مسوَّدة النظام الأساس

الرياضة 2020/07/04
...

طه كمر
 
استبشرَ الوسط الرياضي، خاصة أهل الساحرة المستديرة، خيراً عندما أنجزت الهيئة التطبيعية في اتحاد كرة القدم مسودة النظام الأساس التي باتت الشغل الشاغل لكل من ينتمي لأسرة كرة القدم العراقية ممن يهمهم مصير ومستقبل كرة العراق التي تلكأت في الآونة الأخيرة بسبب التجاذبات وعوامل الشد والجذب التي شهدتها الساحة المحلية، قبل أن تصار الأمور الى حل الاتحاد القديم وتكفّل الاتحاد الدولي للعبة بتشكيل هيئة تطبيعية من شأنها إعداد النظام الأساس والتهيئة لإجراء الانتخابات وفقاً له.
وما أن رأت تلك المسودة النور ليطّلع عليها القاصي والداني ممن يهمه الأمر كون الموضوع بات يؤرق الجميع وتستهويهم متابعته، حتى وجدنا أن هناك من يحاول وضع العصي بدواليب تلك الهيئة من دون أي مبرر، على أساس أنه يُبدي امتعاضه من بعض فقرات تلك المسودّة التي ربّما يجهل عنها أي شيء، لكنه يسعى للاعتراض من أجل الاعتراض فقط، كي يضع له اسماً في لائحة المعترضين! من باب خالف تعرف حتى يحظى بـ(الطشة) التي باتت الشغل الشاغل للبعض ممن لا يفقهون شيئاً في الرياضة بشتى ميادينها! المسوّدة في طريقها الى الاتحاد الدولي (الفيفا) وهو بدوره سيدرسها بترو لمعرفة ما إذا كانت مطابقة لقوانينه ونظامه وتعديلاته الأخيرة أم لا ؟ ثم تعاد الى الهيئة التطبيعية التي ستأخذ رأي الهيئة العامة (السلطة العليا) في اتحاد الكرة العراقي، والأخيرة سوف يكون لها اليد الطولى في تحرير تلك المسودّة التي ينبغي ألا تظهر الى الملأ من دون أن يتّفق عليها الجميع ويفقَهوا جيداً أنها ستخدم مستقبل الكرة العراقية وتحافظ على ديمومتها وتعيدها الى فضاء التألق ليسطع نجمها مجدداً كما عهدناها سابقاً.
رب سائل يتساءل، ويرمي بسهام انتقاده الى كل من وجه لومه وانتقاده الى الهيئة التطبيعية ، وهنا لست مدافعاً عنها، لكن أرى من غير الممكن أن نقذفها بالاتهامات من دون أي مبرر، فما أن رأت تلك المسوّدة النور قبيل أن تصل الفيفا وجدنا كماً هائلاً من المنتقدين حتى وإن كانوا غير آبهين بفقراتها ، فلا أعرف سببا يجعل هذا الطابور الخامس متحضرا ومتجحفلا بمناسبة أو من دونها ليجعل من نفسه معترضاً ومعارضاً لهذه الهيئة التي يعلم الجميع ان أول قراراتها عدم ترشيح أي من أعضائها للاتحاد الجديد وهاجسها فقط خدمة الكرة العراقية!
من وجهة نظري: أرى أنه لو تغيرت أسماء تلك الهيئة لاستمر المعترضون بالنيل منها لغاية لا يعلمها إلا الراسخون في العلم ، لاسيما إن المعترضين اليوم هم من كانوا يطالبون بزيادة الهيئة العامة بالأمس، لكنهم اليوم وقفوا بالضد من مسودة النظام الأساس.