ترجمة: مي اسماعيل
تخلى الرئيس الفرنسي ماكرون عن فكرته الأولية بانشاء برج ذي تصميم حداثي لكاتدرائية نوتردام التاريخية؛ بعد التأييد الضعيف لفكرته (التي فاجأت الكثيرين).
وأعلنت الحكومة الفرنسية أخيراً ان برج الكاتدرائية التي تعرضت لحريق كبير في شهر نيسان من عام 2019، سيجري تشييده وفق التصميم الأصلي ذاته.
وجاء في بيان قصر الأليزيه حول الموضوع "بات رئيس الجمهورية مقتنعاً بالحاجة لاعادة ترميم كاتدرائية نوتردام لأقرب ما يمكن تحقيقه من حالتها السابقة، المتماسكة والمعروفة جيداً، مع التوجه لتنفيذ تطوير مستدام من حيث اختيار المواد وادارة الموقع".
دمر حريق شهر نيسان سنة 2019 الجزء الاكبر من سقف الكاتدرائية، وبضمنه البرج الايقوني الذي جرى تشييده في القرن التاسع عشر من تصميم المعماري الفرنسي يوجين فيوليه لو دوك.
بعد الحريق دُعي المعماريون لتقديم تصاميم مقترحة لترميم الكاتدرائية، وهي واحدة من أكثر المواقع استقبالاً للزوار في باريس، وتحتل موقعاً متميزاً في تاريخ العاصمة الفرنسية وأساطيرها. تلقت باريس سيلاً من المقترحات التي تفاوتت بين الحديث والمتطرف؛ لكن فكرة البرج "الحداثي" لم ترق للنقاد ولا للرأي العام.
دار منذ البدء جدل محتدم حول اسلوب ترميم الكاتدرائية؛ إذ عارض باحثون وسياسيون محافظون أي تغييرات مقترحة ستؤدي لاضفاء نمط حداثي على تصميمها الأصلي. واخيراً انتهت مخاوفهم بإعلان الحكومة رسمياً أن المبنى ستجري اعادة بنائه كما كان وطبق الاصل.
و قال مسؤول في قصر الاليزيه ان مقترح الرئيس الفرنسي ماكرون دار حول "تجنب تأخير بدء أعمال الترميم وتعقيد الجانب الفني"؛ لكن الخطط الجديدة ستتضمن تنازلاً واضحاً لصالح الاطراف التي تفضل تصميماً أكثر حداثة؛ فقد جاء في اعلان الأليزيه أنه سيكون هناك بُعدٌ معاصر عند "اعادة تطوير المنطقة المحيطة بالكاتدرائية، بتعاون وثيق مع بلدية مدينة باريس".
تعهد الرئيس الفرنسي ماكرون بعد الحريق أن يجري اعادة بناء الكاتدرائية بحلول الألعاب الاولمبية سنة 2024 التي ستنظمها باريس؛ لكن العمل توقف بسبب اجراءات الحجر الصارم الذي فرضته فرنسا لمدة شهرين إثر جائحة كورونا، بين شهري آذار ومايس 2020. وطمأن ماكرون المواطنين في خطاب وجهه اليهم بأن العمل سيتم وفق الجدول المقرر.
صحيفة واشنطن بوست
