خيارنا واحد مع كاتانيتش

الرياضة 2020/08/28
...

طه كمر
 
كنتُ من أشد المعترضين على إناطة مهمة تدريب منتخبنا الوطني لكرة القدم للسلوفيني سريتشكو كاتانيتش ، بعد أن طالعت سيرته الذاتية التي لم تكن بالنادرة أو التي يستطيع صاحبها قيادة أسود الرافدين الى برّ الأمان ، كونه عمل مدربًا لمنتخب بلاده فضلًا عن منتخب مقدونيا اللذين لم يكونا ذائعا الصيت، وكذلك لديه تجربة مع منتخب الإمارات تعد فشله لأنه لم يحقق النتائج المرجوّة بإخفاقه في خليجي 20 وكأس آسيا في قطر 2011 وتصفيات كأس العالم في البرازيل 2014 بهزيمتيه أمام منتخبي الكويت ولبنان لتتمّ إقالته من قبل الاتحاد الإماراتي!
لم يكن كاتانيتش المنقذ لمنتخب العراق، بل كان مدربًا عاديّا جدًا وفق معطيات الحال والنتائج التي حققها منتخبنا خصوصًا إنه تعادل مع نظيره البحريني مرّتين وفاز على كمبوديا وهونغ كونغ، فضلًا عن الفوز الأخير الذي تحقّق على منتخب إيران في مباراة حبسَتْ أنفاسنا حتى الرمق الأخير الذي أعلن خلاله تفوّق منتخبنا بشقِّ الأنفس ، ليكون كاتانيتش بطل المرحلة كون منتخبنا حافظ على صدارة المجموعة الثالثة برصيد 11 نقطة، ولا يُخفى أن هذا الانجاز يُحسب لكاتانيتش، لكنَّنا بالمفهوم الفني نوجّه انتقاداتنا المستمرة لهذا المدرب الذي دائمًا ما يرسم خطة دفاعية مُحكمة لحماية مرمانا من الإصابة، وهذا ما سيكون على حساب الجانب الهجومي الذي يعتمد على مهاجم واحد في كل المباريات.
نقطة خلاف الجميع مع كاتانيتش هو الاسلوب الدفاعي البحت حتى وإن كان منافسنا من المنتخبات الضعيفة جدًا، وهذا ما يجعل جعبتنا فقيرة بالأهداف قياسًا مع منتخب إيران الذي سجّل لاعبوه 17 هدفًا بفارق ثمانية أهداف عن منتخبنا صاحب التسعة أهداف، لذلك بات منتخبنا ضعيفًا هجوميّا وهذا ما يجعل المنافسين لا يهابونه كونه يظل مدافعًا طيلة التسعين دقيقة، ليكون هدفه نقطة التعادل فقط وإن جاء الفوز فهذا ما يفوق التوقعات، لكن هذه الحسابات سيكون تأثيرها سلبيًّا في قادم المراحل التي ستجعل منافسينا أقوى وأشدّ ضراوة كلّما تقدّمنا في المنافسة.
وبرغم كل ما تقدم، أقف اليوم مناصرًا لهذا المدرب الذي يعد أفضل من غيره كونه تمكّن من وضع منتخبنا على قمّة هرم المجموعة، وإن لم تكن مهمته صعبة، إضافة الى أنه درس نفسيّة اللاعبين وظروفهم وتأقلَم مع واقع حال الجميع طيلة السنتين اللتين انقضتا ، ما يجعلنا أمام خيار واحد لا غيره وهو التجديد له، وإن لم يكن بمستوى الطموح ليستمر بعطائه الذي سوف نجني ثماره بالتأهل الى الدور الحاسم إن شاء الله، فالوقت حرج جدًا ولا يسمح لنا بتغييره إذا ما علمنا أن عقده سينتهي في الثالث من الشهر المقبل للعام الثاني حرصًا على مستقبل الأسود.