مساع أميركية ضاغطة تكثفها واشنطن على بيروت موظفةً الأزمة الإقتصادية الخانقة لكي تضفي على المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، صبغة سياسية، من خلال حضور شخصيات من المؤسسة السياسية اللبنانية إضافة الى التقنيين، الأمر الذي قابلته أوساط رسمية نافذة بشيء من المرونة، ورفضه (الثنائي الشيعي) بشدة. 

في هذا السياق، جاءت خطوة وصول الموفد الأميركي ديفيد شينكر الى بيروت للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل، التي تنطلق غداً الأربعاء، وأعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ظهر أمس الاثنين، أسماء الوفد المفاوض، وهم كل من: العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيسا، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان ​وسام شباط​، والخبير نجيب مسيحي.

اتفاق الإطار

مصادر "عين التينة" أكدت لـ"الصباح" أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تولى إدارة الملف لعدة سنوات حتى بلورة إطاره الحالي؛ يشدد على أن اتفاق الإطار وفي بنده الأول يؤكّد "الاستناد إلى التجربة الإيجابية للآلية الثلاثية الموجودة منذ تفاهمات نيسان 1996، أي أن تُناط مهمة التفاوض بالجيش حصراً".

مسألة إشكالية أخرى برزت على السطح بشأن المفاوضات، هي الصورة "التذكارية" التي تجمع الوفدين، كما طلبها مساعد الخارجية الأميركي شينكر، لجلسة التفاوض الأولى، التي ستجمع جميع الأطراف، هذه المسألة ما زالت محل لغط وتضارب بالأنباء والمعلومات، مصادر بعبدا تقول إنه "لا اعتراض عليها" كما أفادت أخبار صحفية، بينما تنفي مصادر عسكرية القبول بذلك، مؤكدة أن "من المستحيل أن تكون هناك صورة تجمع الوفدين اللبناني والإسرائيلي معاً".

 

تحركات الحريري

في الملف الحكومي الشائك، بدأ زعيم تيار المستقبل سعد الحريري - بعد ضمان رفع "الفيتو" الإقليمي عن ترشيحه- التحرك على القوى السياسية لبيان مدى تمتع حظوظه (الحكومية) بعبور المطبات الداخلية، وقد رشحت معلومات تفيد بأن كلا من "التيار العوني" و"حزب القوات" الذي يتزعمه سمير جعجع لن يعطيا صوتهما للحريري مما يفقده (الميثاقية) المطلوبة بعد رفضه من قبل أكبر كتلتين مسيحيتين.

الحريري بدوره، قال بعد لقائه الرئيس ميشال عون، أمس الإثنين: أن "المبادرة الفرنسية هي الفرصة الأخيرة لوقف الانهيار في لبنان وإعادة إعمار بيروت، واعداً بمواصلة جهوده لنجاحها".