.. عند البدء: "نادي الإذاعة" و"عراقنا الرياضي" و"حذار من اليأس" و"اسمك.. عنوانك".