مباريات اعتزالية

الرياضة 2020/11/07
...

كاظم الطائي

لم يحظ الجيل الحالي بمشاهدة نجوم الملاعب المحلية وهم يودعون ساحاتهم الاثيرة بلقاءات اعتزالية ينظمها لهم الاتحاد المعني او الاندية المنضوين لها وجهات اخرى ساندة يخصص ريعها احيانا لهم تكريما لما بذلوه من جهد وخدمات في المستطيل الاخر وختم كثيرون منهم رحلتهم من دون مراسم معهودة في عقود منصرمة وربما سيطول الامر لسنوات لاحقة مالم يعاد النظر بطي اخر الصفحات الرياضية بصورة صامتة .
في العام 1966 تابعنا عبر تلفزيون بغداد لقاء كرويا، طرفاه منتخبنا الوطني الفائز ببطولة العرب في ذلك العام ونجوم العرب المتواجدين في العراق مع فرقهم بعد اسدال الستار على اخر مباريات المنافسات احتفاء باعتزال قائد منتخبنا جمولي عباس وحمل اللاعبون سدنا العالي على الاكتاف وطافوا به ارجاء ملعب الشعب اعلانا بختام تواجده في التشكيلات المحلية واقيم له تمثالا امام بوابة ملعب الكشافة الذي شهد بداياته وتألقه .
اول مباراة اعتزالية جرت في مصر للاعب الزمالك رأفت مصطفى احد نجوم عقدي الخمسينيات والستينيات بين فريقه والاسماعيلي بحضور اكثر من اربعين الف متفرج نقلها تلفزيون مصر واحتفت الاندية الشقيقة بنجوم كثر حال انتهاء تواجدهم معها امثال فاروق جعفر وحسن شحاته وطاهر ابو زيد ومحمود الخطيب والحارس احمد شوبير والشاذلي ومصطفى رياض .
يحتفظ العديد من نجوم الامس بذكريات لا تنسى بينها مشاركتهم في لقاءات اعتزالية للاعبين عرب فضلا عن اقامة كرنفالات ختامية لمسيرتهم في الملاعب ومنهم فلاح حسن وعدنان درجال وناظم شاكر واحمد راضي وحبيب جعفر وحسين سعيد وعلي كاظم ورعد حمودي واخرون لكن تلك المراسم لم تعد متداولة ويتم تنظيمها على استحياء وبابسط الاجراءات دعت الكثير من لاعبينا الى الاعتذار من اصحاب المبادرات في اقامتها ومنهم قصي منير بسبب تواضع مراسم اعتزال زميله مهدي كريم .
من لا يعرف كثيرا عن اجواء الامس الاعتزالية نستذكر ما كان سائدا انذاك في اجندة الاندية والاتحاد الكروي من مبادرات يسهم فيها الافراد ايضا وعشاق فن المستديرة من خلال تنظيم مباريات تليق بهذه المناسبة وتقديم الهدايا العينية والمادية واستقدام اشهر الفرق لمواجهتها في لحظات تختلط فيها الدموع والقبلات والوداع الحزين ولنا عودة لهذا الموضوع في مناسبة لاحقة ان شاء الله .