كرتنا بزمن كورونا

الرياضة 2020/07/18
...

طه كمر
لا يختلفُ اثنان على أنّ الوضع الذي يعيشه العالم بأسره متشابه الى حد ما من ناحية اجتياح فيروس كورونا للبيئة التي تعاني بصورة غير طبيعية، هذه الجائحة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الناس ، فضلا عن ملايين الإصابات التي استشفى منها عدد كبير أيضا، لكننا اليوم نسلط الضوء على الوضع الرياضي الذي لا يختلف عن بقية الاختصاصات الأخرى في مواجهة هذه الجائحة ، لنرى ان الشارع الرياضي ما زال يترقب بحذر ما ستؤول اليه الأيام المقبلة لمعرفة مستقبل رياضة البلد وخصوصا كرة القدم الأكثر شعبية.
ترقب وحذر يسودان الأوساط الرياضية بغض النظر عما آلت اليه المرحلة التي نعيشها، في ظل اشتعال بورصة الانتقالات التي ارتفعت حماها لتصل الى أرقام خيالية، طرق مسامعنا ان أعلى معدل لها هو 400 مليون دينار عراقي عرضته إدارة نادي الشرطة للاعب فريق القوة الجوية محمد قاسم لضمه الى صفوف فريقها الكروي وهو من صرح به أمام الملأ، لكن يبقى هناك سؤال يطرح نفسه على إدارات تلك الأندية مفاده هل انها مقتنعة بأن مستقبل الكرة مضمون في ظل الأوضاع الصحية التي لم نلمس منها أي تحسن بعد ؟.
لم نجرب بعد تواجد فرقنا ولاعبينا على أديم ملاعبنا في زمن كورونا منذ آذار الماضي حتى يومنا هذا، بل ان شعارات خلية الأزمة وتوصياتها ما زالت تؤكد على التباعد الاجتماعي، وهنا أود أن أذكر إدارات الأندية والقائمين على الكرة العراقية ان الأمر ما زال مبهما تسوده الضبابية، اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ما آل اليه وضع أندية أوروبا التي تفوقنا بكل القياسات من ناحية الأموال والتنظيم والخبرة الفنية والإدارية، لكن عودتها لممارسة اللعبة واستئناف مسابقة دورياتها بات خجولا من خلال عدم تواجد الجمهور الذي يعد ملح المباريات، لذلك ينبغي للقائمين على تلك الأندية ان يضعوا في الحسبان صعوبة الموقف إزاء الوضع العام، ووضع خيارات وبدائل من شأنها الحفاظ على ديمومة الكرة.
من وجهة نظر شخصية أرى أنه يجب أن تكون هناك اجتماعات مكثفة لرجالات أندية الدوري الممتاز، فضلا عمن يقود الكرة لوضع أسس دقيقة جدا من شأنها توضيح خارطة الطريق، لا أن يبقى الحبل على الغارب وهنا سيكون المجال متاحا لمن يجتهد على ما تمليه مصالحه الخاصة لتأمين هيمنته وسطوته على تلك المؤسسات التي منها ما يعاني العوز المادي جراء خواء ميزانيته، ومنها ما يعيش حالة الانتعاش التي تجعله يفرض رأيه بكل ثقة ، خصوصا ان عقارب الساعة باتت تسير مسرعة للوصول الى ساعة الصفر التي ستعلن إطلاق صافرة البداية.