تزامن حضوره الغنائي مع عدد من الاصوات الغنائية المهمة وكان عبد الحليم حافظ - الاكثر شعبية بينهم - ومنهم ماهر العطار ، عبد اللطيف التلباني ، محمد رشدي ، وآخرون..) من الذين قدموا فنا غنائيا مغايرا عن الجيل الذي سبقهم من حيث مقومات الاغنية بكل تفاصيلها لتتماشى مع زمن كان لذائقة الشباب فيه طعم غير الذي عند الجيل الذي سبقه، وبرزت اسماء جديدة تصدرت الساحة من شعراء وملحنين تعاملوا ايضا مع هذه الذائقة وفق ما تريد.
جرت بين اصوات هذا الجيل منافسة ابداعية من اجل اثبات الوجود الفني، تخللها بعض من نقاط التقارب والتباعد بينهما لسبب وآخر.
منهم الفنان القدير محرم فؤاد الذي اختارته الكاتبة المعروفة بهيرة فودة بمناسبة ذكرى وفاته لتسلط الضوء على حياته الفنية، والتي ظهرت خلالها علاقته مع عدد من الفنانين الذين تعايش معهم.. حيث كتبت في صحيفة «مصراوي»: تحل اليوم ذكرى رحيل المطرب محرم فؤاد الـثامنة عشرة، الذي يعد من أشهر نجوم الزمن الجميل، فهو غنى ومثل وأيضًا لحن لنفسه. ولد فؤاد في 25 يونيو 1934، وقدمه المخرج الكبير هنري بركات في فيلم «حسن ونعيمة» أمام سعاد حسني، وكان وقتها في الخامسة والعشرين من عمره. قدم قرابة 900 أغنية و13 فيلمًا سينمائيًا، ومسرحيتين غنائيتين.
في الغناء تعاون محرم فؤاد مع الملحن بليغ حمدي الذي كان بمثابة أخ له وصديق منذ الطفولة، وأيضا الموسيقار فريد الأطرش، الذي عشق أغانيه منذ صغره.ونعرض لكم علاقة محرم فؤاد بكل من فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وبليغ حمدي:
خلافه مع عبد الحليم حافظ
كشف الفنان سمير صبري عن حقيقة الخلاف بين الراحل محرم فؤاد، والعندليب عبدالحليم حافظ بسبب حب محرم فؤاد لفنانة وكاد العندليب ان يخطفها منه .
وقال صبري، خلال لقائه في برنامج «ماسبيرو»: «محرم فؤاد كان يحب فنانة معينة، فعلم عبدالحليم وبطريقة ما اتصل بالفنانة وقال لها «عايز أقابلك، عشان في مشروع فني عايزين نعمله مع بعض»، فعلم محرم فؤاد بالقصة «.
وأضاف سمير صبري: «محرم استعان ببليغ حمدي وقال له «صاحبك عايز ياخد صحبتي»، فقال له بليغ « تعب القلوب ياهل الله، ما أخدتوا كل حاجة وما سبتولناش ولا حاجة «، وغناها محرم فؤاد عشان يقولها لعبدالحليم حافظ».
علاقته القوية مع فريد الأطرش
عشق المطرب والملحن محرم فؤاد صوت فريد منذ الصغر، وقال محرم، خلال لقائه في أحد البرامج: «لحن يا واحشني رد عليا»، حرف في بحر كبير أوي للاستاذ فريد الأطرش، يعني أنا لما كنت بسمعه وأنا صغير مثلا في أغانيه «الربيع، من أول همسة» وغيرها، الأغاني بتاعته العظيمة دي أنا كنت متأثر لدرجة دموعي تنزل، لأنه كان حساس أوي، وحسه كمان حلو مش بس صوته اللي حلو». اغنية «ياواحشني رد عليا «قدمها محرم فؤاد في فيلم ‹›سلاسل من حرير»، وتعد تلك الأغنية من أشهر أغانيه ولا تزال من أهم الأغاني العاطفية التي تسمع حتى الآن.
علاقته مع بليغ حمدي
تحدث الفنان الراحل محرم فؤاد عن علاقته القوية بالملحن بليغ حمدي، والعلاقة التي تربطهما منذ الطفولة. وقال فؤاد خلال لقائه في برنامج «ماسبيرو»،: «أنا غنيت أكثر من حوالي 35 لحنا لبليغ، احنا اتربينا مع بعض وكنا أصدقاء من سن الصبا، وبدأنا مشوارنا الفني مع بعض، والـ13 فيلما بتوعي، بليغ هو ملحن لي معظم أغانيهم، غير الأغاني اللي اتعملت اسطوانات وأغاني الحفلات زي مثلا «تعب القلوب»، «كله ماشي»، «سلامات يا هوا»، «خمسة سياحة»، «الحب الأولاني»، غير أغاني في الإذاعة، والمسرح، حوالي 7 ألحان». وأضاف الفنان الراحل: « فكل ألحان بليغ محببة إلى روحي وإلى قلبي، فكلها فيها إبداع، بليغ حمدي متفوق جدًا، فهو فنان لا يخاصمه الوحي، لا يغيب عن مخيلته، دائما خياله حاضر ولماح، ودائما ألحانه نفاذة، دا بيخليني وأنا بغني أبقى حاسس إن بغني لنفسي». وتابع: «بليغ حتة مني ومن كياني وأكتر من أخ، واخواتي بيعتبروا أن بليغ أخوهم، ليا في حياتي مع بليغ في سن الصبا عواطف كثيرة، وقصص، وروايات، وكفاح، وذقنا المر سوا، وعرفنا لذة الكفاح سوا، ومشقة لذة الكفاح، أحيانًا شقاء الفن يبقى لذيذ، وعرفنا حلاوة النجاح والحمد لله». توفي محرم فؤاد في 27 يونيو 2002، بأزمة قلبية، عن عمر ناهز 68 عاماً.