قراءة في السباق الرئاسي للأولمبية بين حمودي وعبد الإله

الرياضة 2020/11/11
...

 استطلاع : محمد عجيل 
ينتظر الوسط الرياضي بمختلف شرائحه انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية العراقية والمؤمل لها ان تقام في الرابع عشر من الشهر الحالي ورشح لمنصب نواب الرئيس كل من الدكتور طالب فيصل واياد نجف ومنصب النائب الثاني كل من طارق عبد الرحمن وسلام عواد كما رشح صباح الكناني وخالد كبيان لمنصب النائب الثالث ورشح لمنصب اعضاء المكتب ثمانية مرشحين هم كل من الدكتور عادل عيدان والدكتور حسين العميدي وإبراهيم جبار وجميل عزيز وإقبال العيساوي وإبراهيم جبار علك وهدرا رؤوف وولاء طارق ومحمود عزيز ومصطفى صالح وعلي تكليف وشعلان عبد الكاظم واحمد حنون ولينا متي وصبيح مراد  وحسين علي حسين وبشتوان مجيد وانحصر الترشيح لمنصب الرئيس بين كل من الرئيس السابق رعد حمودي والأمين المالي السابق سرمد عبد الاله.
 ويبدو ان انتخابات اللجنة الاولمبية بدورتها الجديدة تختلف جذريا عن بقية الدورات السابقة ذلك لانها ستستند إلى قانون وضعته لجان مختصة وشرعه مجلس النواب وصادقت عليه رئاسة الجمهورية ورغم ما قيل او سيقال عنه من سلبيات يراها معنيون بالشأن الرياضي العراقي الا انه يشكل بارقة أمل في وضع العمل الاولمبي على جادة الصواب بعد سنوات عجاف غابت عنها الرياضة العراقية عن دائرة الانجاز باستثناء برونزية المرحوم عبد الواحد عزيز بفعالية رفع الاثقال التي نالها في دورة روما  الاولمبية عام ١٩٦٠ ويومها كان العراق لا يملك مقومات الانجاز الاولمبي باستثناء الإرادة والوطنية التي اسهمت الى جانب عزيز في تحقيق ذلك الانتصار .
 
 تحديات العمل الأولمبي 
لا بد لنا ونحن نسلط الضوء على انتخابات اللجنة الاولمبية ان نتطرق الى بدايات العمل الاولمبي العراقي حيث تشير المصادر الى ان اول لجنة اولمبية عراقية أسست عام ١٩٤٨ وهو العام الذي شهد الانضمام الى اللجنة الاولمبية الدولية ويعد عبيد الله المضايفي الذي كان يشغل منصب امر لواء الحرس الملكي اول رئيس لجنة اولمبية في العراق وشهدت السنة نفسها اول مشاركة للبلاد في دورة لندن الاولمبية من خلال وفد ترأسه الرائد الرياضي المرحوم  اكرم فهمي. 
ومنذ ذلك التاريخ واجه العمل الاولمبي العراقي انتقادات شديدة وربما يكون هذا مرتبطا بغياب الانجاز الاولمبي في الدورات السابقة التي شهدت مشاركات عراقية عدة كان على رأسها فعالية كرة القدم التي تواجدت لاول مرة في دورة موسكو، بالتعويض نتيجة مقاطعة اوروبا الغربية للدورة عام ١٩٨٠ ودورة لوس انجلوس عام ١٩٨٤ودورة سيئول عام ١٩٨٨ وريو دي جانيرو عام ٢٠١٦ لكن يبقى الانجاز الذي  تحقق في دورة اثينا ٢٠٠٤ من افضل الانجازات الكروية على مستوى مشاركات العراق في الدورات الاولمبية بعد حصوله على المركز الرابع بقيادة المدرب عدنان حمد وصبت تلك الانتقادات جام غضبها على الشخوص نتيجة غياب التخطيط السليم الذي يرفع من كفاءة المنتخبات الاولمبية الجماعية منها والفردية حتى وصل الامر في بعض الأحيان الى التشكيك بمصداقية ونزاهة العاملين. يقول البطل الاسيوي فالح ناجي الذي كان واحدا من العدائين الذين كان يعول عليهم أولمبياً  بقدر تعلق الامر بفعاليته الرياضية: ان غياب الاهتمام بالعدائين نابع من غياب التخطيط السليم الذي اتبعته الكثير من الدول ومنها العربية وحصدت من خلاله الميداليات الذهبية حيث كان العداء العراقي يفتقر الى وجود المدرب القدير والمعسكر الصحيح والغذاء المتكامل رغم ان الاوضاع المالية في ذلك الوقت كانت ميسورة وباستطاعة اللجنة الاولمبية ان تضع برنامجا خاصا نتمكن من خلاله من رفع قدراتنا كي نحقق نتائج ايجابية حالنا حال العدائين العرب امثال نور الدين مرسلي وسعيد عويطة ونوال المتوكل واسماء عربية وآسيوية لم تكن افضل منا من حيث الإرادة والقوة في نيل الوسام الاولمبي .
ويعتقد رئيس ممثلية بابل الدكتور احمد يوسف ان ضعف العمل الاولمبي سببه غياب الشفافية سواء في انتخابات المكتب التنفيذي او الاتحادات المركزية كما انه افتقر الى الرؤية العلمية والعملية حتى اصبحت الامور تدار من قبل اشخاص لا يفقهون بالمفهوم الرياضي كإنجاز وربما يكون ذلك بعد عام ٢٠٠٣وهو جزء من فوضى ادارية سادت البلاد نتيجة غياب القوانين .
من جانبه برأ الزميل حسين الخرساني اللجنة الاولمبية من مسؤولية غياب الانجاز الاولمبي وبهذا الصدد يقول: ان ذلك مرتبط  بغياب فلسفة الحكومة الرياضية ولا دخل للجنة الاولمبية سوى انها اداة تنفيذية للسياسة الرياضية للحكومة فإذا ما ارادت الحكومة وساماً أولمبياً عليها ان تضع ميزانية خاصة بشكل مبكّر تؤمن من خلالها التعاقد مع مدربين ومعسكرات طويلة الامد تتوفر فيها الأغذية السليمة والا فاننا لن نجني وساماً أولمبياً بالميزانيات المخصصة حاليا للجنة الاولمبية. ويعتقد الاستاذ في كلية التربية الرياضية بجامعة بابل الدكتور مازن هادي ان ابرز التحديات التي يواجهها العمل الاولمبي هو ذلك التخبط الواضح في القرارات بين الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة حتى اسهمت في خلق احباط بين أوساط الاتحادات في عدم تنفيذ الكثير من البرامج الرياضية. 
 
صراع شخصي
يرى الحكم الدولي السلوي وهران حبيب في معرض مشاركته في استطلاعنا ان الرياضي بشكل عام يحتاج الى مكتب تنفيذي يكون أعضاؤه من الثقاة الأمناء المخلصين الذين يمتلكون تاريخا رياضيا ثرا ونزاهة واضحة يمكنهم من خلالها تنظيم بطولات ومسابقات محلية تنتج بطلاً أولمبياً، واضاف ان الصراع ما بين رعد حمودي وسرمد عبد الاله يعد صراعا شخصيا اكثر مما هو اختلاف في البرنامج الانتخابي لان كلا منهما كان شريكا أساسيا لما آلت اليه الامور في اللجنة الاولمبية ويشاركه في الرأي رئيس اتحاد الريشة الطائرة السابق والمدرب الحالي الدكتور ماهر عبد الحمزة الذي قال ان كلا المرشحين سواء رعد حمودي او سرمد عبد الاله لا يصلح لإدارة العمل الاولمبي في الوقت الحاضر بعد ان شهدت الرياضة الاولمبية في زمانهما أزمات وتقاطعات عدة سواء من أطراف حكومية او رياضية اثرت بشكل واضح على النشاطات وكان من عواقبها تشكيل لجنة صرف مالي خارج اطار الاولمبية، واعتقد ان الوقت قد حان لانتخاب رئيس لا يميل لجهة على حساب جهة اخرى يعمل لكل الرياضيين لا يفرق بين اتحاد وآخر الا وفق الانجاز الرياضي . بينما يرى الزميل الصحفي عدنان السوداني ان الحسابات المنطقية على الورق تشير الى ترجيح كفة هذا الطرف على ذاك لكن في قاعة الانتخابات وعلى الورق يكون الامر مختلفا تماما وبهذه الحسابات اجد ان الكفة تميل لصالح من اجاد وأبدع في تنظيم (الطبخة) الانتخابية، ولهذا ارى ان الانقسام سيكون حاضرا ومن الصعب معرفة خط الفوز لمن يسير رغم ان الاثنين (رعد حمودي وسرمد عبد الاله) عملا معا في المكتب التنفيذي السابق وان لهما من العلاقات ما يرسم لهما الفوز، ويعود الزميل حسين الخرساني كي يشاركنا رايه بالبرامج الانتخابية التي يطرحها كلا المرشحين قائلا: انها تبقى حبيسة الورق لان اغلبها لا ينطبق على ارض الواقع وهي تقترب من الدعايات الانتخابية فقط ولا تجسيد لها على ارض الواقع رغم الاعتراف ان العلاقات هي من تتحكم وليس البرامج الانتخابية .
واعرب مدرب منتخبنا الوطني للاسكواش الدكتور علي عطية عن امله في ان تولد من رحم هذه الانتخابات مؤسسة اولمبية قادرة على مواجهة التحديات بعد ان افتقدت الى التخطيط الصحيح في السنوات الماضية نتيجة هيمنة اشخاص كان جل اهتمامهم البقاء في مناصبهم وبشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة، وقال ان الوقت قد حان للتفكير جديا بمصلحة الرياضة العراقية، وانتقد امين سر اتحاد الشطرنج عبد الهادي مفتول القانون الانتخابي وقال ليس هناك عدالة في تمثيل الاتحادات غير الاولمبية وهي مخالفة صريحة لما هو منصوص في قانون اللجنة الاولمبية
 الدولية .
 
البرنامج الانتخابي لرعد حمودي
هذا واعلن رعد حمودي احد المرشحين لمنصب رئيس اللجنة الاولمبية برنامجه الانتخابي الذي تضمن عدة نقاط ابرزها اولا تقييم المرحلة السابقة والوقوف على نتائجها الإيجابية وتطويرها والإخفاقات ومعالجتها، ثانيا اعداد خطة خمسية فنية وتهيئة متطلباتها، ثالثا تشكيل فريق مختص من الكفاءات من اجل اختيار ابرز الرياضيين وبألعاب مختلفة ومن ثم التعاقد مع مدربين اجانب للاشراف عليهم على ان يعمل بجانبهم مساعدون عراقيون ومن ثم تخصيص ميزانية الى هؤلاء من اجل تطوير مستواهم الفني وتنظيم شكل العلاقة بين الاتحادات على المستوى الفني والاداري والمالي بما يؤمن اعداد فرق اللجنة الاولمبية للمشاركات الخارجية دون المساس باستقلالية الاتحادات، رابعا اعادة الهيكل التنظيمي للجنة بما يؤمن نتائج ايجابية على جميع المستويات، خامسا تشكيل وتفعيل دور اللجان العاملة في اللجنة، سادسا اعادة النظر في توزيع الميزانية للجنة والاتحادات بما يضمن العدالة والاستحقاق، سابعا فتح منافذ تمويل جديدة عبر استثمار ممتلكات اللجنة بشكل شفاف، ثامنا اعادة النظر بالتنظيم الاداري والمالي للجنة والقضاء على الترهل وتطوير السياسة المالية، تاسعا اكمال انتخاب اللجان العاملة في اللجنة مثل لجنتي التحكيم والاخلاقيات من اجل الحفاظ على الحقوق المتساوية للجميع وانهاء السيطرة القسرية على القرارات القانونية، عاشرا تفعيل الرياضة النسوية وتطوير ملاكاتها العاملة وتمويل ميزانية إضافية للاتحادات الفاعلة للرياضة النسوية، احد عشر تكثيف الدورات الإدارية والمالية والدورات التدريبية لتطوير الملاكات العاملة في اللجنة واتحاداتها، اثني عشر نشر الثقافة الاولمبية وتفعيل دور الرياضة في المجتمع، ثلاثة عشر الاهتمام بالفئات العمرية عبر تخصيص ميزانية للاتحادات المهتمة بها، أربعة عشر تسهيل مهمة الاتحادات الوطنية باستلام المنح الخاصة بها وفق القوانين من خلال متابعة اللجنة مع اللجنتين الرياضية والمالية في البرلمان ووزارة الشباب والرياضة، خمسة عشر تفعيل دور اللجان العاملة ضمن نظام الحوكمة الرشيدة المعمول به في اللجنة الاولمبية الدولية. 
 
البرنامج الانتخابي لسرمد عبد الاله
واعلن المرشح الاخر لمنصب رئاسة اللجنة الاولمبية سرمد عبد الاله برنامجه الانتخابي المتضمن جوانب عدة نختصرها بالنقاط التالية: اولا الحرص على التعاون والتنسيق بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية في المرحلة المقبلة من اجل اعادة بناء الرياضة العراقية، ثانيا العمل على بناء وتطبيق سياسة تطوير الرياضيين الطويلة الامد في الاتحادات الوطنية لضمان جودة المعايير والنتائج، ثالثا العمل على اعادة النظر بالنظام الأساس الداخلي للجنة الاولمبية، رابعا التنسيق المشترك مع لجنة الشباب والرياضة في البرلمان العراقي ووزارة الشباب والرياضة لوضع رؤى مشتركة لقانون الاتحادات والاندية الرياضية والتأكيد على ان تكون القوانين اطارا عاما ينظم عمل المؤسسات الرياضية، خامسا العمل على وضع نظام إرشادي موحد للاتحادات والاندية الرياضية، سادسا تفعيل دور اللجان الساندة لعمل اللجنة الاولمبية، سابعا الاستفادة القصوى من برنامج التضامن الاولمبي، ثامنا العمل على احياء اليوم الاولمبي الذي يوافق الثالث والعشرين من حزيران من كل عام، تاسعا مساعدة الاتحادات الرياضية في استضافة البطولات العربية والدولية وذلك بالتنسيق مع وزارة الشباب، عاشرا العمل على وضع لوائح لتنظيم العمل في ممثليات اللجنة الاولمبية وفق القانون، احدى عشر العمل على افتتاح مراكز تدريبية للرياضة النسوية وذلك بالتنسيق مع اللجنة النسوية في الاولمبية، اثنتي عشر العمل على تطوير عمل الأكاديمية الاولمبية في جعلها مؤسسة تعليمية تضم برامج دراسية متنوعة، ثلاثة عشر العمل على متابعة عمل الاتحادات الرياضية وفق مبدا الثواب والعقاب، اربعة عشر العمل على تقييم نشاط الاتحاد الفرعي للاولمبية وزيادة تمثيلها في الجمعية العمومية، خمسة عشر العمل على وضع برامج خاصة للموهوبين وذلك بالتعاون والتنسيق مع الاتحادات الرياضية، ستة عشر العمل على تشكيل لجنة للتسويق الرياضي لتولي العديد من الاختصاصات والمهام المتعلقة بالتسويق، سبعة عشر العمل على توفير مقرات لائقة للاتحادات الرياضية وذلك بالتنسيق مع وزارة الشباب، ثمانية عشر العمل على تهيئة مركز تدريب للمنتخبات الوطنية وذلك بالتنسيق مع وزارة الشباب تسمح بإعداد الرياضيين محليا وتقليل حجم الإنفاق المصروف في المعسكرات الخارجية، تسعة عشر العمل على تعزيز العلاقة والشراكة مع الاعلام الرياضي بوصفه شريكا اساسيا للنجاحات او الاخفاقات، عشرين الاهتمام بالفئات العمرية وتهيئة الملاكات الإدارية والفنية القادرة على تأهيلهم وإعدادهم ضمن خطة برامج بعيدة المدى، واحدا وعشرين دعم الاخوة في الاتحادات الوطنية من اجل تسنم مناصب في الاتحادات العربية والدولية والعمل على استضافة العراق لمقرات تلك الاتحادات، اثنين وعشرين العمل على استقلالية الاتحادات وضمان حصولها على التمويل  المخصص لها بانسيابية، ثلاثة وعشرين تشجيع المشاركات الرياضية اُسلوب حياة ايجابي وصحي في جميع قطاعات وفئات الشعب العراقي، اربعة وعشرين تشجيع التوعية بمضار المنشطات في جميع الالعاب الرياضية وبمختلف الاعمار السنية، خمسة وعشرين تشكيل لجنة الاحتكام لفض النزاعات الرياضية، ستة وعشرين تشكيل لجنة الاخلاقيات وإعداد لائحة خاصة باعمالها، سبعة وعشرين العمل على تطوير الملاكات الإدارية وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والدولية، ثمانية وعشرين نشر المفاهيم العالمية للحوكمة الرشيدة في الادارة الرياضية واخيرا إصدار لائحة شؤون
 التدريب الرياضي.
 
 نتائج الاستطلاع 
شاركت في هذا الاستطلاع عينات  تألفت من خمسين رياضيا وصحفيا مختصا بالشأن الرياضي ومن كلا الجنسين  وكان السؤال الموجه لهم لمن تميل الكفة في الفوز بمنصب رئاسة اللجنة الاولمبية الى رعد حمودي ام الى سرمد عبد الاله؟ وكان الجواب ان 30 ٪، صوتوا لصالح الأمين المالي السابق سرمد 
عبد الاله مستندين في ذلك الى خبرته في ادارة الشأن المالي الذي يعد عمود العمل الرياضي في حين صوت 25 ٪، لصالح رعد حمودي على اعتباره شخصية رياضية تمتلك قاعدة جماهيرية عريضة  ورفض 20 ٪ ابداء رأيهم في الموضوع لوقوعهم في الحرج بسبب العلاقة بين كلا المرشحين  في حين اكد 25 ٪ على حاجة العمل الاولمبي الى وجوه جديده بعيدا عن حمودي 
وعبد الاله.