ليس بالتمنيات وحدها

الرياضة 2020/11/17
...

خالد جاسم
التركيبة الجديدة للمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية لاتعكس بالضرورة رغبات وتمنيات الجميع كما هي ليست أنموذجا مشرقا ولاهي في الوقت ذاته شكلا سيئا في قيادة الهرم الأولمبي بقدر كونها نتاج صناديق الاقتراع التي ارتكزت أساسا على قواعد هلامية وركائز هشة قد لاتقدم النوعية المتميزة التي تحتضن الخبرة والكفاءة والمهارة في العمل الرياضي في صورة الجمعية العمومية لكنها (شئنا أم أبينا ) تمثل واقع الحال وتحصيل الحاصل في كامل المنظومة الرياضية في البلد وبالتالي فان مطالبة اللجنة الاولمبية أو مكتبها التنفيذي باجتراح المعجزات وإحداث الطفرة النوعية في دورة زمنية عمرها أربعة أعوام تكاد تكون ضربا من المستحيل وتكاد تقترب من أحلام العصافير ..وهنا لانقدم التبريرات المسبقة أو التبرئة المجانية لدورة عمل المكتب التنفيذي الجديد للجنة الاولمبية بقدر ارتكاز رؤيتنا هذه على واقع معاش ومنطق سائد ...والا ماهي المقومات والأسلحة التي يمكن لهذا المكتب التنفيذي استخدامها في تحقيق مايطالب به من طفرات نوعية وانتقالة تاريخية في مجمل الأداء الرياضي ..؟ هل نتحدث عن واقع أمني مضطرب وحال اقتصادي هش وفوضى عارمة وانعدام شبه كامل للبنى التحتية في الرياضة وغياب مزمن للقانون والنظم الرياضية ومايقابل ذلك من ضياع شبه تام للقيم الرياضية، ورياضة تعيش اليوم ولاتدري ماذا ينتظرها غدا في الأندية وهي العصب الحيوي للرياضة وتعاني كذلك مايشبه الضياع.هذه كلها جزء من بعض واقع الحال الذي تتأثر به اللجنة الاولمبية بدرجات مختلفة لكنها مؤثرة في دورة حياتها وطريقة سيرها في السكة الامنة والصحيحة في ما يقابل ذلك من تركات ثقيلة وترسبات قديمة ليس من السهولة ازالتها والتغلب عليها في ايام أو أسابيع أو شهور ..إنها معضلة كبيرة بل وصراع مع الذات ومع الاخرين والتحدي كبير بل وعظيم ويفوق ماهو متوفر من قدرات لكن لايعني الجنوح الى الخنوع ورفع الراية البيضاء والاستسلام لحال صعب وعصيب بقدر ماتتطلب الأمور تحديدا واضحا وحاسما لخارطة طريق تتضمن تحقيق الأهداف القريبة المدى وفق ماهو متوفر من إمكانات ومثل هذه الأهداف لا تتحقق باجتماعات حماسية وعزم متسرع في التغيير من دون امتلاك المقومات الكفيلة بالتغيير ووضع البدائل الأفضل ..ولن يتحقق الاصلاح  بطريقة تصفية الحسابات واقتلاع هذا واجتثاث ذاك وفق حسبة متسرعة ربما نتاج مشورة خاطئة أو عقدة مترسخة في النفوس بل الأمر يحتاج الى وضع أولويات بعد تحديد العلل ونقاط الخلل وهي أولويات تبدأ بالأهم فالمهم وفق نظام الخطوة خطوة. طريق الاصلاح لايعبد بالتمنيات أو بجلسات السمر والتعاطي مع الأمور بمنطق العاطفة  قدر ارتكازه على قواعد صحيحة ونتمنى أن يكون الآتي أفضل.