ثمانية أيام فقط

الرياضة 2020/10/16
...

طه كمر
ثمانية أيام فقط تفصلنا عن انطلاق أكبر وأقوى مسابقة عراقية بكرة القدم تتجسد بالدوري الممتاز ، لكن لم نر أو نسمع بالتحضيرات التي تؤكد إنطلاق هذا الماراثون الكبير ، أي اننا اعتدنا سابقا أن تهيأ الأمور من جميع النواحي لهذا العرس الكروي من خلال تمهيد جميع المعطيات كالنقل التلفازي وتحديد الملاعب واللجان التحكيمية وطبع الكرّاس الخاص بمباريات الدوري وباجات دخول رجال الصحافة والإعلام
 والمشرفين .. الخ.
الامور لا تزال مبهمة حتى هذه اللحظة من ناحية اقامة الدوري في موعده من عدمه ، لاسيما انه يتزامن مع ذكرى التظاهرات التي قد تقودنا ثانية الى تأجيل انطلاقة الدوري ، وان حصل ذلك سيلقي بظلاله على القيمة المعنوية للمسابقة التي دائما ما نراها تتأثر سلبيا 
بالتأجيل الذي يكون له مردود سلبي على الفرق المتنافسة ، فضلا عن اننا لم نر ما يؤكد اقامة الدوري بطريقة حضارية توحي بان القائمين على الكرة يرومون تحقيق شيء نموذجي ومختلف عن سابقاته كما وعدوا بذلك.
كنا نتوقع أن يكون هناك مؤتمر للهيئة التطبيعية التي تمسك بمقود القيادة للكرة العراقية 
والتي من شأنها أن تضع خارطة طريق تتجلى بتوضيح كل ما يخص مباريات الدوري وحالات التوقف التي من الممكن أن ترافقه ، اضافة الى التأجيل القسري لبعض الجولات والذي سيخضع لظروف البلد الذي يمر بها خصوصا ان هناك مناسبات من شأنها أن تحكم بالتأجيل ، لكننا للأسف لم نر أي شيء من هذا القبيل والدوري لم تتبق على انطلاقته سوى أيام 
معدودة.
من وجهة نظر شخصية أرى ان الامور ما زالت مبهمة للجميع حتى لأصحاب القرار ، والدليل هناك أندية ما زالت تلوّح بطلب التأجيل الى موعد آخر وهذا يعني انها غير جاهزة فنيا وإداريا وسايكولوجيا ، ما يهدد ذلك إقامة الدوري بموعده المحدد والذي ان حصل سوف 
يفرز لنا دوريا فقيرا ضعيفا بائسا لأن أوله تأجيل فماذا سيكون آخره ، ولا أريد الخوض 
بما يطرق مسامعنا ان هناك أندية لا تقوى على المطاولة من خلال فقر ميزانياتها التي لا تؤهلها لمواصلة المشوار ، ناهيك عن الملاعب التي تفتقر اليها جميع الأندية لاسيما الأربعة الكبار فجميعها
 لا تمتلك ملعبا مرخصا وصالحا للعب ، فليست الغاية من المشاركة بالدوري لأجل المشاركة بل لاستلهام العزم والتصميم على مواصلة المشوار بنجاح لبناء قاعدة رصينة للكرة العراقية نستمد منها طاقات شابة مؤهلة لتمثيل العراق 
في المحافل الدولية.