احتراف أم تسلية؟

الرياضة 2020/09/04
...

طه كمر

لم يدر بخلد كل متابع رياضي انه وبعد المستوى الرائع الذي قدمه اللاعب مهند علي (ميمي) مع المنتخب الوطني ومع ناديه الشرطة الذي قدمه للأضواء ، أن يكون بهذا الحال الذي وصل اليه رازما حقيبته متنقلا بين الأندية  ، فبعد أن مثل كرة القيثارة الخضراء خير تمثيل وكان أمهر عازفيها ليتمكن من هز شباك معظم الفرق المنافسة متلاعبا بمقدرات خطوط دفاعاتها ، وجد نفسه أمام مشروع احترافي سال له لعابه من الوهلة الاولى كونه لم يمتلك الخبرة التي تسعفه في دراسة أي عقد يصله لأنه جديد على عالم الاحتراف ، فما أن قدم الدحيل القطري عرضه رفع أصابعه العشرة موافقا على العقد ضاربا آمال وهواجس محبيه عرض الحائط بعد أن كان أغلب متابعيه يمنون أنفسهم باستحصاله لفرصة احتراف في القارة العجوز صاحبة القدح المعلى في مجال اللعبة.
ما بين مؤيد ورافض لعقد الدحيل وبمباركة القلعة الخضراء التي تعد الرابح الأكبر في تلك الصفقة ، طار ميمي صوب العاصمة القطرية الدوحة ليجد نفسه أحد نجوم بطل الدوري القطري بقيادة المدرب البرتغالي روي فاريا ، ليشارك معه في عشر مباريات كانت حصيلته التهديفية هدفا واحدا ، ليجد نفسه مرشحا للإعارة الى نادي بورتيمونينسي البرتغالي الذي يحتل المركز قبل الأخير في تسلسل الدوري البرتغالي ، ليفقد هداف العراق الكثير من بريقه وقيمته التسويقية والمعنوية التي كنا نعول عليها بالأمس القريب ، بعد أن سطع نجمه بقوة وصار سفّاح الكرة العراقية الجديد.
ميمي لم يمنح سوى فرصة خجولة جدا بمشاركته مع الفريق البرتغالي لبضع مباريات تعد بأصابع اليد الواحدة لم يتمكن من طرق مرمى الخصوم فيها ، ليجد نفسه خارج حسابات هذا الفريق ويرزم حقيبته مرغما صوب الدوحة التي ارتبط معها بعقد لخمس سنوات ، وهذه المرة مع السيلية صاحب المركز الخامس بفارق 23 نقطة عن الدحيل الأول ، ورب سائل يتساءل ما الغاية من هذه التعاقدات التي سيكون مردودها سلبيا على هذا اللاعب الذي كنا نتوقع له أن يكون امتدادا ليونس محمود والمرحوم أحمد راضي وحسين سعيد.
ومن وجهة نظر شخصية وبعيدا عن نظرية المؤامرة التي أمقتها ودائما ما ألوذ بعيدا عنها ، أجد ان الموضوع ربما يكون مبيتا من الجانب القطري لإضعاف قوة هذا اللاعب وتشتيت تفكيره وعدم استقراره الذي بات يؤرق معظم منتخبات المنطقة ، من خلال تنقلاته المستمرة كونه مثل ثلاثة أندية خلال عام واحد وهذا ما لم يحصل مع جميع لاعبي منتخباتنا على مر العصور ، والتساؤلات التي  تثير الاستغراب هي لماذا ميمي دون غيره ! ولماذا يتعاقد معه الدحيل لخمسة مواسم ومن خلال عشر مباريات يستغني عنه معيرا إياه للأندية المستفيدة ! وهل ان السيلية مع احترامي له يمثل طموح ميمي ! أم أن الأخير يرى في عروض الاحتراف فرصة للتسلية والترفيه؟