جائحة كورونا جعلت الحياة في حالة توقف، ولكن البعض من المؤسسات تحاول أن تمارس دورها التثقيفي والتوعوي دون انقطاع وفي الوقت ذاته تطبق ما اصطلح عليه التباعد الاجتماعي، فقامت بتفعيل النقاش عبر العالم الافتراضي الذي صار لا بديل عنه لممارسة الحق في الحياة.

والمكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة واحدة من هذه المؤسسات والاماكن التي لا تريد لأنشطتها التوقف  لكي تواصل مساهمتها في رفع المستوى الثقافي لأعضائها من مختلف الشرائح ولا تريد للجائحة التي أحاطت العالم  بالخوف وكبلت حركة الناس فيه أن توقفها، فكان لابد من ايجاد ما هو قادر على جميع التفاصيل وتحريك الفعل الثقافي وأيضا قادر على تطبيق موضوعة التباعد الاجتماعي.

وقال مسؤول شعبة الاعلام في العتبة العباسية علي الخباز لـ"الصباح" ان "اغلب الانشطة توقفت ميدانياً لكنها نشطت الكترونياً عن بعد، لذا فهذه المكتبة ارادت أن تبقى عالماً مفتوحاً للمتلقين والمهتمين، فاستطاعت أن توصل رسالتها عبر برنامج ثقافي اطلقت عليه (أصدقاء المكتبة ورواد الثقافة) ومن أهم فقراته هي (قراءة في كتاب) وهو ما تقوم به المكتبة افتراضياً".

 وبحسب الخباز فان المكتبة النسوية لجأت الى العمل بهذا المشروع كبادرة للخدمة المكتبية عن بعد، التي تشكل مساراً تعويضياً حتمياً للخدمات التقليدية للمكتبة، التي أصبحت لا تفي بالغرض في ظل التحوّلات والتحديات المختلفة التي يشهدها العالم. 

ويضيف ان "(قراءة في كتاب) هو عبارة عن جلسات حوارية تنظم يوم الأحد من كل أسبوع،  حيث يتم من خلالها تسليط الضوء على عدد من المواضيع الثقافية والأدبية والاجتماعية المختلفة وبمتابعة ومشاركة نخبة من الشخصيات الأكاديمية والثقافية من أصحاب الاختصاص بالمواضيع المطروحة التي تحدد في كل أسبوع وذكر ان عدد المتابعين والمشاركين في كل جلسة وصل الى أكثر من 1500شخص وهو في ازدياد مع كل حلقة جديدة".